بادرت جمعية الفلك "البتاني" بإنجاز "تليسكوب دوبسن"، يستعمل في رصد الأجرام لتعزيز الاهتمام المتزايد لشريحة كبيرة من هواة علم الفلك، والمتعطشين لرصد الظواهر الفلكية، حسبما استفيد من رئيسة هذه الجمعية.

أوضحت عائشة معمري، أن إطار هذا "التليسكوب" الجديد يختلف عن "تلسكوب نيوتن"، غير أنه يحمل نفس خصائصه ويبلغ قطره 160 ملم، مبرزة أن هذا الجهاز يحمل أكسسوارات مصنوعة محليا، باستثناء المرآة المستوردة، وكانت متوفرة لدى الجمعية منذ عدة سنوات.

قام المكلف بالمعدات على مستوى جمعية "البتاني"، أمين شريفي، بعملية تركيب هذا الجهاز الذي أصبح عمليا، حسبما أوضحته السيدة معمري، أستاذة في الفيزياء، مبرزة أن "التليسكوبات غير متوفرة في السوق الوطنية، وعملية الاستيراد تتطلب إجراءات ومكلفة، فضلا على أن تقديم طلب للممونين قد يدوم سنتين".

كما أشارت إلى أن الجمعية لا تتوفر إلا على "تلسكوب" واحد قديم لا يفي الغرض، ولا يسد حاجة المنخرطين الذي وصل عددهم إلى 45 شابا من مختلف الاختصاصات الجامعية، و12 طفلا هاو لعلم الفلك، في رصد الأجرام والتقاط صور جميلة لها.

استعمل هذا "التلسكوب" الجديد في عدة خرجات ليلية للرصد أو متابعة الظواهر الفلكية، منها كسوف الشمس في شهر جويلية الماضي، ومناسبة ليلة النجوم لرؤية الشهب في شهر أوت الماضي. كما اجتمع المنخرطون بمناسبة إحياء اليوم العالمي للفضاء الذي كان في شهر أكتوبر الماضي، فيما كان اللقاء ليلة مرور المذنب في شهر ديسمبر، وفق السيدة معمري.

وذكر نفس المصدر أنّ الطلب كان كبيرا على حضور هذه المناسبات، غير أنّها كانت موجّهة للمنخرطين في الجمعية بسبب محدودية التجهيزات مضيفا أنّ "الجمعية تعكف حاليا على إعداد بطاقة تقنية والبحث عن تمويل إشهاري لانجاز أيضا مناظير  صغيرة الحجم للأطفال".

لتلبية الطلبات المتزايدة على التكوين في علم الفلك وحضور عمليات رصد الظواهر الفلكية، تسعى جمعية علم الفلك "البتاني" إلى تقديم اقتراح لولاية وهران، من أجل تخصيص موقع ثابت للرصد الفلكي، حسبما ذكرته رئيستها التي تعتبر أن ولاية وهران التي تعد قطبا اقتصاديا وسياحيا وعلميا، بحاجة إلى أن يكون لها فضاء ثابت وملائم ويتوفر على قبة فلكية ثابتة للتكوين في هذا الاختصاص، والمساهمة في ترقية السياحة العلمية.

للإشارة، تستعمل الجمعية قبة فلكية متنقلة تم اقتناؤها من طرف مديرية الشباب والرياضة لولاية وهران، لكن عملية تنقلها تكلف كثيرا من الجهد والمال والوقت، وفق رئيسة الجمعية، وتتم حاليا عمليات رصد الظواهر الفلكية على مستوى المزرعة البيداغوجية التابعة لجمعية النظافة والترقية البيئية بغابة "كانستيل"، غير أن الموقع غير ملائم بسبب الرطوبة، كما أشير إليه.

الجدير بالذكر، أنه سبق لجمعية علم الفلك "البتاني" أن شاركت في عدة تظاهرات وطنية ودولية وتحصلت على جوائز في الجزائر وفرنسا والمغرب.