مدير السياحة والصناعات التقليدية للبليدة لـ"المساء":

التسويق الإلكتروني ينعش نشاط الحرفيين

التسويق الإلكتروني ينعش نشاط الحرفيين
مدير السياحة والصناعات التقليدية لولاية البليدة، عبد الوهاب مومو
  • 704
رشيدة بلال رشيدة بلال

دعا مدير السياحة والصناعات التقليدية لولاية البليدة، عبد الوهاب مومو، الحرفيين إلى مواكبة العصرنة، من خلال الاعتماد على ما تؤمنه التكنولوجيا من فرص للتسويق الإلكتروني، بغية وضع حد نهائي لمشكل التسويق الذي يعتبر من أكبر التحديات التي تواجه الحرفي، وكذا الاعتماد عليها كمنصة ترويجية للسياحة المحلية على الصعيد الخارجي، من خلال الحرف التقليدية التي تعكس خصوصية كل منطقة.

قال مدير السياحة عبد الوهاب مومو في تصريح لـالمساء"، على هامش إشرافه على الاحتفال باليوم الوطني للحرفي في غرفة الصناعات التقليدية والحرف بأولاد يعيش، وقد حملت هذه السنة شعار: "الصناعة التقليدية تراث قائم ومورد دائم"، الاحتفال باليوم الوطني للحرفي، الموافق لـ9 نوفمبر من كل سنة، يأتي تنفيذا للمرسوم التنفيذي المؤرخ في 2014، الذي أعطى قيمة ومكانة للحرفي والحرفة والصناعة التقليدية، من خلال تخصيص يوم لهم، يكون بمثابة محطة لتثمين المجهودات والإشادة بالدور الفعال لهذا القطاع في خلق الثروة وتلبية الاحتياجات المختلفة، بالتالي فإن للحرفة والحرفي مكانة هامة في قطاع السياحة، الذي يحوي على شقين؛ شق يخص الإشراف وتنظيم كل النشاطات الخاصة بالمرافق السياحية، ممثلة في الفنادق ووكالات السياحة والدليل السياحي، وشق يتمثل في الإشراف على النشاط الحرفي، على اعتبار أنه الرافد الأساسي للعملية السياحية، مشيرا إلى أن الحرفة ترافق السياحة، كما أنها مطلوبة جدا من السياح المحليين أو الأجانب، الذين يرغبون في أخذ تذكار من المنطقة التي يزورونها، بالتالي فهي تروج للسياحة المحلية، ومن هنا تظهر أهميتها في إنعاش السياحة.

تأطير للحرفيين وتوسيع للآفاق

حسب ذات المسؤول، فإن مديرية السياحة على مستوى الولاية، بادرت عن طريق غرفة الصناعات التقليدية، إلى تأطير الحرفيين، من خلال ضمان تكوينهم وتقييم معارفهم ومنحهم شهادات موافقة لحرفهم، وفتح آفاق الانضمام إلى نادي الحرفيين والتمتع ببطاقة الحرفي، التي تمكنهم من الظفر بجملة من الحقوق من خلال المشاركة في المعارض، مع إشراكهم في العملية الاقتصادية، وفي هذا الخصوص، قال المتحدث: "تمكنت مديرية السياحة مؤخرا، تنفيذا لتعليمات والي البليدة، من تمكين الحرفيين خلال نهاية كل أسبوع على مستوى بلدية الشريعة، من تنظيم معارضهم والاحتكاك بالجمهور لتسويق الحرف، إلى جانب المعارض الدورية التي تنظم على مستوى الغرفة، ومن خلال تمكينهم من العرض في مختلف التظاهرات التي يتم تنظيمها على مستوى الولاية، أو في إطار التبادل السياحي بين الولايات".

وردا على سؤالنا حول المجهودات المبذولة من طرف مديرية السياحة، لحل إشكالية التسويق التي تعتبر أكبر تحدٍ يواجه الحرفي، أكد المتحدث، أن غرفة الصناعات التقليدية تحاول دائما البحث عن حلول تساعد الحرفي على تسويق منتوجه، موضحا في هذا السياق بقوله: "تمكنا مؤخرا، بالتنسيق مع جامعة البليدة "2"، من تنظيم لقاء علمي حول التسويق الإلكتروني للمنتجات، بهدف تمكين الحرفي من اكتساب معارف جديدة، تمكنه من الرقي بحرفه وتصريفه على الصعيد المحلي والعالمي، فضلا على وضع الغرفة تحت تصرف الحرفيين لعرض حرفهم، وكذا المحلات التي يفوق تعدادها 22 محلا مخصصا للحرفيين بصورة دورية، لعرض منتجهم وكذا التكوين، ناهيك عن محلات الرئيس التي لعبت دورا كبيرا في حل إشكالية المحل بالنسبة لعدد كبير من الحرفين"، مشيرا في السياق، إلى أن التسويق الإلكتروني يبقى الحل الكفيل للقضاء على مشكلة التسويق بالنسبة للحرفي، كما أنه يعفيه من عدة أعباء، أهمها الإيجار، ويمنح لمنتجه فرصة التواجد خارج الوطن، مردفا بقوله: "لدينا في هذا الإطار أمثلة عن حرفيين، تمكنوا من تسويق حرفهم إلى بعض الدول، مثل أستراليا والصين"، داعيا بالمناسبة الحرفيين، إلى مواكبة العصرنة عن طريق التسويق الإلكتروني".

على صعيد آخر، أوضح مدير السياحة، أن عدد الحرفيين على مستوى ولاية البليدة، يظل نسبيا، لأن البعض يقرر التخلي على الحرفة ويطلب الشطب، وفي المقابل يتم استقبال ملفات لحرفين آخرين يقومون بالتسجيل، للتمتع بالامتيازات التي تمنحها بطاقة الحرفي، لذا  دائما ما يتغير عدد الحرفيين، وعلى العموم، يقدر تعدادهم على مستوى ولاية البليدة 12 ألف حرفي، مشيرا إلى أن الحرفة اليوم، تلعب دورا كبيرا في الدفع بعجلة التنمية، خاصة أنها تفتح المجال للتوظيف، بالتالي لا ينبغي إهمالها، ويجب العمل دائما على دعمها، لأنها تمثل  الوجه الآخر للسياحة.