مؤسسة الصحة الجوارية ببومرداس

أيام طبية للكشف عن داء السكري والضغط الدموي

أيام طبية للكشف عن داء السكري والضغط الدموي
  • القراءات: 693
حنان. س حنان. س

نظم مخبر التحاليل الطبية للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببومرداس بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان، يومي 26 و27 مارس الجاري، كشفا طبيا مجانيا عن مضاعفات السكري وارتفاع الضغط الشرياني، لفائدة مرضى السكري باقتراب حلول رمضان الفضيل، في خطوة استحسنها مرضى الداء ممن يتحيّنون مثل هذه الفرص لإجراء فحوصات متخصصة. قالت السيدة مليكة مقراني، منسقة مخابر التحليل الطبية ونقابية، إن تنظيم يوم للتحليل والفحص لصالح مرضى السكري، جاء، مرة أخرى، للتأكيد على أهمية تنسيق الجهود، للتقليل من مضاعفات السكري على الصحة العمومية، متحدثة عن كون مضاعفات هذا الداء ثقيلة، سواء على المريض، أو على المنظومة الصحية، معتبرة تنظيم مثل هذه الأيام للكشف المبكر سواء عن الداء أو مضاعفاته، يبقى مهمّا.

كما تحدثت، في المقابل، عن أهمية تغيير ذهنيات المريض حتى يضع ثقته في الهياكل القاعدية للصحة. وتقصد بها قاعات العلاج المتواجدة في أمكنة متفرقة. وهدفها تقريب الصحة من المواطن، حيث لفتت المسؤولة إلى عزوف المرضى عن التوجه إلى هذه الهياكل القاعدية للصحة الجوارية، مفضلين التوجه إلى العيادات متعددة الخدمات المتواجدة بمراكز المدن، في خسارة للوقت والجهد بالرغم من وجود أطباء عامين في قاعات العلاج وهم متكونين في مجال متابعة مريض السكري بشكل جيد. وتابعت المختصة تقول إن الملاحظة الأولى التي يمكن الإشارة إليها على هامش تنظيم يوم الكشف عن مضاعفات السكري، هي أن الكثير من مرضى السكري يعانون من عدم توازن السكري لديهم، وكذا ارتفاع مخزن السكري ما يتطلب إعادة النظر في مسألة التكفل بالمرضى بالشكل الذي يؤدي إلى التقليل من مضاعفات هذا الداء الثقيل، وبالتالي تكلفة التكفل بها.

وفي سياق متصل، قالت الدكتورة حورية سناني، رئيسة مصلحة طب العمل بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببومرداس، مشاركة في ذات التظاهرة، "لا بد من تغيير الذهنيات، وإعادة بناء الثقة بين المواطن وقاعات العلاج وكذا العيادات متعددة الخدمات التابعة المنتشرة في كل بلدية". واعتبرت الطبيبة أن توجه مريض السكري مباشرة نحو دار السكري بمدينة بومرداس متجاوزا قاعة العلاج أو العيادة، منافٍ لسياسة تقريب الصحة من المواطن، موضحة أن 80% من قاعات العلاج طبية، أي يوجد بها طبيب عام، يمكنه متابعة حالة مريض السكري بصفة جيدة، ثم يوجهه نحو الطبيب المختص في حال الحاجة إلى ذلك، علما أن المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببومرداس، تحصي 10 عيادات متعددة الخدمات و32 قاعة علاج "ونحن، اليوم، نريد إعادة تفعيل قاعات العلاج هذه، لتلعب الدور المنوط بها كهياكل للصحة الجوارية"، تضيف الدكتورة سناني. ولفتت السيدة علجية أعراب أكسيل، مديرة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرج منايل التي شاركت في نفس التظاهرة، إلى كون المواطن يثق في المستشفيات، ويعزف عن الذهاب إلى الهياكل القاعدية للصحة، من منطلق أن المستشفى يجمع بين كل الاختصاصات، متحدثة عن فتح قاعة علاج بمنطقة بوصبع، يوجه إليها مرضى السكري الذين يصل عددهم إلى أكثر من 2000 مريض، ملفتة إلى كون التحاليل لا سيما مخزن السكري، تعاد كل 3 أشهر، وهي ترهق كاهل المرضى لكونها باهظة الثمن في القطاع الخاص، وتسجل ضغطا على مستوى مخبر التحاليل الطبية بالعيادة متعددة الخدمات ليسر المدينة.

والملاحَظ في أيام الكشف المبكر عن السكري ومضاعفاته، إقبال كبير من طرف المواطنين ممن أرهقهم هذا الداء بالنظر إلى تعقيداته على الأعضاء النبيلة في الجسم. وبقرب حلول شهر الصيام، فإن الهدف كان مزدوجا، بحيث شكّل اليوم الطبي فرصة للمرضى، لطرح جملة من الأسئلة على الأطباء وعمال الصحة عموما، حول إمكانية صوم رمضان بالنسبة لحالاتهم، كل حسب درجة إصابته بهذا الداء، ومدى اقترانه بأمراض أخرى كالقلب والشرايين من عدمه، في الوقت الذي أكد بعض المرضى على تشبّثهم بالصوم سواء من باب الضرورة، لأنه يأتي مرة في السنة، أو انطلاقا من الحشمة، حيث إن باقي أفراد الأسرة يصومون، لذلك فإنه كمريض السكري يصوم. أجوبة الأطباء والمختصين كانت تبعا لكل حالة مرضية.. بينما دعا محمد مكري، رئيس جمعية مرضى السكري بولاية بومرداس، دعا عموم مرضى هذا الداء إلى التقيد بنصائح وتوجيهات الطبيب المعالج، حيث إن الكثير من المرضى ممن يصومون رغم منع الطبيب عنهم الصيام، يجدون أنفسهم في حالة "كومة"، مباشرة، بعد الإفطار..! وهذا انتحار بطيء، يحاسَب عليه الإنسان"، يقول محمد مكري، ضاربا موعدا للمرضى يوم 28 مارس الجاري، خلال يوم إعلامي حول رمضان والسكري..