دعا مختصون في الصحة العمومية، عموم المواطنين، إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر من السلالات المتحورة من فيروس كورونا؛ بالإقبال على التلقيح، وبالتالي الوصول إلى مناعة جماعية، وحماية الصحة. ولم يستبعدوا الدخول في موجة رابعة للجائحة؛ بسبب التراخي الملحوظ في الأخذ بأسباب الوقاية. وصف الدكتور صالح أوحاج، رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان ببومرداس، وصف الوضعية الصحية الراهنة جراء تفشي جائحة كورونا، بـ "المخيفة"، متحدثا عن تسجيل منحى تصاعدي لحالات العدوى بالفيروس في الآونة الأخيرة. وأضاف لـ "المساء" في تصريح خاص على هامش انعقاد الأيام الطبية الأولى للمؤسسة العمومية الاستشفائية بالثنية، أن معدل الإصابة اليومي وصل إلى 14 حالة على المستوى المحلي، معتبرا استمرار المنحى بشكل تصاعدي، ينبئ بمواجهة موجة رابعة من تفشي الجائحة قريبا.

وقال المختص في الطب الوبائي بأن المنظومة الصحية بالولاية تعرف، حاليا، أريحية في حالات الاستشفاء، "لكن خطر الموجة الرابعة قائم، ولا يمكن التوقع كيف سيكون ذلك"، يضف محدثنا، مؤكدا أن عدد الأسرّة المخصصة لحالات الإصابة بكوفيد19، بلغ خلال الموجة الثالثة 344 سرير. وتناقص هذا العدد مع عودة الأنشطة الطبية الأخرى إلى حالتها الطبيعية مؤخرا، مشيرا، في المقابل، إلى إمكانية إعادة تفعيل البرنامج الاستعجالي الخاص بمكافحة فيروس كورونا؛ تماشيا مع الوضعية الصحية. وفي السياق، أشار الدكتور عبد الحليم جداوي، رئيس المجلس الطبي لمستشفى الثنية، إلى أن حالات الاستشفاء بمصلحة كوفيد19، وصلت، اليوم، إلى 22 حالة، و07 حالات إصابة بالإنعاش، متحدثا عن ارتفاع حالات الاستشفاء مقارنة بشهري أكتوبر ونوفمبر؛ إذ سُجلت صفر حالة إلى حالة واحدة، مرجعا السبب، بالأساس، إلى العزوف عن تلقي اللقاح، ومتحدثا، في المقابل، عن إجراء حوالي 40 كشف "بي.سي.أر" عن الفيروس في المخبر المتخصص بالمستشفى.

هذه الوضعية المقلقة جعلت مختصي الصحة العمومية يوجهون نداء إلى مواطني بومرداس، للتوجه نحو أقرب مركز صحي لتلقي التلقيح المضاد لكورونا، حيث كشف د.أوحاج استمرار حالة العزوف عن تلقي التطعيم، لا سيما لدى فئة الشباب الأقل من 40 سنة، ناهيك عن حالة التراخي في الأخذ بأساليب الوقاية المعروفة؛ كارتداء الكمامة، والتباعد الاجتماعي. أما عن حملة التلقيح المستمرة منذ فيفري 2021، فقد سجلت إلى اليوم تلقيح 35% من العدد الإجمالي للجمهور المستهدف؛ أي 130 ألف مواطن بومرداسي تلقّوا التلقيح، وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالهدف المسطر منذ بداية الحملة، وهو على الأقل 50%. وأشار الدكتور أوحاج إلى استمرار عمليات التحسيس بأهمية التلقيح ضد فيروس كورونا، خاصة مع ظهور السلالات الجديدة للفيروس. من جهة أخرى، قال د.أوحاج إن حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية مستمرة، وتسير بوتيرة جيدة، حيث استفادت الولاية من دفعة أولى قدرت بـ 28 ألف جرعة، فيما ستستفيد من دفعة ثانية قريبا، تصل إلى حوالي 5 آلاف جرعة، توزع على كل المؤسسات الصحية ومراكز التلقيح. كما إنه لقاح متوفر على مستوى الصيدليات لكل من يرغب في تلقّي التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية.