يبرز مظاهر التضامن والتآزر
"التويزة" عمل اجتماعي تكافلي بامتياز
- 145
تُعد " التويزة " عند المجتمعات الصحراوية، نموذجا حيا لمظاهر التكافل والتعاون الاجتماعي بين الأسر والعائلات. وتشكّل لذة خاصة للمجتمع التندوفي من خلال التعاون على إنجاز الأنشطة بشكل جماعي، كما هي الحال بالنسبة لسكان حي البدر، الذين يشكّلون حلقات لتنصيب الخيمة التي تمثّل أحد أبرز مكوّنات التراث الثقافي الشعبي بالمنطقة، إضافة إلى التعاون في صنع الأفرشة التقليدية "الحصيرة" .
وتمثّل "التويزة " في المخيال الاجتماعي المحلي، قمة التكافل، وأسمى معاني الشراكة في الأنشطة المختلفة بطريقة جماعية، تسودها الغبطة والفرح. كما يقوم كثير من أفراد المجتمع بالتعاون مع الفقراء والضعفاء والمحتاجين؛ من خلال بناء مساكن تؤويهم وأطفالهم، وتقيهم برد الشتاء.
وتأخذ "التويزة" أشكالا أخرى؛ منها "الوزيعة " ، وهي أن يقوم عدد من الأفراد بشراء جمل أو ناقة أو شاة، وتوزيع اللحم فيما بينهم، بالعدل، وهذا يدلّ على أواصر الأخوة والتآزر بين أفراد المجتمع. وتصف نساء حي البدر "التويزة" بأنّها تقليد توارثنه عن أمهاتهن وجداتهن منذ القدم. وكانت المرأة التندوفية هي عصب الحياة بالنسبة للمجتمع.
وتعكس التويزة معنى المنفعة العامة التي يُنتظر منها القيام بعمل جماعي ينفع كلّ أفراد المجتمع؛ كقيام النساء بفتل الكسكسي في المناسبات الكبرى؛ كالزواج وغيره. تجدر الإشارة إلى أنّ كلمة "التويزة" هي كلمة من أصل أمازيغي، وشائعة الاستعمال في كل شمال إفريقيا. ومعناها "العمل التعاوني لإنجاز مشروع ما" . ويقوم بها الرجال والنساء على حد سواء.