هم أول حلقة في مرحلة علاج البروستاتا
الأطباء العامون مدعوّون لرفع الوعي بأهمية التشخيص
- 309
دعا البروفيسور عدة بونجار رئيس المجلس الطبي الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان، الأطباء العامين إلى الاهتمام أكثر بتوعية الوافدين عليهم لطلب العلاج من فئة الرجال، بأهمية التشخيص ضد سرطان البروستات، مؤكدا أن الإحصائيات تشير إلى أن هذا الداء أصبح في السنوات الأخيرة، يمس حتى الفئة الشابة. وبينت الأرقام أن نسبة المصابين في الدول الأوربية تمثل أقل من 10 ٪، فيما تمثل في الجزائر نسبة 50 ٪، معتبرا أن الطبيب العام هو الحلقة الأولى في مجال العلاج التي يقصدها عامة الناس، وبالتالي يقع على عاتقه تحمُّل هذه المسؤولية؛ للمساهمة في رفع الوعي.
أكد البروفيسور عدة بونجار، رئيس المجلس الطبي للمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان بالبليدة، خلال إشرافه على أشغال يوم تكويني جهوي لفائدة الأطباء العامين على مستوى مصلحة التبرع بالأعضاء بمستشفى فرانس فانون، أن سرطان البروستات من أكثر السرطانات انتشارا بين الرجال، مشيرا إلى أن المؤسسة الاستشفائية المتخصصة بالتنسيق مع جمعية "الفجر" ، نظمت اليوم التكويني لفائدة الأطباء العامين؛ لتبادل المعارف والمكتسبات والخبرات حول كل ما يتعلق بسرطان البروستات؛ للمساهمة في رفع الوعي، مشيرا إلى أنه بعد النتائج الإيجابية المحققة في شهر التوعية ضد سرطان الثدي الذي يُعد السرطان الأول عند النساء، يأتي اختتام شهر التوعية ضد سرطان البروستات الذي يُعد على مستوى العالم، الثاني أو الثالث في بعض الدول، أما في الجزائر، حسب بعض السجلات وتحديدا في ولاية تيزي وزو، فيُعد السرطان الأول عند الرجال. وفي بعض الولايات الأخرى، سرطان المستقيم هو السرطان الأول عند الرجال.
وحسبما كشف البروفيسور عدة بونجار، فإن نسبة الإصابة بالمرض في العالم، أقل حدة من الجزائر؛ إذ تقل من 5 ٪ في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الدول الأوروبية تمثل أقل من 10 ٪. أما في الجزائر فإن النسبة تمثل أكثر من 50 ٪ على الرغم من أن سرطان البروستات يعرف تقدما من حيث العلاجات المقترحة؛ الأمر الذي يتطلب، حسبه، المراهنة كثيرا؛ من خلال لجنة مكافحة السرطان على الوقاية بالدرجة الأولى، والتي تقع على عاتق الأطباء العامين، الذين يُعدون أول محطة طبية يقصدها المريض طلبا للعلاج، لافتا في السياق، إلى أن الأطباء، اليوم، مطالَبون بحث المواطنين الذين يزيد عمرهم على 50 سنة، على ضرورة التشخيص لبلوغ الأهداف المدرجة، وهي اكتشاف الحالات مبكرا، والتكفل بها.
اِرتفاع عدد الحالات المصابة المتقدمة
من جهته، أوضح رئيس مصلحة المسالك البولية بالمصلحة المتخصصة سيد أحمد ولد العربي، أن ما يبعث على الارتياح، أن في السنوات الماضية عند التشخيص، كان يجري اكتشاف حالات متقدمة من سرطان البروستات يصعب الشفاء منها، ولكن اليوم وتبعا للحالات التي يتم اكتشافها، تكون في مراحلها الأولى بفضل التوعية والتحسيس، هذا من ناحية. ومن ناحية أخرى، خطورة سرطان البروستات أنه في حال ظهور أعراض المرض على الرجل؛ هذا يعني أن السرطان قد تفشى ويصعب السيطرة عليه؛ من أجل هذا يجب على كل الرجال الذين يزيد عمرهم على 50 سنة، التأكد من الوقاية؛ من خلال التشخيص المبكر، خاصة إن كان المرض موجودا في العائلة. ويكون الفحص بصورة دورية؛ بمعدل مرة في السنة.
وحول عدد الحالات المكتشفة أوضح رئيس مصلحة المسالك البولية، أن من خلال الحملة التي تم برمجتها على مدار شهر نوفمبر خلال يوم واحد فقط، تم معاينة 170 رجل من 50 إلى 75 سنة، واكتشاف أكثر من 70 شخصا مشكوك فيهم، تم توجيههم إلى ما يجب القيام به، ومرافقتهم على مستوى المصلحة، مشيرا إلى أن اليوم التكويني الذي تم برمجته، يدخل في إطار مساهمة الأطباء العامين في العمل التحسيسي السنوي؛ حتى لا ينحصر في الأيام العالمية فقط.
اتفاقية لتمديد العمل التحسيسي بكل السرطانات
من جهتها، أوضحت هاجر تاكوتي، مديرة المصلحة المتخصصة للسرطان بمستشفى فرانس فانون، أن المصلحة المتخصصة للأمراض السرطانية على مستوى مستشفى فرانس فانون، متعودة على القيام بأيام تكوينية لفائدة الأطباء العامين.
وحسبها، فإن اليوم التكويني تم برمجته لفائدة أطباء من ولايات الجلفة، والمدية، وبومرداس، وعين الدفلى، وتيبازة، مشيرة إلى أن اليوم التكويني جاء لتوحيد كيفية التشخيص والعلاج، والتأكيد على أهمية الوقاية التي تُعد أهم حلقة في العملية التحسيسية، لافتة إلى أنه تم طيلة شهر نوفمبر، الإشراف على حملة شملت العاملين في المؤسسة الاستشفائية فرانس فانون وعامة الناس من زوار المستشفى؛ حيث تم إجراء تشخيص لفائدة فئة كبيرة، وتسجيل بعض الحالات المصابة بسرطان البروستات.
وأوضح الدكتور حاج مكراشي رئيس جمعية "الفجر" لمكافحة السرطان، أن جمعيته ارتأت على هامش اليوم التكويني، التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون مع مركز مكافحة السرطان وجمعية الفجر؛ بهدف مواصلة العمل التحسيسي في إطار قانوني حول كل ما يتعلق بمكافحة كل أنواع السرطانات التي تسجل فيها الجزائر أكثر من 60 ألف حالة سنويا، مشيرا إلى أن الأرقام تبقى غير رسمية في غياب سجل رسمي لإحصاء كل الحالات غير المعلن عنها، ومؤكدا أنه على الرغم من وجود العديد من المراكز التي تُعنى بالتكفل بمرافقة وعلاج مرضى السرطان، إلا أن الوقاية لاتزال مطلبا ملحّا، وهو الهدف المرجو من وراء التوقيع على الاتفاقية.
وحسب المتحدث، فإن البروستات في الجزائر يسجل بعض حالات الإصابة به في سن صغيرة؛ الأمر الذي يتطلب التأكيد على التحسيس لرفع الوعي بأهمية التشخيص المبكر، داعيا في السياق، إلى الاهتمام أكثر بتكوين الأطباء العامين من جهة، وإلى استحداث أقسام للتكفل بأمراض الجهاز البولي التي تعرف نقصافي الجزائر، خاصة في بعض الولايات.