جمعية "البدر" لمساعدة مرضى السرطان
"أكتوبر الوردي" محطة لتوعية الطالبات وتثقيفهن صحيا
- 520
سعت جمعية "البدر" لمساعدة مرضى السرطان، من خلال الجناح الذي نصبته مؤخرا في بهو جامعة الجزائر (2) "أبو القاسم سعد الله"، لاستقطاب اهتمام الطلبة عموما، والطالبات خصوصا، حول شهر التحسيس بسرطان الثدي الذي أضحى يحتل المرتبة الأولى في السرطانات التي تهدد حياة النساء.
عرف اليوم التحسيسي توافد عدد من الطالبات بدافع الفضول للاستفسار وطرح بعض الانشغالات، حيث تم توزيع المطويات والاحتكاك بين المتطوعات والطلبة لتقديم معلومات حول السرطان وأهمية التشخيص المبكر، كما أُقيمت ورشة صغيرة لتعليم الطالبات أهم الخطوات ليقمن بالفحص الذاتي بمفردهن، حيث تم إطلاعهن على كيفية البحث في الثدي عن أية أورام يمكن أن تكون مؤشرا لوجود سرطان.
حسب ابتسام رقيقي، متطوعة بالجمعية، فإن عمل المتطوعات يتمثل في استقطاب الطالبات لتزويدهن بثقافة صحية حول كل ما يتعلق بالسرطان، وأهمية قيامهن بالإيكوغرافي إن كن أقل من ثلاثين سنة، والماموغرافي إن تجاوزن عتبة الأربعين، وهذه المعلومة لا تخص الطالبات في هذه المرحلة العمرية، إنما حتى يتحولن إلى شريكات في العملية التحسيسية ويعملن على نشر الوعي الصحي لدى أسرهن.
من جهة أخرى، أشارت محدثتنا إلى أن مثل هذه المحطات التحسيسية، يتم فيها أيضا التعريف بالجمعية والخدمات التي تقدمها، كي يتسنى للمصابات التواصل معها، والاستفادة من خدماتها التي تهدف إلى دعم المريضات وتسهيل إجراءات العلاج وتبسيطها، وتحفيز المصابات على التقيد بالعلاج.
لدى احتكاكنا بعدد من الطالبات لمعرفة مدى وعيهن بكل ما يتعلق بسرطان الثدي، أعربن في معرض حديثهن، عن جهلهن لعدد من المسائل المتعلقة بسرطان الثدي، ومنها مثلا، السن المناسبة لبداية التشخيص، ومتى تكون زيارة الطبيب ضرورية، وأين يتم التشخيص، مشيرات إلى أن مثل هذه الأيام التحسيسية تلعب دورا بارزا في الإجابة على أسئلتهن، خاصة أنهن طيلة أيام الأسبوع، منشغلات بالدروس، بالتالي لا يملكن وقتا للبحث في بعض المسائل الصحية التي تهمهن في حياتهن.
من جهته، أعرب كريم محرز، طبيب عام في الصحة العمومية، في معرض حديثه مع "المساء"، على هامش مشاركته في اليوم التحسيسي، عن أسفه لعدم اهتمام الطالب الجامعي عموما، بالأنشطة التي تبرمج في الجامعة، خاصة ما تعلق منها بالصحة، وحسبه، فإن كل ما يتعلق بالتوعية والتحسيس والتثقيف الصحي لا يثير اهتمامهم، بدليل الإقبال المحتشم على مثل هذه التظاهرات من جهة، وعدم التردد على المركز الطبي المتواجد بالجامعة، والذي عادة ما يقدم خدمات في مجال الوقاية والتحسيس.
في السياق، أوضح محدثنا أنهم كأخصائيين في الصحة، عادة ما يلجأون إلى استخدام الحيلة، بالاتفاق مع الإدارة على حمل الطالب على التواصل مع المركز والقيام ببعض الفحوصات الدورية، مشيرا في السياق، إلى أن الطالب الجامعي لا تزال تغلب عليه بعض الأفكار التقليدية في المتابعة في العلاج، ويقول "نجد البعض يميل إلى الاعتماد عليها وتجنب العلاجات العلمية، مما يتطلب اليوم البحث عن سبل أخرى، لحمل الطلاب على التفاعل مع مثل هذه الأنشطة التحسيسية"، مشيرا إلى أن الهدف من اليوم التحسيسي، بمناسبة أكتوبر الوردي، هو تزويدهم ببعض المعلومات حول ماهية السرطان، وأهمية التشخيص الذي لا زالت ثقافته قليلة، رغم أهميته في توعيتهم من جهة، وإشراكهم في العملية التحسيسية، خاصة أن للبعض منهم مصابين في العائلة، بالتالي من الضروري أن ينتبهوا لأهمية التشخيص في سن الثلاثين بالنسبة للفئة التي سبق وأن تعرض أحد أفرادها للإصابة بهذا الداء.