لامتصاص وقت فراغ الأبناء

أولياء يراهنون على المدارس القرآنية

أولياء يراهنون على المدارس القرآنية
  • 660
رشيدة بلال رشيدة بلال

 تتحول المدارس القرآنية في موسم العطل، خاصة الصيفية منها، إلى فضاء محبب للأولياء، حيث يقصدون مساجد الحي لتسجيل أبنائهم فيها، والاستفادة مما يقدم من دروس مختلفة في حفظ القرآن الكريم وفهم معانيه، ورغم أن الدافع وراء ذلك هو امتصاص وقت الفراغ، وحمايتهم مما يشكله الشارع من آفات اجتماعية، إلا أن الهدف الأسمى الذي يتطلع إليه القائمون على تدريس القرآن الكريم، هو تعميم التعليم القرآني، حسب ما أكده الأستاذ عبد الرزاق بن عامر، معلم القرآن الكريم بالمسجد العتيق بالعفرون في ولاية البليدة.

رغم أن المدارس القرآنية تفتح أبوابها للراغبين في حفظ القران الكريم، وتعلم أصول الدين على طول السنة، إلا أنها تشهد خلال فترات العطل المدرسية والعطلة الصيفية، إقبالا كبيرا، لعدة اعتبارات، أهمها حماية الأطفال من إدمان موجة التكنولوجيا، التي جعلت عددا من الأطفال يعيشون في العالم الافتراضي، حسب ما أكده بعض الأولياء الذين تحدثت إليهم "المساء"، وكذا لشغل وقت فراغهم، خاصة خلال العطلة الصيفية التي تمتد لقرابة الثلاثة أشهر، بينما أوضح آخرون أن الهدف من إلحاقهم بالمدارس القرآنية، هو عدم الانقطاع عن كل ما له علاقة بالدراسة والحفظ، حتى لا تحدث القطيعة، ويجد بعض التلاميذ، خاصة بالطور الابتدائي، صعوبات في التأقلم مع أجواء الدراسة، بعد انقضاء العطلة، وبين هذا وذاك، يظل الهدف الأسمى؛ ربط هذا الجيل بالقرآن الكريم.
وعن الإقبال ومدى اهتمام الأولياء بما تقدمه المدارس القرآنية من دروس، قال معلم القرآن الكريم بالمسجد العتيق بالعفرون، الأستاذ عبد الرزاق بن عامر، في دردشته مع "المساء"، إن تعليم القرآن الكريم خلال العطل، يزداد الطلب عليه، خاصة في العطلة الصيفية، بالنظر إلى الفترة التي يعيشها الأطفال وتفرغها الكامل، حيث يتم تقسيمهم إلى أفواج بين الفترة الصباحية والمسائية بعد صلاة العصر، وإن كان هناك طلب من البالغين، يتم تخصيص فوج لفائدة الشباب بعد صلاة المغرب.
وحسب المتحدث، فإن الفترة الصباحية عادة، لا يكون فيها عدد الأطفال قليلا، حيث يمكن أن يصل العدد في الفوج إلى 30 طفلا، مشيرا إلى أن الشرائح العمرية تبدأ من ثلاث سنوات، ويتم استقبالهم مستمعين فما فوق، مؤكدا أن استقبال الأطفال بالمدارس القرانية يخلو من الشروط، ويكفي أن يعرف الطفل القراءة والكتابة، لتسهل عملية التعلم والحفظ.
ما يعاب على الأولياء، رغم أنهم يحرصون على التحاق أبنائهم بالمدارس القرآنية، حسب معلم القرآن الكريم الأستاذ  بن عامر، عدم حرصهم على حفظ أبنائهم والاهتمام بما يقدم لهم من دروس في المدارس القرآنية، وإنما يتركونهم في المدارس ولا يحرصون على ما تلقوه من علوم إسلامية، وهو أمر غير كاف، يقول المتحدث، ويضيف أن الهدف بالنسبة لهم، دون التعميم، هو حمايتهم من الشارع، ولأن وقت الفراغ كبير، فضلا على مجانية التعليم القرآني، ما جعله لا يحظى بالاهتمام الكبير، معلقا بالقول، إن الهدف من وجود المدارس القرآنية، هو تعميم تعليم القرآن الكريم، بالتالي حبذا لو يحرص الأولياء على أبنائهم حتى يهتموا أكثر بالتعليم القرآني، ويكونوا على درجة من الوعي، لأن التعليم القرآني تجارة مع الله واستثمار في الأبناء، بالتالي لابد أن لا يكون المعتقد الشائع هو جعل الطفل في المدرسة عوض الشارع.
ما يجب أن يفهمه الأولياء، حسب محدث "المساء"، أن المقصد من المدارس القرآنية، هو تحفيظ كتاب الله وتعليم القرآن الكريم، تليه باقي الفوائد الأخرى، ومنها شغل التلميذ مع التعليم حتى لا تحدث القطيعة بينه وبين التعلم، مؤكدا أن بعض الأطفال يجدون صعوبات، بسبب القطيعة التي تحدث خلال العطلة الصيفية، ومن هنا أيضا يظهر دور الولي، الذي يفترض أن يتدخل لتوجيه ابنه وتوعيته بأهمية التمدرس في مثل هذه المدارس، لما لها من فوائد كثيرة.