رغم أن السباحة فيه ممنوعة
إقبال كبير على شاطئ "تمنارت" بسكيكدة
- 6800
تعرف العديد من شواطئ سكيكدة الممنوعة فيها السباحة والمقدّر عددها بـ 22 شاطئا، منذ بداية الموسم الصيفي الحالي، إنزالا كبيرا من قبل المتوافدين عليها من مختلف الأعمار بمن فيهم بعض العائلات التي تفضل الاصطياف هناك بعيدا عن صخب الشواطئ الأخرى وحتّى عن الأنظار، رغم الأخطار الكبيرة التي قد يتعرّضون لها والتي قد تصل إلى حد الغرق، كونها شواطئ لا تتوفر على شروط الاستغلال، منها افتقارها لأبسط وسائل الإنقاذ والنجدة، ناهيك عن تواجدها في مناطق صخرية بغض النظر عن صعوبة المسالك المؤدية إليها.
من بين أهم الشواطئ الممنوعة فيها السباحة بولاية سكيكدة التي تعرف إقبالا كبيرا من قبل المصطافين جلّهم من الشباب، شاطئ "تمنارت" الساحر التابع لبلدية الشرايع بالمصيف القلي غرب سكيكدة، الذي يُعد واحدا من بين أجمل وأروع وأنقى الشواطئ على المستوى الوطني، فهو يتميز بطبيعته العذراء التي تجمع بين كثافة غطائه النباتي المشكّل من مختلف أنواع الأشجار والحشائش والنباتات ذات الروائح المتميزة، وبنعومة رماله وزرقة مياهه. وما زاد الشاطئ جمالا وبهاء منظره، وهو يعانق الغطاء النباتي، جاعلا منه لوحة فنية في غاية إتقان صنع المبدع، إلا أنه منذ سنة 2000 مازال مغلقا في وجه المصطافين بسبب الظروف الخاصة التي عاشتها المنطقة خلال تلك الفترة، لكن بين الأمس واليوم حسب السكان، كل شيء تغيّر، فالمنطقة أضحت آمنة، ودليلهم التوافد القياسي للمصطافين الذين يزداد عددهم كل نهاية أسبوع، مما جعل أهالي هذه المنطقة السياحية المعزولة يخرجون عن صمتهم، مناشدين السلطات المحلية المعنية فتح الشاطئ.
وأكد السيد "أ.عمار" ( 48 سنة) لـ "المساء"، أن المنطقة تضررت كثيرا خاصة خلال فصل الصيف؛ بسبب غياب كل المشاريع السياحية، التي من شأنها أن تعيد الروح للمنطقة التي تُعد من بين أجمل المناطق وطنيا؛ كإنجاز منتجع سياحي على أنقاض الشاليهات المهدّمة.
عمي أحمد وبنوع من التحسر، أكد أنّ الظروف التي عاشتها تمنارت واستمرار إغلاق الشاطئ في وجه المصطافين، قد أثر سلبا على النشاط الاقتصادي لأهالي المنطقة وبشكل خاص الشباب رغم أنّها اليوم أصبحت تعيش ظروفا مريحة، والدليل، حسبه، الإقبال المتزايد من سنة لأخرى للمصطافين بمن فيهم الوافدون عليها من ولايات مجاورة؛ كقسنطينة وأم البواقي وحتى من باتنة، والذين يمكثون بها إلى غاية ساعات متأخرة من المساء رغم صعوبة المسلك المؤدي إليها، خاصة الجزء الذي يربط مدينة القل بشاطئ تمنارت. أما الشاب "حميد" (23 سنة) من أبناء المنطقة، متخصّص في بيع الأكلات الخفيفة التي يحضّرها في البيت ليقوم ببيعها للمصطافين، فتأسف بدوره لبقاء شاطئ تمنارت على ما هو عليه.
وبخصوص رأيه في هذا الشاطئ أكد لنا السيد "ك. محمد صالح" من ولاية قسنطينة الذي كان رفقة 03 شبان من نفس الولاية، إعجابه بالشاطئ الذي يتردد عليه منذ أكثر من سنتين، أحيانا برفقة عائلته وأحيانا أخرى بمعية أصحابه، إلا أنه تأسف لبعض المشاهد السلبية؛ كانتشار البناءات الفوضوية داخل الغابة، وانتشار النفايات ومختلف الردوم، وفي كل هذا يبقى تمنارت شاطئا متميزا جديرا بإعادة النظر في فتحه، ليعود بالنفع العميم على سكانه وعلى التنمية السياحية بالولاية بوجه عام.