سعاد عبد الواحد مختصة في التربية لـ’’المساء”:
التربية اختيار مسؤول والاستثمار في الطفل يحتاج لاستراتجية
- 636
أكدت الدكتورة سعاد عبد الواحد، أخصائية في التربية بجامعة ”المنار” تونس، أن الاستثمار في الأبناء ثراء حقيقي للوالدين، لأنها بفعل التربية السليمة التي يُنشِئان عليها أبناءهما، يكونان قد سلما المجتمع أفرادا متوازنين ومحترمين يمكن الاعتماد عليهم مستقبلا، فالزوج يكون مثاليا والعامل إيجابيا، والمرأة أمّا يمكن الاعتماد عليها في تربية الأجيال، وهو الفعل الذي لا يتأتى إلا بمشاركة المجتمع ككل.
أكدت الدكتورة عبد الواحد في معرض حديثها، عملية التربية أبدا، تقول: ”الفعل التربوي الذي يمارسه الآباء مع الأبناء اختياري، لكنه ليس سهلا كما يتوقعه البعض، لأن الآباء خلال عملية التربية يدخلون في مشروع الاستثمار في الأشخاص، وهو ما يجب أن يتم وفق استراتجية ورؤية مدروسة”.
تواصل الأخصائية بالشرح: ”العملية التربوية لا تتم بطريقة اعتباطية، فالولي يعد رئيس محيطه والمسؤول عنه، إلا أنه بدوره بحاجة لأن يكون محاطا بمؤسسات مختلفة تساعده وتسانده في الفعل الذي يقوم به، على غرار المجتمع المدني والمدرسة واستراتجية الدولة، وهنا أضرب مثلا بالدول المتقدمة التي عرفت كيف تستثمر في العنصر البشري، وقد حققت نتائج يشار إليها، وهي التي تعتمد على استراتجية مدروسة النتائج تظهر على المدى، وهو الأمر الذي علينا الاقتداء به، فلا يوجد أحسن من الاستثمار في العنصر البشري، وكل شيء يعود بالفائدة على المجتمع، إذ يعتبر الشخص حسن التربية منذ الصغر، استثمار الغد”.
أشارت المختصة إلى أن الطفل مشروع قائم بذاته، لابد أن يستعد له الآباء من كل النواحي، حتى تسهل عملية التربية والاستثمار أي تحضير مادي، نفسي وعاطفي قبل قدومه، والاهتمام التام به بعد قدومه، مما يسهل عملية بناء إنسان ناضج، حر، مستقل ومسؤول في الغد القريب، وهو الشخص الذي يمكن الاعتماد عليه لاحقا في بناء الدولة، كأن يكون مدرسا أو رئيسا.
أكدت االأخصائية عبد الواحد أن عملية التربية السليمة تمر بعدة مراحل، منها ترجمة الرؤية إلى أهداف، ثم إلى مخطط عملي تطبيقي، مع التقييم والمتابعة المستمرين ضمن مشروع جماعي، مؤكدة أن المبادرات الفردية تضيع ما لم يكن المجتمع أو المحيط في نفس الاتجاه مع الاستراتجية العامة.
❊ أحلام.م