المسنّون وذوو الأمراض المزمنة يقبلون على التلقيح الموسميّ

البروفيسور بوعمرة : الإسراع في التلقيح يعزّز المناعة

البروفيسور بوعمرة : الإسراع في التلقيح يعزّز المناعة
البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، مختص في علم الأوبئة والطب الوقائي
  • القراءات: 919
رشيدة بلال رشيدة بلال

أكد البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، مختص في علم الأوبئة والطب الوقائي، على عدم الخلط بين اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد وبين اللقاح الخاص بالأنفلونزا العادية، وأن  لكل منهما فيروس، يعمل  على الوقاية منه. وحسبه فإن "اللقاح الموجه لفيروس كورونا لا يحمي من فيروس الأنفلونزا العادية، والعكس صحيح"، وبالتالي على المعنيين  بإجراء اللقاح ضد الأنفلونزا العادية الموسمية، التوجه إلى المصالح الاستشفائية لتلقّي اللقاح بصورة عادية، خاصة منهم كبار السن، والمصابين بالأمراض المزمنة. سمحت المعاينة الميدانية لمصالح الصحة الجوارية بمدينة العفرون  بولاية البليدة، بالوقوف على تردد المعنيين باللقاح ضد الأنفلونزا العادية.

وحسبما تم رصده على ألسنة بعض كبار السن من الذين توافدوا تباعا على المصلحة، فإن عملية التلقيح بالنسبة لهم، أكثر من ضرورة؛  لكونهم تعوّدوا عليها، وهو ما جاء على لسان سيدة ستينية مصابة بداء السكري، أوضحت في معرض حديثها، أنها "شرعت في السؤال عن مواعيد إجراء اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية خلال شهر أكتوبر المنصرم، وأوصت أبناءها بإبلاغها ما إن يتم الإعلان عن انطلاق الحملة. وحسبها، فإنها من المتعودين على إجرائها؛ لما تؤمّنه لها من الحماية، فضلا عن أنها التزمت، أيضا، بالتلقيح ضد فيروس كورونا، وتنتظر الخضوع للجرعة الثالثة".

وحسبما تم رصده على ألسنة العاملين في المصلحة، فإن عملية التلقيح  التي شُرع فيها ضد الأنفلونزا العادية ككل سنة، تلقى إقبالا عليها من كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، فيما تلقى عزوفا من فئة الشباب على الرغم من أنها من اللقاحات المعرفة، والتي تعوّد عليها المواطنون، وعلى آثارها الجانبية القليلة، وهو ما أكد عليه البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، مختص في علم الأوبئة والطب الوقائي، الذي أقر بأن اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية، "لا خوف منه، ويسجَّل طلبا عليه  كل سنة، خاصة من الفئات المتعودة عليه. وأكثر منها هذا، فإن اللقاح متوفر بعدما وزعت المصالح المعنية اللقاح على كل الولايات"، مشيرا  إلى أن الشرائح المعنية بالتلقيح ضد الأنفلونزا العادية التي تقتل سنويا أكثر من 600 ألف شخص، هم المصابون بالأمراض المزمنة وكبار السن؛ لتعزيز مناعتهم، والتقليل من أعراض الأنفلونزا.

وأهم ما ينبغي التأكيد عليه وما يجب على المعنيين باللقاحات فهمه والاقتناع به ومن ثمة المسارعة إلى إجراء اللقاح ليكون فعالا ويؤمّن لهم الحماية اللازمة، حسب البروفيسور بوعمرة، أن التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية جاء في ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا، وبالتالي فإن لقاح كورونا لا يحمي من الأنفلونزا الموسمية، هذا من ناحية. ومن جهة أخرى، لا بد أن يتم التلقيح في الوقت الراهن لإعطاء اللقاح الوقت المناسب ليكون فعالا، يقول: "خاصة ونحن نعلم أن وقت الذروة للأنفلونزا الموسمية، يكون مع نهاية شهر جانفي وبداية شهر فيفري، ليعطى اللقاح الوقت الكافي لتعزيز الحماية".

وردّا على سؤالنا حول أهمية التلقيح بالجرعة الثالثة ضد فيروس كورنا، أشار البروفيسور بوعمرة إلى أن الدراسات أكدت أن المناعة بعد إجراء اللقاح لما يزيد على خمسة أشهر، تتراجع؛ لكون المضادات الحيوية المفرزة تنقص، وبالتالي ظهرت الحاجة إلى جرعة ثالثة، ليتمكن الجسم من الرفع من عدد المضادات لتأمين حماية أفضل، مشيرا إلى أن الدراسة أكدت أيضا، أن لتعزيز المناعة يفضَّل أن يتم التلقيح بلقاح  مخالف للقاحيين الأولين انطلاقا من تجارب طُبقت على أشخاص، ورفعت من معدلات الحماية.