نتيجة غفلة الأولياء

الأطفال عرضة لمختلف الحوادث خلال الصيف

الأطفال عرضة لمختلف الحوادث خلال الصيف
  • 128
رشيدة بلال رشيدة بلال

تسجل مصالح الاستعجالات ومؤسسات الصحة الجوارية، على مستوى ولاية البليدة، خلال العطلة الصيفية، ارتفاعًا واضحا في عدد المصابين بالحوادث المنزلية، خاصة ما تعلق منها بحوادث السقوط والكسور. ويُعزى هذا الارتفاع، إلى الحركة الكبيرة للأطفال خلال هذه الفترة من السنة، من جهة، وغفلة الأولياء وإهمالهم، من جهة أخرى. وهو ما جعل المختصين في الصحة، يلفتون انتباه الأولياء إلى ضرورة التحلي بالوعي وروح المسؤولية، ومراقبة تحركات أبنائهم، خاصة أولئك الذين يُصطلح على تسميتهم بـ"الأطفال المشاغبين" أو "كثيري الحركة".

تستقبل مصالح الاستعجالات على مستوى مختلف المؤسسات الاستشفائية ومصالح الصحة الجوارية، خلال العطلة الصيفية، عددا كبيرا من الأطفال من مختلف الفئات العمرية، مصابين بحوادث متعددة، خاصة ما تعلق منها بالكسور التي تحرمهم من الاستمتاع بالعطلة، وتفرض عليهم التواجد في المنازل.

وحسب ما رصدته "المساء"، على مستوى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالعفرون، فإن أغلب الوافدين في أوقات مختلفة من اليوم، هم من الأطفال، وغالبًا ما تكون الأسباب مرتبطة باللعب العشوائي أو نتيجة دفع بعضهم البعض خلال اللعب.

وذكرت مواطنة، تعرض ابنها لحادث اصطدام بدراجة نارية، أنه كان يلعب لعبة "الغميضة" مع أطفال الحي، ولم ينتبه لقدوم الدراجة، فاندفع فجأة ليصطدم بها، مما استدعى نقله على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات. وأكدت أن ابنها نجا من الكسر واكتفى ببعض الخدوش، مضيفة أنه "من الصعب إبقاء الطفل داخل المنزل طوال اليوم، ما يفرض عليهم أحيانًا، تركهم للعب في الشارع، الذي ينطوي على الكثير من الأخطار".

من جهتها، أفادت مواطنة أخرى، بأن ابنها تعرض لكسر في رجله أثناء لعبه كرة القدم، قائلة: "كرة القدم من الألعاب الشعبية التي يعشقها الأطفال، ولا يمر يوم دون أن يلعبها. لكنه أصيب بكسر بعدما داس أحد الأطفال على قدمه بقوة، وحكم عليهم بتمضية بقية العطلة في المنزل، يراقب من النافذة لعب زملائه".

وأضافت أن مثل هذه الحوادث، تكثر خلال العطل الصيفية، وذكرت حالة ابنة جيرانها التي سقطت من الأرجوحة أثناء اللعب في حديقة الألعاب، ما أدى إلى كسر في ذراعها. وختمت بالقول: "الحوادث أمر لا مفر منه خلال العطلة، ونحن كأولياء، نحاول دائمًا تنبيه الأطفال، رغم صعوبة التحكم في نشاطهم المفرط، بسبب طول ساعات النهار".

الفضول الطفولي قد يؤدي إلى مآسٍ

إذا كانت حوادث السقوط والكسور تُسجل بكثرة بين الأطفال، نظرا لنشاطهم الزائد ورغبتهم في اللعب والتسلق والقفز، فإن حوادث ابتلاع المواد الخطيرة أو الغرق، هي الأخرى تعرف ارتفاعًا خلال فترة الصيف. ويعود ذلك إلى بقاء الأطفال في المنزل وحدهم، حيث يدفعهم الفضول إلى اكتشاف محتوياته، أو إلى تسللهم خفية عن ذويهم أثناء فترة القيلولة، للذهاب إلى أماكن غير آمنة للسباحة.

كما سجلت حالة مأساوية روتها سيدة، حيث فقدت ابنها غرقًا في أحد المجمعات المائية، بمزرعة قريبة من منزلهم، بعدما تسلل ابنها خلال فترة القيلولة دون علمها. وقالت الأم المفجوعة، إنها كانت نائمة، ولم تنتبه إلى خروجه، وهو ما أدخلها في صدمة نفسية حادة.

مختصون يؤكدون على أهمية الوعي الأسري

من جانبه، أكد الدكتور مكري حمزة، طبيب بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالعفرون، أن المؤسسات الصحية في ولاية البليدة، تشهد خلال فصل الصيف، ارتفاعا ملحوظا في عدد الأطفال الوافدين على مصالح الاستعجالات، ومعظم الحوادث المسجلة تكون بسبب السقوط أو الكسور.

أوضح الطبيب، أن الحوادث غالبًا ما تقع خلال الزيارات العائلية، أو أثناء التواجد في المتنزهات والشواطئ، حيث تنشغل الأمهات بالدردشة ويغفلن عن مراقبة أبنائهن. وأشار إلى أن بعض الأولياء يجدون صعوبة في التحكم في تصرفات أبنائهم، خاصة من يعانون من فرط الحركة.

أكد المتحدث، أن بعض الحوادث تقع فعلاً بسبب تهور الأطفال، لكن الأولياء يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية، نتيجة الإهمال وعدم المراقبة، لاسيما أثناء الزيارات العائلية أو عندما يُترك الأطفال للعب في الشوارع. وفي ختام تصريحه، دعا الدكتور مكري حمزة الأولياء إلى ضرورة التحلي بالوعي، وعدم الغفلة عن أطفالهم، خصوصًا من يُعرف عنهم كثرة الحركة أو من يُصطلح على تسميتهم بـ«المشاغبين"، مع الانتباه كذلك إلى خطر التسممات المنزلية، خاصة عند من لديهم أطفال صغار، قد يبتلعون مواد خطيرة عن طريق الخطأ.