في لقاء جمع إعلاميات بشيفات الطبخ الجزائريّ

اتفاق على الترويج للموروث الوطنيّ

اتفاق على الترويج للموروث الوطنيّ
  • 568
أحلام محي الدين  أحلام محي الدين 

❊ بحوث علمية تكشف عن وجود 100 نوع من الكسكسي في الجزائر

❊ الإعلام شريك في تثمين تنوّع المائدة المحلية

اختارت الأستاذة والشاف رقية شقروش، رئيسة فرع النادي الذهبي للطبخ بالجزائر، أن تكرّم مجموعة من الشافات، وعلى رأسهم سيدة الطبخ ارزقي، وكوكبة من الإعلاميات من مختلف وسائل الإعلام، بمناسبة اليوم العالمي للطهاة الموافق لـ 20 أكتوبر، واليوم الوطني للصحافة الموافق لـ 22 أكتوبر؛ حيث اجتمع المبدعون في المجالين لتبادل الأفكار والآراء، مع التطرق لما يخدم الصحة؛ لحماية الجيل القادم من أمراض السمنة والسكري، مع عرض طرق الحفاظ على الموروث الثقافي للمطبخ الجزائري العريق والمتنوع؛ حيث أكدت السيدة أرزقي أنها بصدد التحضير لافتتاح مدرستين بأروبا، لتعليم أسس الطبخ الجزائري الأصيل.

أكدت رقية شقروش في تصريح لـ " المساء" ، أن مأدبة الغداء التي أقيمت على شرف الحاضرات، لمّة بسيطة برائحة جلسات الجدات المميزة؛ أي اللمة الجزائرية بامتياز. وقالت: "هي جلسة لتكريم الصحافيين بحضور سيدة المطبخ الجزائري أرزقي وهي قامة شرّفت الجزائر في الداخل والخارج، بمناسبة اليوم العالمي للطهاة، وهو تكريم لها، وللصحافة التي تقدم رسالة نبيلة" . وأضافت رقية: "اخترنا فكرة جديدة في التكريم بعيدا عن أجواء المهرجانات والميداليات. وأردنا أن نقدم أقل شيء بكثير من الحب والاحترام والامتنان؛ من خلال الدعوة والتكريم بفكرة جديدة؛ فهو تكريم للجانب الإنساني، والعلاقات الإنسانية، للجهد المبذول على طوال السنوات؛ فهو لقاء للرقيّ، وتكريم لعطاء أناس قدّموا الكثير، ولايزالون في الميدان، وهي فرصة لنتعلم كيف يكون هناك تواصل وتوأمة عمل".

وأضافت الأستاذة شقروش: "الإعلام دائما معنا في الميدان، وهذا يشجعنا على العطاء أكثر، وتعريف الآخرين بالجهود، وتشجيع الفتيات والسيدات الماكثات في البيت، على الإبداع، والثقة في أنفسهن؛ كل واحدة في مجالها".  

وقد أشارت الإعلاميات الحاضرات من مختلف وسائل الإعلام؛ على غرار فائزة باشي من التلفزيون، وفائزة صحراء من الإذاعة، وسامية زمجري من التلفزيون، وكريمة بودراي من إذاعة البهجة، إلى أن اللقاء المهرب من الزمن الجميل، شكّل فسحة راحة، وخلّف شعورا بالارتياح لا سيما بعد أن جمع اللقاء الزميلات اللواتي لم تُتح لهن ظروف العمل، فرصة اللقاء منذ مدة، خاصة أن لكل واحدة مجالها الذي تعمل فيه. كما شكّل اللقاء فرصة لتبادل الأفكار، ومناقشة الأمور ذات النفع العام، مع تأكيد على ضرورة إقامة مثل هذه اللقاءات بين المختصين في مجالات مختلفة؛ للرقي بالمهن والحرف.

