الباتنيون يحضرون لعيد الأضحى

الباتنيون يحضرون لعيد الأضحى
  • 1550

بحلول عيد الأضحى المبارك، يشدك الحنين للأطباق التقليدية التي تفننت في إعدادها المرأة الشاوية، منذ الأزمنة الغابرة، وكل ذلك مرتبط بمدى قدرة العائلة على شراء الأضحية للتحضير للعيد في عادات وطقوس تميز المنطقة عن غيرها من مناطق الوطن.

الحركية تنطلق من أسواق الماشية، حيث تعرف إقبالا كبيرا للمواطنين مع العد التنازلي لحلول عيد الأضحى المبارك والراغبين في شراء أضحية العيد، وكذلك الموالين من مختلف مناطق الوطن لاسيما من الجنوب الغربي مثل الجلفة والمسيلة ومن المناطق الجنوبية لباتنة.

وفي جولة لـ«المساء " عبر أسواق المدينة، لوحظ بعين المكان وفرة الماشية، حيث عرفت أسعارها تباينا ملحوظا وسط إجماع من طرف بعض المواطنين والجزارين على أنّ الأسعار انخفضت نسبيا مقارنة بالأسبوع الماضي، بمبالغ تتراوح بين أربعين ألف دينار وخمسة وستين ألف دينار، ويفضّل المواطنون من ذوي الدخل المتوسط شراء خرفان صغيرة بمبالغ  في متناولهم ويفضل أغلبيتهم شراءها أياما معدودة قبل عيد الأضحى، وحسب العديد من المواطنين، فإن الأسعار لا زالت مرتفعة وليست في متناولهم على خلاف الموالين الذين يؤكّدون غلاء العلف.

من جهة أخرى، أرجع الموالون الزيادات المعتبرة في أسعار الأضاحي على وجه الخصوص، إلى الخسائر التي يتكبّدونها من أعلاف وتبن، وغيرها من المصاريف التي تصرف على ماشية واحدة وصل سعرها إلى 3500 دج للقنطار الواحد، والنخالة 3 آلاف دج للقنطار. في حين قدر  سعر ربطة التبن ما بين 600 إلى 1000 دج فضلا عن كون بعض الوسطاء يقومون بشراء الأضاحي الجيّدة لسحبها من الأسواق تمهيدا لإعادة بيعها في الطرقات وفي الأماكن العشوائية بغية تحقيق أرباح طائلة في وقت قصير، وقال أحد الموالين "أسعار الأضاحي في متناول الجميع مقارنة بالسنة الماضية، فرغم غلاء الأعلاف فقد حاولنا قدر المستطاع مساعدة المواطنين لشراء الأضحية كل حسب مقدوره".

وبزانة أولاد سبع، تحدث إلينا "عيسى" عن وفرة الماشية هذه السنة وإقبال المواطنين اللامتناهي من مدينة باتنة، مضيفا أنّ إمكانية المضاربة بأسعار الكباش هذه السنة غير واردة على خلاف السنوات الماضية عندما يقبل التجار على شراء أعداد كبيرة قصد بيعها قبل يومين بأسعار خيالية، وباعتبار أنّ الظروف المادية للموطنين البسطاء وذوي الدخل الضعيف لا تمكنهم شراء الأضحية فضلت بعض العائلات اللجوء الى الاقتناء بالتقسيط لتمكينهم من الأضحية.

وهناك عيّّنات لمواطنين لجأوا لعمليات اقتراض مبالغ مالية من أقربائهم لشراء كبش العيد بعدما أنهك قدرتهم الشرائية الدخول المدرسي ومصاريف شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك.

وعلى خلاف السنوات الماضية، قامت بلدية باتنة بتنظيم أسواق الماشية وتخصيص أماكن لبيع الأضاحي عبر المجمعات السكنية الكبرى بمدينة  باتنة على غرار كشيدة وبارك أفوراج، فضلا عن انتشار مستودعات بيع الأضاحي، إلا أنها لا تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين الذين فضّلت غالبيتهم خصوصا الفئات الميسورة التنقل إلى دوائر وبلديات الولاية على غرار الشمرة، تيمقاد، الحاسي، زانة، المعذر وكوندورسي وغيرها من نقاط البيع بالبلديات كما انتشر باعة العلف عبر الأرصفة وباعة مستلزمات العيد من سكاكين وسواطير.

ع. بزاعي