مهرجان إبداعات المرأة في طبعته السادسة
إزاحة الستار عن تراث عاصمة الثقافة العربية
- 2004
رشيدة بلال / تصوير: ياسين اكسوس
عاد مهرجان إبداعات المرأة هذه السنة في طبعته السادسة، ليزيح الستار عمّا تزخر به قسنطينة من تنوع في الموروث التقليدي، ممثلا في اللباس الذي لا تزال فيه القندورة المطرزة بالخيوط الذهبية شاهدا على عراقة أمة وامتداد تاريخها، ناهيك عن المجوهرات التي تربع فيها المخبل والسخاب على عرش الاكسيسوارات القسنطينية، دون أن ننسى طبعا النحاس، هذا العالم الذي اقتحمته المرأة فأبدعت فيه.
يقف الزائر لقصر الثقافة، مفدي زكريا، الفضاء الذي احتضن مهرجان إبداعات المرأة على الاختلاف الذي عرفه المهرجان هذه السنة، والذي أضفى نوعا من التميز والخصوصية على هذه الطبعة وذلك بتخصيص جناح كامل للعارضات اللواتي جئن من مدينة الجسور المعلقة، وذلك بمناسبة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وهي الالتفاتة التي لقيت ترحيبا من الزوار الذين أكدوا لـ»المساء» أن فكرة جمع العارضات القسنطينيات في مكان واحد مكنهم من الاطلاع على كل ما يمثل الثقافة القسنطينية ممثلا في اللباس التقليدي والنحاس والحلي والحلويات.
ونحن نتجول بين أجنحة المعرض، أول ما شد انتباهنا وغلب على أجنحة العرض المخصص لعاصمة الثقافة العربية، الألبسة التقليدية الممثلة في القندورة القسنطينية التي كانت تبدو لشدة إتقانها بمثابة اللوحة المرسومة بخيوط متشابكة توحي عن مدى احترافية صانعتها. اقتربنا من السيدة ليلى حمدي، حرفية في صناعة وتزيين اللباس التقليدي، فحدثتنا عن خصوصية اللباس القسنطيني قائلة «إن أهم ما يميز اللباس التقليدي القسنطيني هي القندورة المصنوعة من خيوط الفتلة الذهبية والمجبود و»العقاش» والسمسم. وبحكم أننا متخصصون في قندورة السمسم والعقاش والكنتير ـ تضيف ـ «فإن هذا اللون اللباسي يطبّق فقط على نوع معين من القماش وهو «المالاس» الذي كانت تلبسه المرأة قديما في ألوان ثلاثة، الوردي، الفضي والأبيض. واليوم ومن باب التنويع، تم إدخال العديد من الألوان عليه لترغيب الشابات في لبسه.
تقول الحرفية ليلى القندورة القسنطينية المصنوعة من السمسم كانت من أهم القطع التي تلبسها العروس في 7 ألوان، حيث تلبس الأبيض، فالوردي فالفضي أما السوداء والتي تسمى قندورة «الشامسة» فكانت لا تلبس إلا في الليل، وسميت بهذا الاسم نسبة للرسوم التي تطبق على القندورة والتي تأخذ شكل الشمس ولا تزين إلا باللون الأصفر، ممثلا في حبات السمسم والعقاش وتعلق «نسوة قسنطينة ينظرن إلى القندورة التقليدية على أنها موروث، لذا يحرصن على أن تكون لديهن في المنازل ويعتبرنها شرطا لازما في تصديرة العروس، ولعل الميزة الأخرى في القندورة أنها لا تلبس إلاّ إذا كانت مرفقة طبعا باكسسواراتها الممثلة في محزمة اللويز والسخاب المعطر بالعنبر والمخبل «عقد مصنوع بطريقة خاصة» والتاج والمقياس.
من جهتها أنفردت الحرفية حياة طلحة في عرض تشكيلة مميزة من قندورة الجلوة الحرة المطرزة بالخيوط الذهبية، معتمدة على تقنية المزج بين الفتلة والمجبود، وقالت «لعل الخصوصية التي تميز القندورة القسنطينية الأصيلة هي القماش الذي تصنع منه والمتمثل في قطيفة الجلوة التي نميزها، نحن الحرفيات باللمس فقط، ومن ثمة نقوم بتجهيز الرشم الذي عادة يتم شراؤه معدا مسبقا ويثبت على القماش، وعادة هي أشكال مستوحاة من الحضارة الإسلامية ولكل رسم دلالات مختلفة وتعلق «في الماضي عندما ظهرت القندورة كانت تلبس فقط باللون العنابي، أما اليوم فنجد كل الألوان حاضرة، مشيرة إلى أن القندورة بالنسبة لسكان مدينة قسنطينة تعتبر رمزا لأصالة المجتمع القسنطيني توارثت صناعتها عائلات بأكملها.
