اختارت مؤسسة "ناس الخير" أن تحارب، من جهتها، ظاهرة الهجرة غير الشرعية؛ من خلال تبنّي استراتيجية تراهن على العامل الاقتصادي، الذي يلعب دورا كبيرا في محاربة الظاهرة؛ من خلال دعم الشباب بمشاريع استثمارية. وحسب طارق زروقي رئيس المؤسسة، "فإن المؤسسات الاقتصادية اليوم، مدعوة للعمل مع المجتمع المدني، لتسطير رؤية واضحة لمحاربة الظاهرة أو على الأقل الحد منها".

يُرجع رئيس مؤسسة "ناس الخير" طارق زروقي الذي التقته "المساء" على هامش مشاركته مؤخرا في يوم تحسيسي حول الهجرة غير الشرعية بالعاصمة، يُرجع تنامي ظاهرة  الهجرة غير الشرعية إلى العامل الاجتماعي بالدرجة الأولى، والذي ينبع في الواقع من المشكل الاقتصادي المتمثل في ضعف القدرة الشرائية والبطالة وغلاء المعيشة وارتفاع تكاليف الحياة؛ ما يدعونا ـ يقول ـ "كمجتمع مدني، إلى التفكير اليوم في آلية من شأنها أن تتدخل لاقتراح الحلول على الجهات المعنية، خاصة أننا الأقدر على تحليل الأسباب الحقيقية بالنظر إلى احتكاكنا الدائم بهذه الشرائح من المجتمع، التي تقصدنا طلبا للعون".

وردّا على سؤال حول الجهود التي تبذلها المؤسسة في سبيل محاربة الظاهرة، أشار محدثنا إلى أن مؤسسة "ناس الخير" تبنّت استراتيجية تقوم على "المرافقة، التحسيس والتكوين"؛ يقول: "تقوم المرافقة على فتح الباب لاستقبال كل الشباب الذين يواجهون في حياتهم أسئلة كثيرة ولا يعرفون من أين  يبدأون رغم أنهم مزوَّدون بشهادة ولديهم مستوى عال من الوعي. هذه الفئة نساعدها من خلال الإجابة على كافة انشغالاتها، ونوجّهها لمعرفة طريقة بناء مؤسسة استثمارية أو مشروع مصغر، يعتمد من خلاله الشاب على نفسه لشق طريقه في المستقبل"، مؤكدا على التكوين الذي يلعب دورا بارزا في تزويد الشاب بالآليات التي تساعده على إيجاد حلول لمختلف التحديات التي تواجه.

من جهة أخرى، يشير محدثنا إلى أنّ ظاهرة الحرقة في المجتمع الجزائري التي أخذت أبعادا خطيرة بعدما أصبح  البحر يبتلع يوميا أعدادا كبيرة من الشباب، ليست حكرا على الجزائر فحسب، وإنّما ظاهرة عابرة للحدود.

وبالرجوع إلى البلدان الأوليغارشية التي تحتكر ثروات البلدان الضعيفة، فإن هذا الخلل في التوازن الاقتصادي هو الذي يغذّي يوما بعد يوم ظاهرة الحرقة، والذي يظهر تأثيره خاصة بالنسبة للبلدان الضعيفة.