أكلة صحية تنافس كل الأطباق

"الترفاس المرفوس" فخر المائدة التندوفية

"الترفاس المرفوس" فخر المائدة التندوفية
  • القراءات: 350 مرات
لفقير علي سالم لفقير علي سالم

يعتبر "الترفاس" أو الكمأ، فطر بري، موسمي نادر الظهور، ينمو بعد نزول الأمطار في الصحراء تحت التربة بعمق يتراوح بين 5 إلى 15 سنتيمترا، ويكون وزن الكمأة الواحدة بين 30 إلى 900 غرام. ينمو الترفاس بشكل يشبه حبة البطاطا، بالقرب من بعض أنواع النباتات الصحراوية، وقريبا من جذور الأشجار الضخمة، كشجر البلوط، ويعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطر الصحراوي، ويحضر منه طبق الترفاس المرفوس بالدهن.
"الترفاس" كروي لحمي رخو، وسطحه أملس أو درني، ويختلف لونهُ من الأبيض إلى الأسود والأحمر، ويكون بأحجام متفاوتة، قد يصغر بعضها حتى يكون في حجم حبة اللوز، أو يكبر ليصل حجم ثمرة الرمان أو أكبر.
يكثر تواجده بالأودية وتحت نبتة تسمى" اليرقيق"، ينمو في فصل الخريف ويقطف في الشتاء زمن الأمطار الغزيرة، التي تساعد على نموه وتكاثره. للإشارة، فإن أغلب سكان البوادي، التي يكثر فيها الترفاس، تنتشر في الشعاب والأودية بحثا عنه، حيث يتخذ البعض من جمع الترفاس، والبحث عنه، هواية وتسلية في أوقات الفراغ والعطل.
يقول ناصر أستاذ التعليم الثانوي "أتيت للتسلية لا غير، فالبحث عن الترفاس ممتع جدا"، ويؤيده زميله علي "أصبحت هوايتنا جمع الترفاس، فالبحث عنه يزيل ضغط العمل".
غير أن الكثيرين جعلوا منه مهنة موسمية، كما أنه تمثل مورد رزق لهم، على غرار محمد سالم الشاب الثلاثيني، الذي اتخذ من جمع الترفاس مهنة بعد سنوات طويلة من البطالة، ويقول "حقيقة أنقذني الترفاس من براثن الخصاصة (الفقر)، فهو يدر عليَّ مالا وفيرا والحمد لله"، وأمثاله كثيرون بالقرى التابعة لبلديات الولاية، كأم العسل وحاسي خبي وحاسي مونير وغار أجبيلات وغيرها".
أصبح "الترفاس"، يمثل مورد رزق لأهالي جنوب البلاد الشرقي، حيث يعتمد عليه عدد كبير من سكان المنطقة لتوفير المال، فيخرجون لجمعه وبيعه في الأسواق العادية أو أسواق خاصة به، بعد أن أقبل الكثير من التجار على شرائه وتصديره إلى وجهات متعددة.

منافع صحية للكمأة

للكمأة منافع كثيرة اكتشفها الطب، مما جعل ثمنه باهظا جدا ومطلوبا في الدول الغربية والعربية، فهو يباع بأسعار مرتفعة تصل إلى ألف دينار للكيلوغرام الواحد في بداية الموسم، ثم تنزل بتكاثره تدريجيا، وقد روى البخاري في صحيحه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين"، وكانوا يتداوون بـ«الترفاس" من ظلمة البصر والرمد، وبمائه تجلى العين ويقوى البصر، من ذلك قصة الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه، الذي قال: "أخذتُ ثلاثة أكمؤٍ أو خمسا أو سبعا فعصرتُهن، فجعلت ماءهن في قارورة، فكحلتُ به جاريةً لي، فبرِئتْ".
يستخدم الكمأ أيضا لعلاج هشاشة العظام، وتقصف الأظافر، حيث يحتوي على كمية كبيرة من البروتين والمعادن اللازمة للصحة والنشاط والنمو، منها البوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والحديد والزنك والنحاس.