الحرفية ربيعة زيتوني لـ "المساء":

الإعلام يساهم بشكل كبير في إعادة الاعتبار للخياطة الأصيلة

الإعلام يساهم بشكل كبير في إعادة الاعتبار للخياطة الأصيلة
  • 1088
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة
انضمت الحرفية ربيعة زيتوني إلى عالم فن الخياطة رفقة أخواتها منذ سنوات، ورسمت لنفسها هدف تطوير ورشة عائلية تعمل في مجال الطرز. تمكنت بفضل روعة منتجاتها من الاستحواذ على اهتمام النسوة العاشقات للخياطة بالطرز التقليدي الأصيل، ذلك الفن الذي فقد مكانته في وقت من الأوقات إلا أن الإعلام ـ حسب الحرفية ـ ساهم بشكل كبير في إعادة الاعتبار له وللعديد من الحرف التقليدية التي يخصص لها منذ أكثر من سنتين مقالات خاصة عبر مختلف الصحف. "المساء’’ اقتربت من السيدة زيتوني خلال مشاركتها في معرض الصناعة التقليدية مؤخرا رفقة مجموعة من الحرفيين وأجرت معها هذا الحوار.
المساء: بداية، حدّثينا عن سبب اهتمامك بالخياطة؟
السيدة ربيعة زيتوني: وهل تخالف الأخت أخواتها؟ إن عمل أخواتي اللائي يكبرنني سنا جرّني إلى هذا العالم، فنشاطهن في الخياطة جعل البيت بمثابة ورشة خياطة مفتوحة، كنت أصادف أدوات الخياطة والطرز في مختلف أرجاء المنزل، الأمر الذي لم يترك لي الخيار سوى البحث فيما يثير اهتمام أخواتي في هذا المجال، وبطبيعة الحال تبنيت أنا الأخرى تلك المهنة لتتخصص كل واحدة منا في صنف معين من الحياكة.
❊ من أين لأخواتك خبايا وأسرار تلك الحرفة؟
❊❊ والدتي هي منبع ذلك، ففي الماضي عندما كنا فتيات صغيرات، وخلال العطل المدرسية كنا نجتمع في البيت طيلة الصيف، فتلك الفترة من العطلة كانت تبدو لنا جد طويلة لأنه لم يكن هناك أماكن نقضي فيها العطل مثلما هو الحال اليوم، فكنا بذلك نبحث عن متنفس لطاقاتنا وبهذا بدأت والدتنا تجمعنا وتعلمنا الخياطة.
❊ هل مازالت والدتك تزاول هذه الحرفة؟
❊❊ ليس بالصفة التي كانت عليها قديما، فنحن اتخذنا مكانها، ولكن قديما كانت لها شهرة جيدة وسط النسوة التي كن يعرفنها، فلقد تعلمت هذه الحرفة على أيدي المسيحيات في منطقة الأبيار، وكن يعلمن الملتحقات بمدرسة الخياطة التقليدية كل شئ بأصالته التي لم تتخل عنها رغم مرور الزمن، ما جعل منها قطع فنية بموديلات تبدو أن آلة الزمن نقلتها من سنوات الستينيات أوالسبعينيات، بنفس الجمال والتفاصيل والدقة، متناهية إلى درجة أن النسوة أحببنها لما تحمله من موروث لم يغيره الزمن.
❊ ما هو المجال الذي تخصصت فيه؟
❊❊ لقد تبنيت تركيب العقيق أوما يعرف بـ"العقاش" وهو "البيرلاج"، فلقد أحببت ذلك لأنه فن يفتح لمحترفيه مجال الإبداع في التركيب واختيار الألوان والموديلات التي تتناسب مع كل قطعة، فضلا على أنه بمثابة اللمسة النهائية في كل قطعة لباس، فعملنا نحن الأخوات الثلاث يعتبر مكملا للآخر، فلا تركيب للعقيق بدون خياطة، ولا خياطة بدون طرز فهذا يجعل من الحرفة متناهية الجمال عند جمعنا قوانا الإبداعية الثلاث.
❊ هل تعملي رفقة عائلتك على تطوير هذه الحرفة بالبحث عن موديلات جديدة؟
❊❊ لا بالعكس، لا زلنا نحاول جاهدات على إبقاء الحرفة كما كانت عليه منذ سنوات بعيدة، فالعالم اليوم يشهد رواجا كبيرا في تصميم الأزياء والمفروشات وغيرها من القطع المحاكة بالآلات في المصانع، حتى وإن كانت جميلة وتأخذ تلك الشهرة لعدة أشهر، إلا أنها سرعان ما تفقد تلك الشهرة بعد فترة، واليوم نلاحظ لاسيما في مجال تصميم الأزياء العودة إلى الموديلات القديمة التي تصنع صيحات في قطع جديدة، وعلى هذا نرى أنا وأخواتي أن لنا أمانة نقلتها لنا والدتنا للمحافظة على أصالتها حتى لا يغيّرها التطور وانفتاح السوق، فنحن في سعي دائم للحفاظ على الخياطة الأصيلة وعلى فنونها وضمان استمراريتها، ما يجعل المنافسة شديدة، رفقة تلك المنتجات الأجنبية.. ونحن كحرفيات علينا العمل جاهدين للإخلاص في عملنا بإتقانه وضمان ديمومته في الجزائر، ولنحقق لها الرواج الذي تستحقه، حرصنا على عامل الجمال الذي يجعل المنتج يسوق نفسه.
❊ هل للإعلام دور في إعادة الاعتبار للصناعات التقليدية؟
❊❊ نعم لقد ساهمت الصحافة بشكل كبير في إعادة بعث الاهتمام بمختلف الصناعات التقليدية ومنها الخياطة التقليدية، الشبيكة، العقاش، غرزة "لحساب" وغيرها، وهذا بعد مشاركة الحرفيين في مختلف المعارض التي تقام داخل وخارج الولاية وفي مختلف البلديات، وهو ما يوحي بأن الجهات المعنية التي تنظم هذه المعارض تهتم بديمومة هذا الموروث الثقافي الذي يعكس ثقافة وتقاليد المجتمع الجزائري.