بادر بها النادي البيئي "تيزغوين الخضراء"
إدخال الفكر المقاولاتي في الطور الابتدائي يؤسس لجيل مبدع
- 705
إدخال الفكر المقاولاتي في المنظومة التعليمية لدى الأطفال في الطور الابتدائي، يعتبر واحدا من المشاريع الهامة التي يعكف النادي البيئي "تيزغوين الخضراء" بمدرسة الإخوة صامت في ولاية البليدة، على تجسيدها لتهيئة الجيل الجديد في مراحل عمرية متقدمة، حول تبني الفكر المقاولاتي، من خلال إدراك ماهيته والعمل به، خاصة أن التعليم بالمقاربة أصبح يفتح المجال لتسهيل فهم المقاولاتية، الذي يقوم على فكرة وجود مشكلة لابد من حلها، وكذلك هو الحال بالنسبة للمقاولاتية، والتي تقوم على وجود فكرة بحاجة لأن تطور، لتتحول إلى مشروع.
قال محمد ميسوم، رئيس النادي البيئي "تيزغوين الخضراء"، إن تعليم التلميذ في الطور الابتدائي الحس المقاولاتي، يؤسس لجيل يعي المعنى الصحيح، لتحويل أفكار مبتكرة إلى مشاريع ناجحة تأخذ شكل المؤسسات المصغرة، لأنه عرف كيف يطرح فكرة ويحولها إلى مشروع ناجح، قد تبدأ من تخصيص قطع أرضية صغيرة واستغلالها في زراعة، مثلا، نوع معين من الأشجار المثمرة أو النباتات أو حتى الإشراف على مشروع تربية النحل والحرص على مرافقة المشروع، إلى غاية الحصول على النتائج المرجوة، سواء بجني الثمار أو تحصيل العسل.
الفكرة، حسب المتحدث، قد تبدو بسيطة وفي المتناول وعادية، يضيف المتحدث "ولكنها في الحقيقة تجعل هذا التلميذ الذي يولى المشروع ويحرص على مرافقته، وقد اكتسب الكثير من المفاهيم والمهارات، وأصبح مؤهلا لأن يرعى المشاريع، ويكون صاحب تجربة وقادر على بلورة أفكار جديدة وتحويلها إلى واقع ملموس".
وأردف رئيس النادي بقوله: "ومن هنا تؤسس لأرضية الفكر المقاولاتي لدى التلاميذ في مراحل عمرية متقدمة، ترافقهم طيلة مشوارهم الدراسي، وعندما يصلون إلى مرحلة التعليم الجامعي، تكون لديهم خبرة واسعة تسمح لهم بالمضي قدما في إنجاز المشاريع التي تخدم البلاد، لأنهم ببساطة، مؤهلون، وبالتالي يكون من السهل عليهم طرح الأفكار المبتكرة وتحويلها إلى مشاريع تؤسس لمؤسسات منتجة تقدم إضافة نوعية."
من بين الأفكار التي يمكن للأطفال في المدارس البدء بها، والتي يعمل عليها النادي البيئي "تيزغوين الخضراء"، هي تمكينهم من قطع أرضية صغيرة ومرافقتهم لإدارتها، من خلال مشروع حول الزراعة العضوية، أي الزراعة دون استخدام المواد الكيميائية، هذا المشروع الصغير، حسب المتحدث، يؤهل للتأسيس لمؤسسات مصغرة يمكن أن يعول عليها حتى لتمويل المطاعم المدرسية، مثلما يحدث في بعض الدول الأجنبية.
وحسبه، "هذه الأفكار قد تبدو غريبة وصعبة التحقيق، ولكنها في الحقيقة غاية في البساطة، خاصة إن تكفل بها أطفال المؤسسات التربوية، لأن لديهم من الرغبة ما يكفي لتبني مثل هذه المشاريع التي تحتاج في الواقع إلى مرافقة تحفز على إنجاح مثل هذه المشاريع، التي تؤسس لجيل قادر في المستقبل على إنشاء مؤسسات رائدة بأفكار مبتكرة".