الاستهلاك المفرط لمشروبات الطاقة في الصيف
"الأمان" ترفع مطالب استعجالية لمواجهة القاتل الصامت

- 259

رفعت درجات الحرارة الشديدة، خلال هذه الصائفة، معدل استهلاك مختلف أنواع المشروبات، حيث تُعد، حسب شهادة بعض التجار بالمساحات التجارية الكبرى، وحتى محلات بيع المواد الغذائية في ولاية البليدة، من أولى السلع التي تنفذ سريعا، ويتم إعادة تزويد المحلات بها بصورة دورية.
رغم التحذيرات المتكررة من المختصين في الصحة والتغذية، لتقليل استهلاك المشروبات المحلاة، خاصة الغازية منها، بالنظر إلى تأثيرها العكسي على الجسم، إلا أن الواقع يشير إلى عكس ذلك، بل وأكثر من ذلك، حسب ما كشفه رئيس جمعية "الأمان" لحماية المستهلك، حسان منوار، الذي أكد أن مشروبات الطاقة تشهد إقبالا منقطع النظير، خاصة من طرف الأطفال، وهو ما يستدعي دق ناقوس الخطر.
المتجول في مختلف شوارع مدينة البليدة، سواء في حدائقها أو مرافقها الترفيهية أو مطاعمها ومحلات الأكل السريع، يلاحظ بسهولة، الانتشار الكبير لمختلف أنواع المشروبات المحلاة والغازية، التي تغلبت، حسب تعبير بعض المواطنين، على المياه في المشهد الاستهلاكي اليومي، خاصة في أوساط الأطفال والشباب.
وتنتشر في الذهنية العامة، ثقافة مفادها أن هذه المشروبات تُطفئ العطش، في الوقت الذي تؤكد الدراسات الطبية والمختصون، عكس ذلك، إذ تزيد، في نظرهم، الإحساس بالعطش، وتفتح شهية المستهلك لشرب المزيد، ما يجعلها خطرًا خفيًا يهدد الصحة العامة بمختلف الأمراض المزمنة، خاصة ما تعلق منها بداء السكري والسمنة وبعض أنواع السرطانات. غير أن ما أثار استياء جمعية "الأمان"، ودفعها للإسراع في إصدار بيان ورفعه للجهات الوصية، هو الإقبال اللافت والكبير على استهلاك مشروبات الطاقة، خاصة خلال موسم الصيف.
وفي حديثه مع "المساء"، أشار رئيس الجمعية، إلى أن "الأمان" أطلقت حملة توعوية بعنوان "صمت قاتل وخطر متصاعد"، تدعو من خلالها إلى ضرورة التعجيل في اتخاذ التدابير اللازمة، لمواجهة الانتشار المتزايد لمشروبات الطاقة في الجزائر. وحذر المتحدث، من أن هذه المشروبات تُشكل خطرًا متصاعدًا على الصحة، خاصة على فئة الشباب والمراهقين، الذين يستهلكونها بطريقة عشوائية وغير مسؤولة، في ظل غياب رقابة فعالة.
كما أعرب رئيس الجمعية، عن قلقه من عدم تحرك الجهات الرسمية لاتخاذ إجراءات ملموسة، رغم الحملات التوعوية التي نُظمت سابقا، بالتنسيق مع مختصين في الصحة، وكذا المراسلات العديدة التي وُجهت إلى مختلف القطاعات المعنية، والتي لم تُثمر بعد عن قرارات حاسمة، تضمن الحد من انتشار هذا المنتوج الخطير.
وعن أبرز مطالب الجمعية، أوضح حسان منوار أن "الأمان" تُجدد دعوتها لتطبيق جملة من التوصيات العاجلة، من بينها منع بيع مشروبات الطاقة للقُصر دون سن 18 عامًا، وفصل مشروبات الطاقة عن المشروبات العادية في نقاط البيع، حتى لا تكون في متناول الأطفال. ومنع خلط مشروبات الطاقة مع المسكنات أو المكملات الغذائية داخل قاعات الرياضة، وفرض وضع تحذير صحي صريح على العبوات، يحمل عبارة واضحة مثل "قد تقتل"، وكذا التسريع في إصدار قانون ينظم بيع وتداول هذا النوع من المشروبات، ويحد من أخطارها الصحية.
ويختم رئيس الجمعية تصريحه، بالتأكيد على أن حماية المستهلك هي حماية للوطن، وأن الاستمرار في تجاهل هذا الخطر "أمر غير مبرر"، ما يجعل التدخل العاجل ضرورة صحية واجتماعية لحماية الأجيال القادمة من هذا "الصامت القاتل".