 

المطبخ الجزائري غنيٌّ جدا

وبالمناسبة، أكدت السيدة ارزقي أن هذه اللمة مميزة؛ فهي بسيطة. ورونقها في بساطتها، لكنها تحمل الكثير من الحب، والاعتراف بالجميل؛ قالت: "أتمنى كل التوفيق لكل الشيفان. وبمناسبة عيد الصحافة أحيّي كل زملائي الإعلاميين؛ لأنني منهم أيضا، وكنت أول واحدة على التلفزيون في مجال الطبخ. بدأت مهامي به يوم 6 فيفري 1986. وقضيت 42 سنة على الشاشة. بذلت كل جهدي ووقتي للجمهور العريض، الذي كان يطلبني حتى يوم الجمعة، وجمهور المغتربين الذي كان يطلب متابعتي يوم الأحد؛ فقد كنت أجد سعادة في العطاء، وتعليم أبنائي وبناتي الطبخ الجزائري الأصيل". وأضافت السيدة ارزقي: "حاليا أنا بصدد التحضير لافتتاح مدرسة ببلجيكا، وأخرى بإسبانيا لتعليم الطبخ الجزائري الأصيل والمتنوع، والغنيّ غنى الحضارات التي مرت علينا، كما هو صحي؛ فأنا أحمل رسالة التعريف بموروث بلدي، وجمال مطبخه".

وفي ما يخص إبداعها في عالم الكتابة، أشارت السيدة ارزقي إلى أن في جعبتها 29 كتابا، منها 3 كتب خاصة بالعلوم التي هي من اختصاصها؛ لكونها أستاذة المادة لأزيد من 36 سنة من العطاء. وقالت قد طُلب منها عام 2000 "سنة الجزائر بفرنسا"، تحضير كتاب حول الكسكسي الجزائري؛ "طرحتُ كتابي الأول في الطبخ سنة 1986. اتصلت بي دار ليناغ، التي طلبت مني إجراء بحوث حول الكسكسي. فانطلقت في البحث لمدة سنة كاملة، كنت أدخل فيها بيتي ضيفةً بعد أن زرت 48 ولاية، وقابلت كبارها، وسيدات الطبخ فيها، لأصل إلى 78 نوعا من الكسكسي، وقدمتُ كتابي حوله". وأشارت سيدة الطبخ إلى أنها واصلت بحوثها حول الكسكسي، إلى أن وجدت أزيد من 100 نوع عبر ربوع الوطن. وعن أطباقه قالت: "هي شهية، وطيبة، ومتنوعة. هناك ما هو من الخضر، أو اللحم، أو السمك، أو الدجاج، أو التمر، أو العسل، والكثير من الأنواع الشهية".

ومن جهتهن، عبّرت الشيفات عن سعادتهن بهذه الجلسة المميزة التي جمعتهن بزميلات المهنة في عيدهن العالمي، والمرافقات لهن في التعريف بجهودهن وإبداعهن؛ أي الإعلاميات.

وعن هذا اللقاء قالت الشاف وليدة: "شخصيا، أحب كثيرا مثل هذه اللقاءات. وأراها مهمة جدا للتواصل الفعّال والبنّاء؛ من أجل الرقي بالمطبخ الجزائري الأصيل، والتعريف بجهود الحرائر في هذا المجال. كما هو فرصة لتبادل المعارف بين أهل الخبرة، والاستفادة مما تعرفه الأخريات، ليشمل النفع الجميع، علاوة على الحرص على التنبيه إلى ضرورة استبدال السكّر بعجينة التمر أو مربى التين في صناعة الحلويات؛ ليحظى بالذوق الطبيعي، ومنه حماية الأطفال من السمنة".

أما الشاف كريمة " إيناس دليس" صاحبة اللمسة الذهبية في صناعة حلوى الفاكهة، فأشارت إلى أن اللقاء كان فرصة للحديث عما يخدم الإبداع، وتبادل الوصفات والأفكار بين أهل الاختصاص، وتعريف الإعلاميات بجذور الأطباق، وجديدها في عالم يتميز بالإبداع المستمر، في ظل المنافسة العالمية بين المطابخ.