مع بدء العد التنازلي لاستقبال العام الدراسي الجديد
الأسر على موعد مع اختبار إنفاق حقيقي
- 745
يبدو أن الانشغال الرئيسي حاليا للأسر، وكذا المكتبات والقرطاسيات، هو استقبال موسم دراسي جديد من المنتظر انطلاقه الأسبوع المقبل، حيث تشهد المكتبات ومحلات الأدوات المدرسية هذه الأيام إقبالا كبيرا من أولياء الأمور لشراء المستلزمات الدراسية التي يحتاجها أبناؤهم المتمدرسون، مما نتج عنه حركة دؤوبة وانتعاشا واضحا في حركة المبيعات التي قد لا تهدأ إلا بمرور أول أسبوعين عن العودة إلى الأقسام.
يعتبر سبتمبر من أكثر أشهر السنة استنزافا لميزانية الأسرة، كونه مرتبطا بالدخول المدرسي وما يترتب عنه من إنفاق كبير على المستلزمات الدراسية. وعلى الرغم مما تمثله بداية العام الدراسي الجديد من فرحة لدى العديد من المتمدرسين، إلا أنه يمثل بالنسبة للكثير من الأسر وأولياء الأمور عبئا ماليا جديدا يجب تحمله مهما كانت الأسباب، حيث أكد بعض أرباب الأسر الذين تحدثوا إلى «المساء»، تعرضهم لأزمات اقتصادية، خاصة أن أسعار الأدوات المدرسية آخذة في الارتفاع السنة تلو الأخرى ولم تجد بعد طريقا للاستقرار.
سبتمبر شهر الضغط على الجيوب
«بالكاد بدأنا في التقاط أنفاسنا بعد مضي شهر رمضان وعيد الفطر والإنفاق على قضاء أيام من العطلة، لنجد أنفسنا في دوامة جديدة نغرق فيها مرة أخرى.. كأن مواسم الصرف لا تنتهي.. إلا أننا مجبرون على الإنفاق، فالاستثمار الحقيقي في أولادنا وتدريسهم جيدا، لذلك أقول بأنها فترة أيام عصيبة علينا وعلى جيوبنا، ثم تمر»، يقول موظف ورب أسرة، مضيفا أن سبتمبر مربوط بالعودة إلى المدارس وما يترتب عنه من إنفاق كبير: «سنستقبل بعد أيام الدخول المدرسي مع ما يتطلبه من مصاريف، إنه موسم تنهار فيه ميزانيتنا، فأنا مثلا لدي تلميذان متمدرسان في الطور المتوسط وكل واحد منهما يتطلب حوالي 10 آلاف دينار لتوفير مستلزماته المدرسية»، وأضاف بأن ميزانية الأسرة، ولكثرة الاحتياجات الحياتية اليومية والمناسباتية، لم تعد تتحمل الأعباء الثقيلة لتلك المتطلبات، ومع غلاء المعيشة نتجاوز بعض المتطلبات للادخار قليلا، لكننا قد نتجاوز العديد من المناسبات التي تتطلب صرف الأموال، غير أن في شهر سبتمبر يبدأ وجع الرأس ولا ينقضي إلا بدخول أكتوبر واستقرار الأطفال في المدارس، يضيف نفس المتحدث.
«إنها الكارثة التي تنتظرني»، بهذه الكلمات بدأت أم عبد الرحمان، وهي موظفة وأم لثلاثة أطفال حديثها إلينا، موضحة أن العودة إلى المدارس مناسبة تتحول إلى أرق مالي تعانيه العديد من العائلات بسبب كثرة المستلزمات المدرسية وارتفاع أسعارها، «بالرغم من السوق التي تعرض أصنافا من اللوازم المدرسية بمختلف الأسعار، إلا أن هذه الأخيرة تبقى بعيدة عن المتناول، فبالأمس فقط أردت شراء محفظة ذات جودة لابنتي في الصف الثالث ابتدائي، قال لي البائع بأن ثمنها 6 آلاف دينار، فهل هذا معقول»؟ تتساءل المتحدثة مشيرة إلى أن غياب ثقافة الادخار يجعل ميزانية الأسر تعرف عجزا حقيقيا مع بداية سبتمبر، شهر العودة إلى الأقسام.
