في انتظار الترخيص لإقامة منتزه

إقبال واسع على المنتجع السياحي العائلي بباتنة

إقبال واسع على المنتجع السياحي العائلي بباتنة
  • القراءات: 421
عبد السلام بزاعي عبد السلام بزاعي

يرتبط موسم الصيف بالحرارة، التي تجعل العائلات تبحث عن أماكن للتسلية والراحة، ويبدو أنه وثيق الصلة برغبات الناس في تنويع الأذواق. ولم تخرج العائلات الباتنية عن هذا الطرح في وجود التنوع، وهو ما يشكل المعيار الأساسي أمام الفرص المتاحة للترويح عن النفس.

مقارنة بوقت سابق، يجد الباتنيون هذه الصائفة متعة حقيقية في وجود مرافق سياحية، ولو على قلتها، وأمكنة للتسلية أفرغت محتوى ممرات بن بولعيد من روادها، بعد أن كانت المتنفس الوحيد للعائلات طيلة الصيف، خصوصا الفئات محدودة الدخل التي يتعذر عليها الاستمتاع بفرص المخيمات الصيفية، والتنقل إلى مختلف السواحل. على غرار حديقة التسلية بجرمة، حديقة الحروف بحي الاخضرار والمركب الثقافي الرياضي بكشيدة، وفي أجواء موجة الحرارة التي تشهدها المنطقة، كانت لـ"المساء" جولة ليلية للمنتزه العائلي، لصاحبه بولخراص بن بلاط، المدير العام لمجمع "بن بلاط" بباتنة، المتواجد بمحطة الوقود، ويمتد على مساحة 8 هكتارات، بالقرب من تازولت.
يشهد هذا المنتزه العائلي خلال فصل الصيف، انتعاشا سياحيا، ويعرف إقبالا منقطع النظير منذ جويلية الماضي. ويجد زواره من الولاية وخارجها، من ذوي الدخل الضعيف والمتوسط، كل التسهيلات والأجواء الملائمة للترويح عن النفس.
وفي هذا الصدد، أكد السيد بن بلاط في تصريح لـ"المساء"، أن هذا المنتزه إن حظي بالترخيص لتوسعته بالمواصفات العالمية، سيشكل متنفسا آخر للعائلات الباتنية. يضم عدة مرافق، منها مطعم ومقهى وساحة ألعاب ومصلى وملعب جواري ونادي فروسية، إضافة إلى موقف سيارات محروس من قبل عون أمن، ليلا نهارا، إلى جانب خدماته الموجهة للأطفال الصغار من خلال فضاءات اللعب والتسلية .
يساهم هذا المرفق، حسب المتحدث، في بعث الحركية السياحية بالمنطقة، على غرار المرافق التي تدعمت بها الولاية خلال السنوات الماضية، منها حديقة أخرى للتسلية في بلدية جرمة، والقطب الثقافي الرياضي بحي كشيدة، كونها تعد متنفسا لسكان الولاية والزوار من الولايات المجاورة.
الملفت للانتباه، أن نادي الفروسية الذي يضمن الممارسة الرياضية للجنسين، ومجموعة من الأحصنة لجميع السلالات، منها العربية، البربرية والأوروبية، يعرف إقبالا كبيرا للمنخرطين في النادي، خصوصا في اختصاصات القفز والسباقات والتحمل.
وحسب السيد بن بلاط، فإن مشروع إقامة هذا المرفق السياحي، الذي من شأنه أن يوفر 200 منصب عمل، سينجز في ظرف قياسي، تبعا لمتطلبات الراهن السياحي في المنطقة، بالنظر إلى ما تزخر به الولاية ككل من معالم سياحية وأثرية، واستجابة لانشغال المواطنين، خصوصا ذوي الدخل الضعيف والفئات المتوسطة، للرد على طلباتهم، لاسيما في فصل الحر، مع ضمان استمرارية نشاط المنتزه.
ينوي بن بلاط، توسيع هذا المشروع، بإضافة 12 هكتارا آخر، كلما تحصل على ترخيص من السلطات المختصة، نظرا للإقبال الكبير على هذا المنتزه العائلي والمندمج الفلاحي، لتعزيز دور السياحة الفلاحية، والذي يعد مطلب سكان الولاية، على حد تعبير المتحدث.
علما أن المشروع ملكية خاصة وسينجز بالإمكانيات المالية الخاصة دون اللجوء إلى قروض.
كما يطمح صاحب المنتزه إلى توسيع فضاءات اللعب للأطفال، بتثبيت ألعاب أخرى، على غرار ألعاب السيارات والأخطبوط، الطائرات وفضاءات التزحلق والعجلة الكبرى، مع إنشاء أروقة لمسارات الدرجات وممرات للسير وبحيرة لتربية الأسماك، على سبيل الصيد والترفيه ومسبح على الهواء الطلق وألعاب مائية وألعاب أخرى، باحترام الطابع الفلاحي للمنطقة.
مع العلم أن كل هذه الأشغال ستنجز ـ كما أردف المحدث ـ دون خرسانة وإنجاز بعض المرافق بالألواح الخشبية، بالموازاة مع توفير شاليهات لإيواء المتسابقين على مستوى نادي الفروسية، المؤهل وطنيا ودوليا لاحتضان مسابقات مختلفة.
وأكد المتحدث، أن الأسعار لم تخرج عن كونها رمزية، مع الإشارة إلى أن الفئات المحرومة والمعاقين تحظى بعناية خاصة بهذا المنتزه. ولم يستثن صاحبه العمل التضامني لتمكين الفئات الهشة من الاستفادة من خدمات المنتزه، بتنظيم زيارات موجهة للأطفال والمسنين بدار العجزة، خصوصا في العطل الأسبوعية وفترة الصيف، واعتبره متنفسا للجمعيات ذات الطابع الاجتماعي.
ولضمان وقت مريح بهذا المرفق السياحي دون مخاطر، في مناخ طبيعي بيئي صحي، سيتم غرس أكثر من 1000 شجرة، زيادة عن المتوفرة.
وقد نوه بن بلاط بضرورة الاستثمار في هذا المجال، لتطوير السياحة في الولاية، لكن مع مراعاة التجديد في الأفكار والتقنيات المستخدمة لضمان وصول الرسالة وتعميم الفائدة، وكذلك التركيز على تذليل العقبات والعراقيل، لضمان نقل المواطنين عبر أحياء باتنة من وإلى المنتزه.
في هذا الصدد، أبرز بن بلاط أهمية التعليمات التي أقرها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بشأن تذليل العقبات أمام المستثمرين، والتي ستمكن من استحداث مناصب شغل لشباب الولاية.
ويأمل في تسهيل الاستثمار في شتى الميادين، للإسهام في دفع عجلة التنمية بالولاية، ومنع هجرة رجال الأعمال والمستثمرين في الاستثمار خارج الولاية والوطن. مركزا على ضرورة تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لرفع العراقيل عن الاستثمار والمستثمرين والقيود البيروقراطية والنصوص القانونية، تساعد على التنمية وتطبيق قوانين الجمهورية في الخصوص، وتوجهات السياسة العامة للحكومة، بهدف خلق مناصب عمل للشباب البطال، باعتبار النشاط الاقتصاد الممول الثاني للخزينة بعد الريع البترولي. 
وأكدت بعض العائلات ممن التقت بهم "المساء"، أن قضاء السهرات في هذا المنتزه، أفضل بكثير من المكوث في البيت أو التنقل إلى منتزهات أخرى بعيدة، وحتى خارج الولاية، كونها تتمتع بسحر خاص بها، ساهم في تقاليد جديدة، لبعث السياحة بالمنطقة.