بسبب التعرّض المستمر للمكيّفات الهوائية

أنفلونزا ونزلات برد في عزّ الصيف

أنفلونزا ونزلات برد في عزّ الصيف
  • القراءات: 703
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

رغم حرارة الجوّ وبلوغ ذروة ارتفاع درجات الحرارة، تنتشر خلال الفترة الحالية بشدّة، حالات من الأنفلونزا ونزلات البرد، ترجع، وفق الطبيب العام سيف الدين برداوي، إلى التغيّر المفاجئ في درجات الحرارة التي يتعرض لها الشخص خلال هذا الموسم؛ بسبب المبردات سواء داخل البيت، أو أماكن العمل، أو داخل السيارات، مشيرا إلى أن تلك الإصابة قد تعرف تعقيدات، تختلف بين بروز حساسيات، والإصابة بالربو، وغيرها من المشاكل الصحية.

حذّر الطبيب في حديثه مع "المساء"، من التعرّض المباشر والمستمر لمبرّد الغرفة، موضحا أن الأنفلونزا أو نزلات البرد لم يعد يتم تسجيلها، فقط، خلال فصل الشتاء، بل باتت تسجَّل، كذلك، خلال فصل الصيف؛ بسبب بعض السلوكات الخاطئة وغير الواعية من المواطنين. وأشار إلى تسجيل ارتفاع محسوس في تلك الإصابات خلال شهري جويلية وأوت، وهما الشهران اللذان تبلغ فيهما درجات الحرارة الذروة، وهذا مناف للمنطق، إلى حين فهم أن تلك الإصابات راجعة للتعرّض الكثيف لمكيّفات الهواء داخل الأماكن المغلقة.
وأضاف برداوي أن المكيّفات الهوائية رغم أهميتها في حياتنا ومساعدتها في ترطيب الجوّ داخل البيت أو مكان العمل أو حتى في الأماكن العامة كالمحلات ومراكز التسوّق والإدارات وغيرها؛ لتخفيف حرارة الجوّ غير المحتملة والمساعدة في التأقلم والراحة أو العمل أو أداء المهام اليومية، إلاّ أنها قد تشكل خطرا حقيقيا على الصحة، لا سيما إذا كان التعرّض لتلك المكيفات مباشرا، أو تعرّض الشخص لصدمة هواء بارد.
وشدّد الطبيب على أنّه خلال هذه الأيام يعاني الكثير من الأشخاص من أعراض متفاوتة الحدّة شبيهة بالانفلونزا. ويتساءلون عن السبب وراء ذلك رغم حرارة الجوّ، إلاّ أن ذلك بديهي عند التعرض لانخفاض يصل أحيانا إلى 18 أو 16 درجة مئوية. وأكد أنه إلى جانب تسبّب المكيّف الهوائي في نزلات البرد، يمكنه أيضا، أن يسبّب مشاكل أخرى؛ إذ يتسبب تغيّر درجة حرارة الغرفة ما بين السخونة والبرودة، في الإصابة بالحساسية، وأمراض أخرى للجهاز التنفسي؛ مما قد يُحدث التهابا في الحلق أو اللوزتين بسببه، خاصة عند الأشخاص الذين يتعرضون لذلك بشكل متكرّر.
وقد يعاني بعض الأشخاص، يقول الطبيب، من التهاب بكتيري، وهذا بسبب المكيّفات الهوائية بأنواعها، حتى المراوح الهوائية؛ إذ يمكن أن تكون بيئة مثالية لتراكم البكتيريا والفطريات. وعند تشغيلها تخرج لتنتشر في الجوّ، ثم تنتقل إلى الجيوب الأنفية، وبالتالي حدوث التهاب رئوي مزمن.
وفي الأخير قال برداوي إن المكيّفات الهوائية يمكن أيضا أن تتسبّب في جفاف الجسم، خاصة البشرة؛ لهذا يمكن أن يؤدي إلى جفافها بشدة عند البقاء لفترة طويلة ومتكرّرة في غرفة تحت مكيّف هوائي. كما يمكن أن يسبّب مشاكل أخرى؛ كالشعور بالصداع، والتعب والإرهاق، وآلام في المفاصل؛ لذا من الضروري عدم النوم في الغرفة التي بها مكيف. والمهم أيضا إبقاء تهوية الغرفة حتى يتغيّر الهواء داخلها، مع جعل درجة المكيّف بين 26 و24 درجة مئوية.