تحافظ عليها العائلات الوهرانية
أكلتا "الرقاق" و"البركوكس" لإحياء عاشوراء

- 162

لا تزال العائلات الوهرانية متمسكة بعاداتها وتقاليدها، المرتبطة باحتفالات المقارنة بالأعياد والمناسبات الدينية، التي ترفض الزوال، رغم التحديات والتطور الذي كان سببا في زوال بعض العادات القديمة، والتي تجمع العائلات في صورة للتضامن والتكافل والمحبة بين أفراد العائلات.
تعد "عاشوراء" من المناسبات الهامة للعائلات الوهرانية، منذ القدم، والتي يتم التحضير لها أياما قبل حلول ليلة عاشوراء ويوم عاشوراء، الذي يقترن بمناسبة دينية هامة، تجمع العائلات على طاولة واحدة، حيث يتصدر طبق "البركوكس" وأكلة "الرقاق" مقدمة الأكلات التي يجتمع حولها أفراد العائلة، للاحتفاء بالمناسبة، ويعد "الرقاق" الذي يصنع من الدقيق، أحد أهم المكونات الأساسية، والذي بمرور السنوات، أصبح عدد النساء اللواتي يتقن صناعته قلائل، وتوضح السيدة ياسمين، ربة منزل، أن "الرقاق"، وبالرغم من بساطته، إلا أنه يحتاج إلى إتقان، خاصة وأنه عبارة عن أوراق رقيقة، تحضر باستخدام دقيق "الفرينة" والزيت، وتتطلب دقة وصبر للحصول على الشكل المطلوب، وهو سبب إقدام أغلب النساء على شراء الرقاق لدى بعض النسوة، اللائي حوّلن إعدادها إلى مهنة، حيث تباع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأحياء الشعبية، لدرجة أنه وخلال الاحتفال بعاشوراء، فإن الأمر يستوجب طلبا مسبقا، للحصول على الكمية المطلوبة.
توضح السيدة ياسمين، بأن تحضير مرق أكلة الرقاق، يتطلب مجموعة مكونات، على رأسها الدجاج والخضر المكونة من الحمص والجزر والبطاطا واللفت، الذي ارتفعت أسعاره مؤخرا، بسبب الطلب المتزايد عليه، باعتبار أنه مكون أساسي ويتم تقديم الأكلة ليلة عاشوراء.
كما لا تزال عائلات أخرى تفضل طهي طبق "البركوكس"، المعروف محليا، والذي يرتبط أساسا بالمناسبات الهامة، على غرار حفلات الولادة، ويعد هذا الطبق من الأكلات المفضلة، ويتطلب تحضره دقيق "السميد" و«الفرينة"، وهو عبارة عن كريات جد صغير، تتطلب مهارة كبيرة لإعداده، ما يدفع كذلك عددا كبيرا من النسوة إلى شرائه جاهزا لتحضير أكلة "البركوكس"، التي تعتمد أساسا على الدجاج واللحم المفروم، ويقدم على شكل كريات معدة خصيصا، إلى جانب المرق الذي يتم تحضيره من عدة خضار ويقدم ساخنا، مع إضافة التوابل بشكل زائد.