التزامات كبيرة ..معاناة وضغط نفسي
يستعد أولياء الأمور هذه الأيام للعودة إلى المدارس، هذا الموسم الذي يعتبره مواطن تحدث إلينا، ضيفا ثقيل الظل لكافة الأسر، خاصة تلك التي تكون التزاماتها كبيرة ودخلها محدود، مما يجعلها عاجزة عن مواكبة الارتفاع المضطرد في أسعار المستلزمات المدرسية. مبينا بأن مسألة توفير الأدوات المدرسية تمثل هاجسا وقلقا لكل الأسر في ظل الجشع السائد لدى التجار واستغلالهم فرصة الدخول المدرسي لرفع الأسعار بشكل كبير، بما يؤثر كثيرا ليس فقط على دخل الأسر وإنما على نفسيتها لأن احتياجات موسم الدراسة لا تتوقف عند بدء الدراسة وإنما تستمر إلى بداية عطلة الصيف من العام المقبل، وهكذا، يضيف نفس المواطن.
وفي السياق ذاته، تشير أم ماريا التي تحدثت إلينا عن استعدادها كربة منزل لاستقبال عام دراسي جديد، أنه مع العودة إلى المدارس يبدأ فصل جديد من المعاناة والضغط النفسي الذي يتجدد في سبتمبر من كل سنة، ليس فقط بسبب أسعار المستلزمات التي أصبحت مسلسلا تعود حلقاته إلى الواجهة كل سنة، إنما هناك معاناة من نوع آخر بالنسبة لها تتمثل في مواقيت الدراسة التي لا تساعدها كموظفة وغيرها من الأمهات العاملات، وعليه فإنها تتكبد معاناة مادية أخرى، حيث تعمد إلى وضع أبنائها المتمدرسين الثلاث عند مربية وتضطر بذلك إلى صرف مبالغ إضافية تقتطعها من أجرتها الشهرية التي تقول بأنها تقسمها إلى نصفين مع المربية!
وآخر من تحدث إلينا كان أبو إسلام الذي ابتسم لما سألناه عن استعداده للدخول المدرسي، فقال بالكلمة الواحدة؛ «سنصرف كثيرا.. وننتظر رد الجميل من أبنائنا بالتفوق في الدراسة لا غير». ويشير المتحدث إلى أن كل واحد من أبنائه يحتاج إلى أدوات خاصة في ظل المغريات المختلفة التي تتمثل بأدوات ملونة وبصور معينة ورسومات لشخصيات كرتونية محببة لديهم، ويضيف أن أسعار جميع المستلزمات الدراسية أخذت في الارتفاع مع بداية شهر أوت، فكيف سيكون الحال مع بدء الدراسة وحصول كل تلميذ على قائمة الأدوات اللازمة؟ «الأمر سيكون مرهقا لجيوبنا، لكنها عاصفة وتمر»، يختم حديثه إلينا..
يعتبر سبتمبر من أكثر أشهر السنة استنزافا لميزانية الأسرة، كونه مرتبطا بالدخول المدرسي وما يترتب عنه من إنفاق كبير على المستلزمات الدراسية. وعلى الرغم مما تمثله بداية العام الدراسي الجديد من فرحة لدى العديد من المتمدرسين، إلا أنه يمثل بالنسبة للكثير من الأسر وأولياء الأمور عبئا ماليا جديدا يجب تحمله مهما كانت الأسباب، حيث أكد بعض أرباب الأسر الذين تحدثوا إلى «المساء»، تعرضهم لأزمات اقتصادية، خاصة أن أسعار الأدوات المدرسية آخذة في الارتفاع السنة تلو الأخرى ولم تجد بعد طريقا للاستقرار.
سبتمبر شهر الضغط على الجيوب
«بالكاد بدأنا في التقاط أنفاسنا بعد مضي شهر رمضان وعيد الفطر والإنفاق على قضاء أيام من العطلة، لنجد أنفسنا في دوامة جديدة نغرق فيها مرة أخرى.. كأن مواسم الصرف لا تنتهي.. إلا أننا مجبرون على الإنفاق، فالاستثمار الحقيقي في أولادنا وتدريسهم جيدا، لذلك أقول بأنها فترة أيام عصيبة علينا وعلى جيوبنا، ثم تمر»، يقول موظف ورب أسرة، مضيفا أن سبتمبر مربوط بالعودة إلى المدارس وما يترتب عنه من إنفاق كبير: «سنستقبل بعد أيام الدخول المدرسي مع ما يتطلبه من مصاريف، إنه موسم تنهار فيه ميزانيتنا، فأنا مثلا لدي تلميذان متمدرسان في الطور المتوسط وكل واحد منهما يتطلب حوالي 10 آلاف دينار لتوفير مستلزماته المدرسية»، وأضاف بأن ميزانية الأسرة، ولكثرة الاحتياجات الحياتية اليومية والمناسباتية، لم تعد تتحمل الأعباء الثقيلة لتلك المتطلبات، ومع غلاء المعيشة نتجاوز بعض المتطلبات للادخار قليلا، لكننا قد نتجاوز العديد من المناسبات التي تتطلب صرف الأموال، غير أن في شهر سبتمبر يبدأ وجع الرأس ولا ينقضي إلا بدخول أكتوبر واستقرار الأطفال في المدارس، يضيف نفس المتحدث.