يقف الزائر لقصر الثقافة، مفدي زكريا، الفضاء الذي احتضن مهرجان إبداعات المرأة على الاختلاف الذي عرفه المهرجان هذه السنة، والذي أضفى نوعا من التميز والخصوصية على هذه الطبعة وذلك بتخصيص جناح كامل للعارضات اللواتي جئن من مدينة الجسور المعلقة، وذلك بمناسبة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وهي الالتفاتة التي لقيت ترحيبا من الزوار الذين أكدوا لـ»المساء» أن فكرة جمع العارضات القسنطينيات في مكان واحد مكنهم من الاطلاع على كل ما يمثل الثقافة القسنطينية ممثلا في اللباس التقليدي والنحاس والحلي والحلويات.
ونحن نتجول بين أجنحة المعرض، أول ما شد انتباهنا وغلب على أجنحة العرض المخصص لعاصمة الثقافة العربية، الألبسة التقليدية الممثلة في القندورة القسنطينية التي كانت تبدو لشدة إتقانها بمثابة اللوحة المرسومة بخيوط متشابكة توحي عن مدى احترافية صانعتها. اقتربنا من السيدة ليلى حمدي، حرفية في صناعة وتزيين اللباس التقليدي، فحدثتنا عن خصوصية اللباس القسنطيني قائلة «إن أهم ما يميز اللباس التقليدي القسنطيني هي القندورة المصنوعة من خيوط الفتلة الذهبية والمجبود و»العقاش» والسمسم. وبحكم أننا متخصصون في قندورة السمسم والعقاش والكنتير ـ تضيف ـ «فإن هذا اللون اللباسي يطبّق فقط على نوع معين من القماش وهو «المالاس» الذي كانت تلبسه المرأة قديما في ألوان ثلاثة، الوردي، الفضي والأبيض. واليوم ومن باب التنويع، تم إدخال العديد من الألوان عليه لترغيب الشابات في لبسه.
تقول الحرفية ليلى القندورة القسنطينية المصنوعة من السمسم كانت من أهم القطع التي تلبسها العروس في 7 ألوان، حيث تلبس الأبيض، فالوردي فالفضي أما السوداء والتي تسمى قندورة «الشامسة» فكانت لا تلبس إلا في الليل، وسميت بهذا الاسم نسبة للرسوم التي تطبق على القندورة والتي تأخذ شكل الشمس ولا تزين إلا باللون الأصفر، ممثلا في حبات السمسم والعقاش وتعلق «نسوة قسنطينة ينظرن إلى القندورة التقليدية على أنها موروث، لذا يحرصن على أن تكون لديهن في المنازل ويعتبرنها شرطا لازما في تصديرة العروس، ولعل الميزة الأخرى في القندورة أنها لا تلبس إلاّ إذا كانت مرفقة طبعا باكسسواراتها الممثلة في محزمة اللويز والسخاب المعطر بالعنبر والمخبل «عقد مصنوع بطريقة خاصة» والتاج والمقياس.
من جهتها أنفردت الحرفية حياة طلحة في عرض تشكيلة مميزة من قندورة الجلوة الحرة المطرزة بالخيوط الذهبية، معتمدة على تقنية المزج بين الفتلة والمجبود، وقالت «لعل الخصوصية التي تميز القندورة القسنطينية الأصيلة هي القماش الذي تصنع منه والمتمثل في قطيفة الجلوة التي نميزها، نحن الحرفيات باللمس فقط، ومن ثمة نقوم بتجهيز الرشم الذي عادة يتم شراؤه معدا مسبقا ويثبت على القماش، وعادة هي أشكال مستوحاة من الحضارة الإسلامية ولكل رسم دلالات مختلفة وتعلق «في الماضي عندما ظهرت القندورة كانت تلبس فقط باللون العنابي، أما اليوم فنجد كل الألوان حاضرة، مشيرة إلى أن القندورة بالنسبة لسكان مدينة قسنطينة تعتبر رمزا لأصالة المجتمع القسنطيني توارثت صناعتها عائلات بأكملها.