رغم أن قرار المنع يخص مياه الشرب من سد المقطع الأزرق

الإشاعات تشل السياحة بحمام ملوان

الإشاعات تشل السياحة بحمام ملوان
  • 1098
رشيدة بلال رشيدة بلال

سجلت منطقة حمام ملوان، الواقعة شرق ولاية البليدة، هذه الصائفة، تراجعا كبيرا في عدد السياح، عقب صدور القرار القاضي بمنع الشرب من مياه السد، بعدما اشتبه في وجود تلوث، إثر إثبات التحاليل البكتريولوجية بأن مياه الوادي ذات نوعية مشكوك فيها، حيث جاء قرار المجلس الشعبي لبلدية حمام ملوان، كإجراء احترازي، في إطار حماية المواطنين من أخطار الأمراض المتنقلة عبر المياه، وفي المقابل، تراجعت حركة السياح بفعل الإشاعات التي أعقبت القرار، وأرعبت المواطنين، الأمر الذي أثر على الفعل السياحي بالمنطقة، وأضر بالنشاط التجار والحرفيين والعمال الموسميين من أبناء المنطقة.

الزائر لمنطقة حمام ملوان، الواقعة شرق ولاية البليدة، يقف على التراجع الكبير المسجل في حركة الزوار، الذين اختاروا الامتثال لقرار المنع، خوفا من احتمال الإصابة ببعض الأمراض المتنقلة عبر المياه، أو الإصابة ببعض الأمراض الجلدية، حيث تشهد المنطقة حالة استنفار قصوى، الأمر الذي أثر على الحركة السياحية في المنطقة، التي كانت تستقطب إليها كل صائفة عددا كبيرا من الزوار من مختلف ربوع الوطن، من أجل الاستمتاع بالمناظر الجبلية والجلوس على ضفاف الوادي، والاستمتاع بالهدوء الذي يميز هذه المنطقة السياحية الهامة، التي تمتد على مسافة تصل إلى 7 كيلومترات من مركز البلدية إلى أعالي المقطع الأزرق.

لعل أهم تداعيات قرار المنع من الشرب، الذي أعقبه انتشار بعض الإشاعات التي أرعبت الزوار، والتي مفادها وجود بعض الأمراض في مياه الوادي، مثل الكوليرا، الأضرار التي لحقت بالتجار من سكان  بلدية حمام ملوان، الذين ينتظرون حلول موسم الصيف من كل سنة، من أجل  تنشيط الفعل السياحي والتجاري، من خلال بيع ما يبحث عنه الزائر من مواد غذائية، مثل "المطلوع" والحليب والأجبان والبيض، أو نباتات عطرية و أخرى طبيبة، أو من خلال بيع بعض منجزات الحرف التقليدية التي تتميز بها الولاية، من أوان فخارية وألبسة تقليدية، كل هذه الأنشطة التجارية، حسبما كشف عنه مصدر مسؤول ببلدية حمام ملوان، لـ"المساء"، رفض التصريح عن هويته "تأثرت بفعل قرار المنع الذي أعقبته جملة من الإشاعات، التي تم الترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأعطت انطباعا بأن المنطقة أصبحت موبوءة، الأمر الذي أرعب الزوار الذين اعتادوا على اختيار  المنطقة للسياحة، بالنظر إلى ما تتمتع به من مؤهلات ومرافق سياحية.

حسب ذات المسؤول، فإن القرار الذي تم نشره، يفيد بمنع الشرب من مياه السد الواقعة في وادي العش بالمقطع الأزرق، كون مياه السد مخصصة للشرب، وأنه بعد الإجراءات الوقائية التي تم اتخاذها، تحسنت التحاليل، هذا من جهة، ومن ناحية أخرى، أكد المتحدث، أن بلدية حمام ملوان، لم تسجل أي حالات تسمم بفعل المياه أو طفح جلدي، وأكثر من هذا، هناك أطفال من أبناء المنطقة لا يزالون يسبحون في الوادي، بعد قرار المنع، مشيرا إلى أنه يفترض بأن قرار المنع يخص منع الشرب وليس السباحة، بالتالي فإن الإشاعات التي أعقبت قرار المنع، هي التي أثارت البلبلة، ونشرت الرعب في المنطقة، وأثرت على حركة الفعل السياحية ببلدية حمام ملوان، خاصة على أبناء المنطقة الذين عجزوا عن ممارسة نشاطهم الموسمي، بسبب قلة الوافدين عليها.

على صعيد آخر، أشار ذات المتحدث، إلى أن مساعي الجهات المعنية على مستوى بلدية حمام ملوان، عقب الاستمرار في إجراء التحاليل وتأمين المنطقة بأعالي المقطع الأزرق، لمنع المواطنين، خاصة الأطفال، من التردد عليها إلى حين التأكد من خلو المياه من أي تلوث، يجري في المقابل السعي إلى محاربة الإشاعات والتشجيع على عودة الحركية إلى هذا القطب السياحي الهام، الذي يعتبر واحدا من المرافق السياحية الهامة بولاية البليدة، يشد إليه الزوار الرحال كل صائفة من داخل الولاية وخارجها.