«إنها الكارثة التي تنتظرني»، بهذه الكلمات بدأت أم عبد الرحمان، وهي موظفة وأم لثلاثة أطفال حديثها إلينا، موضحة أن العودة إلى المدارس مناسبة تتحول إلى أرق مالي تعانيه العديد من العائلات بسبب كثرة المستلزمات المدرسية وارتفاع أسعارها، «بالرغم من السوق التي تعرض أصنافا من اللوازم المدرسية بمختلف الأسعار، إلا أن هذه الأخيرة تبقى بعيدة عن المتناول، فبالأمس فقط أردت شراء محفظة ذات جودة لابنتي في الصف الثالث ابتدائي، قال لي البائع بأن ثمنها 6 آلاف دينار، فهل هذا معقول»؟ تتساءل المتحدثة مشيرة إلى أن غياب ثقافة الادخار يجعل ميزانية الأسر تعرف عجزا حقيقيا مع بداية سبتمبر، شهر العودة إلى الأقسام.
التزامات كبيرة ..معاناة وضغط نفسي
يستعد أولياء الأمور هذه الأيام للعودة إلى المدارس، هذا الموسم الذي يعتبره مواطن تحدث إلينا، ضيفا ثقيل الظل لكافة الأسر، خاصة تلك التي تكون التزاماتها كبيرة ودخلها محدود، مما يجعلها عاجزة عن مواكبة الارتفاع المضطرد في أسعار المستلزمات المدرسية. مبينا بأن مسألة توفير الأدوات المدرسية تمثل هاجسا وقلقا لكل الأسر في ظل الجشع السائد لدى التجار واستغلالهم فرصة الدخول المدرسي لرفع الأسعار بشكل كبير، بما يؤثر كثيرا ليس فقط على دخل الأسر وإنما على نفسيتها لأن احتياجات موسم الدراسة لا تتوقف عند بدء الدراسة وإنما تستمر إلى بداية عطلة الصيف من العام المقبل، وهكذا، يضيف نفس المواطن.
وفي السياق ذاته، تشير أم ماريا التي تحدثت إلينا عن استعدادها كربة منزل لاستقبال عام دراسي جديد، أنه مع العودة إلى المدارس يبدأ فصل جديد من المعاناة والضغط النفسي الذي يتجدد في سبتمبر من كل سنة، ليس فقط بسبب أسعار المستلزمات التي أصبحت مسلسلا تعود حلقاته إلى الواجهة كل سنة، إنما هناك معاناة من نوع آخر بالنسبة لها تتمثل في مواقيت الدراسة التي لا تساعدها كموظفة وغيرها من الأمهات العاملات، وعليه فإنها تتكبد معاناة مادية أخرى، حيث تعمد إلى وضع أبنائها المتمدرسين الثلاث عند مربية وتضطر بذلك إلى صرف مبالغ إضافية تقتطعها من أجرتها الشهرية التي تقول بأنها تقسمها إلى نصفين مع المربية!
وآخر من تحدث إلينا كان أبو إسلام الذي ابتسم لما سألناه عن استعداده للدخول المدرسي، فقال بالكلمة الواحدة؛ «سنصرف كثيرا.. وننتظر رد الجميل من أبنائنا بالتفوق في الدراسة لا غير». ويشير المتحدث إلى أن كل واحد من أبنائه يحتاج إلى أدوات خاصة في ظل المغريات المختلفة التي تتمثل بأدوات ملونة وبصور معينة ورسومات لشخصيات كرتونية محببة لديهم، ويضيف أن أسعار جميع المستلزمات الدراسية أخذت في الارتفاع مع بداية شهر أوت، فكيف سيكون الحال مع بدء الدراسة وحصول كل تلميذ على قائمة الأدوات اللازمة؟ «الأمر سيكون مرهقا لجيوبنا، لكنها عاصفة وتمر»، يختم حديثه إلينا..