فيما يلقى لباس "البوركيني" إقبالا كبيرا هذا الصيف

الأزياء المحلية تنافس الأجنبية بشدة

الأزياء المحلية تنافس الأجنبية بشدة
  • القراءات: 331 مرات
  نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تشهد ملابس البحر النسائية خلال هذه الصائفة، رواجا منقطع النظير، خاصة "البوركيني"، أو كما يعرفه البعض بالمايوه الشرعي، ذلك اللباس المستور، يشهد طلبا كبيرا اليوم بفضل ألوانه وتصاميمه، وحتى نوعية قماشه، وبعدما خلق جدلا واسعا قبل سنوات من قبل من يدعون بأنه رمز من رموز التعصب، وتم منعه في الكثير من المسابح والفنادق، وحتى الشواطئ حول العالم، إلا أنه فاز بعد فترة بالقضية، وأصبح مسموحا حتى وسط الشعوب الأكثر تمسكا بالدين الإسلامي، بل وأصبح رمزا للحرية الشخصية وخيارا أنيقا لكل راغبة في السباحة باحتشام.
في جولة قادت "المساء" إلى عدد من الأسواق بالعاصمة، اقتربت من بعض المحلات لبيع الملابس النسائية، التي خصصت ركنا داخل محلها لبيع "البوركيني"، وبين كل تلك الأنواع المعروضة تحتار النسوة في اقتناء ما تريده، ما خلق نوعا من المنافسة بين المحلات لعرض أنواع مختلفة وعديدة من ذلك الزي الخاص بالسباحة.
وأحدثت تلك الأزياء التي مستها الحداثة في التصاميم والألوان والموديلات، تحولا كبيرا في ثقافة ارتداء المايوهات "المستورة" للسباحة، فقبل فترة، كان ارتداء زي السباحة يقتصر على غير المحجبات فقط، من الموديلات الكلاسيكية، التي لا تراعي طبيعة العائلات المحافظة أو المراة الراغبة في السباحة باحتشام، وكانت المحجبة تكتفي بتنسيق قطع من ملابسها اليومية، إلا أن ذلك لم يكن ملائما، بسبب الأقمشة التي قد تفصل الجسم وتتلاصق أو التي تمتص الماء كثيرا ولا تجف بسهولة، وتثقل مرتديتها عند السباحة، وبسبب كل تلك السلبيات، تم التفكير في تصميم ملابس ساحة "محتشمة" تتوافق فيها مختلف شروط زي السباحة بأقمشة مضادة للماء، تسمح لمرتديتها بالسباحة والتحرك في الماء بكل أريحية دون التخلي عن رغبتها في الاحتشام.
محطتنا الأولى كانت محل "أوكسيجين" بعين طاية، أحد المحلات الشهيرة بشرق العاصمة، والمختص صاحبها في بيع "البوركيني"، هذه التسمية التي أطلقها الأوروبيين على هذا اللباس، وهو مصطلح مكون من جزأين، البور من كلمة برقع والتي هي كلمة متداولة وسط الأوروبيين للنقاب وتغطية الوجه الكامل، أما كيني، وهي مستمدة من البيكيني، الذي يعبر عن الزي الكلاسيكي للسباحة.
حدثنا فتح الدين، صاحب المحل، عن الإقبال الكبير خلال السنوات الأخيرة على زي "البوركيني"، مشيرا إلى أن الإقبال عليها زاد كثيرا، موضحا أن التنوع في التصاميم والألوان الجميلة التي بات تزين بها تلك الأزياء، ساعد في تبني فكرة ارتدائها.
وأشار إلى أن توفر اليوم المقاسات في تلك الأزياء الخاصة بالسباحة، سمح أيضا باشتداد الطلب عليها، خاصة من طرف كبيرات السن، إذ أن الثقافة الجزائرية تعرف عادة أن المرأة بعد فترة يزداد وزنها، ويصعب عليها إيجاد ما يليق بجسمها وما يناسبها من أزياء، إلا أن توفر مقاسات تلك القطع أصبح يساعدها كثيرا في التفكير في اقتناء زي خاص لها للسباحة.
من جهة أخرى، وفي محل بشارع العربي بن مهيدي، حدثنا عبد النور من محل خاص ببيع ملابس تخصص خلال هذه الصائفة، بعرض أكسيسوارات وحقائب البحر، وكذا قبعات الشمسية ونظارات شمسية وغيرها، خصص داخل محله ركن لعرض البوركيني، حيث قال إن الطلب الكبير على هذه الأزياء خلق جوا من المنافسة بين دور التصاميم، بعضها أجنبية وأخرى محلية، حيث تتخصص اليوم الكثير من الدور الصغيرة المحلية في تصميم أزياء البحر من "البوركيني"، مؤكدا أنه يتعامل مع فتاة لا يتعدى سنها 23 سنة، أنشأت علامتها الخاصة للحجابات وتصمم كذلك أنواعا جميلة من "البوركيني"، وارتفاع الطلب على موديلاتها جعله يتعامل مباشرة معها، لعرض تصاميمها في المحل، تماشيا مع متطلبات الزبونة، وفق اللون والشكل.
أما بمحل ثاني في شارع ميسوني بالعاصمة، فقد أثار فضولنا العدد الكبير لتلك العلامات، التي تحمل أسامي فتيات شهرزاد، أسماء، جميلة،… تدل حسب صاحب المحل، أنها دور صغيرة لجزائريات تخصصن في هذا المجال، والتي نوعيتهن الجيدة باتت تنافس الموديلات الأجنبية، مثل الإسبانية، الأندونيسية وكذا الصينية.
وعن أسعار تلك الأزياء، قالت أمينة من محل آخر، بنفس السوق، تتراوح بين 2000 دينار لتصل إلى 8000 دينار للزي، مشيرة إلى أن ذلك التفاوت في السعر راجع إلى المنافسة في الإنتاج بين مختلف الدور المحلية، ويختلف حسب التصميم ونوعية القماش، موضحة أن الطلب على الأنواع مرتفعة السعر أكبر، لأن نوعيتها أحسن، وبالتالي تضمن الزبونة بقاء جودتها لأكثر من موسم واحد ومضادة للماء.