الخيمة العملاقة للحرف اليدوية بالعاصمة
التفكير الجدي في فضاءات حرفية دائمة
- 820
أوضح رضا يايسي رئيس الفدرالية الوطنية للحرفيين والصناعة التقليدية، أن إحياء اليوم الوطني للتاجر، فرصة لخوض النقاش المتعلق بمصير ومستقبل الصناعة التقليدية والحرف اليدوية في الجزائر، مشيرا إلى أن المعارض المنظمة بهذه المناسبة، ليست بهدف تمكين المواطنين من التعرف على جزء من تقاليدهم فقط، لكنها مناسبة تعطي الفرصة للحرفي الذي يعد تاجرا أيضا، لطرح جملة الإشكالات التي تعيق تطوير مساره المهني وضمان ديمومة عمله.
أكد يايسي، على هامش "فعاليات اليوم الوطني للتاجر" بـ«الخيمة العملاقة" على مستوى ساحة البريد المركزي مؤخرا، أنها اختلفت عن المعارض السابقة، حيث نصبت خيمة كبيرة جمعت أكثر من 32 حرفيا من 12 ولاية مختلفة، عرض كل منهم عينة من تخصصات مختلفة تباينت بين صناعة الخشب، السيراميك، صناعة الزرابي، إنتاج العسل، المواد الغذائية الطبيعية، وصناعة النحاس، وكان ضيف الشرف حرفية من السنغال، عرضت مجموعة من القطع التقليدية التي تعكس ثقافة ذلك المجتمع، استحسن زوار المعرض أعمالها التي اختلفت بين قطع مصنوعة من الخشب، وأخرى من الجلد الطبيعي وقرون بعض الحيوانات، وتم اختيار السنغال، نظرا للعلاقة التجارية الوطيدة التي تعرف ازدهارا متزايدا في السنوات الأخيرة بين الدولتين، يشير رضا يايسي.
قال محدثنا، إن تنظيم هذه التظاهرة يصادف الذكرى الـ62 لإضراب الثمانية أيام من 4 فيفري 1957، لإعطاء الكلمة للحرفي الذي بات يعتبر بمثابة تاجر موسمي فقط، مشيرا إلى أن هذا التعريف وهذه الحقيقة لابد أن تتغير، لاسيما أن الحرفي لا زال يعاني العديد من المشاكل في ظل غياب التسويق، وعدم وجود منافذ لطرح البضاعة التي ينتجها، خصوصا أنها تكلفه الكثير من الجهد والوقت والمال، بسبب ارتفاع سعر المادة الأولية.
أكد المتحدث أن المعارض المنظمة في العاصمة وعلى مستوى الولايات، بفضل جهود الفيدرالية، والتنسيق مع المكاتب الولائية، رفعت ولو نسبيا الغبن على الحرفي الذي كان حبيس ورشته التي لا يغادرها، ومكنت المواطن أيضا من التعرف على منتجات بلده التي يمكنها أن تنافس بشدة المنتجات الأجنبية ذات الجودة العالية.
شدد يايسي على ضرورة فتح المجال أمام الشباب، للاستثمار في هذا النوع من التجارة، لأنها تمتص البطالة وتسمح بخلق أياد عاملة، تدفع بعجلة التنمية وتساعد على التطور الاقتصادي، عن طريق تشجيعهم بشتى الإمكانات وتطوير مهاراتهم الحرفية، لاسيما إذا كانت لدى عائلتهم حرفة مخزونة.
في الأخير، أكد المتحدث أن معارض الصناعة التقليدية ليست الحل النهائي لانشغالات الحرفي، إنما لابد من التفكير جديا في خطة ناجحة من أجل توفير مساحة للحرفي، وفق بعض التسهيلات المقدمة لسير عمله وممارسة تجارته حفاظا على الموروث الثقافي للبلد.