رئيس الأكاديمية الجزائرية للشباب صدام حسين سرايش لـ"المساء":

الجزائر الجديدة حريصة على التواصل بين الأجيال ومواصلة البناء

الجزائر الجديدة حريصة على التواصل بين الأجيال ومواصلة البناء
صدام حسين سرايش، رئيس الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث
  • القراءات: 541 مرات
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

أكد صدام حسين سرايش، رئيس الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث، أن الجزائر الجديدة، بقيادة رئيس الجمهورية، تجدد العهد مع أمانة الشهداء، وتحرص على تعزيز التواصل بين الأجيال، سعيا إلى بعث واستكمال التجارب الرائدة للأمة، ومواصلة مشروع البناء الوطني في الاستجابة لتطلعات وطموحات الشعب الجزائري، مشيرا إلى "واجب الاقتداء بمآثر العظماء من أبناء هذا الوطن وبقيمهم الخالدة"، من خلال "رص الصفوف وتكاتف الجهود والاضطلاع بالمسؤوليات على أكمل وجه".
أوضح صدام حسين في تصريح لـ"المساء"، أن إبراز الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي عرفتها البلاد خلال الخمس سنوات الأخيرة، كان عمادها دستور جديد، جسد تطلعات الجزائريين وآمالهم في ظل جزائر ديمقراطية مزدهرة ووفية لقيم نوفمبر، ودولة ذات طابع اجتماعي.
وأضاف المتحدث، أنه في إطار مقاربة تنويع الاقتصاد الوطني، أقرت السلطات العليا للبلاد عدة تدابير وإجراءات لدعم وتشجيع الاستثمار في القطاع الفلاحي، وهو ما يعكس توجه الجزائر نحو الاكتفاء الذاتي، وكسب رهان الأمن الغذائي الذي كان موضوع نقاش الأكاديمية الجزائرية للشباب، وإحياء التراث شهر مارس 2024 الفارط بولاية تلمسان، وأردف بقوله :"أشرت في تدخل لي وقتذاك، إلى أن مشروع النهضوي الوطني الكبير المتمثل في بناء الجزائر الجديدة، عرف طريقه نحو التجسيد، من خلال إنجازات ضخمة تم تحقيقها ومشاريع كبرى تم إطلاقها في مختلف مناطق الوطن، انطلاقا من رؤية استراتيجية طموحة، أعلن عنها رئيس الجمهورية، قبل خمس سنوات، أي موضوع الساعة الذي عالجته الأكاديمية من خلال دراسة قانون الاستثمار الجديد المتنوع، ودعوة الرأي العام إلى الالتفاف حول برنامج رئاسة الجمهورية".
أضاف سرايش، أنه انطلاقا من الدور المحوري لمؤسسات المجتمع المدني، كشريك في استكمال بناء الجزائر الجديدة، سيتم إعداد قانون جديد يعيد تنظيم عمله، ليكون صوت بناء الوطن بكفاءات شبانية"، مردفا أن الأكاديمية الجزائرية للشباب وإحياء التراث درست من خلال الملتقى الوطني، مسودة قانون الجمعيات وتعديله وجلعه قوة ميدانية، وإخراجه من الطريقة الكلاسيكية إلى ساحة العمل.
أوضح صدام حسين، أن رؤية بناء مؤسسات الدولة، تكون بالمساهمة الجادة التي دعا إليها رئيس الجمهورية، وقال: "انخراطنا ضمن هذا المشروع الهام لمحاربة الفساد بشتى أشكاله، بهدف بناء جزائر جديدة قوامها الحق والقانون، من خلال الرقابة والمتابعة والتشاركية التي لعبتها الاكاديمية عبر العديد من الولايات والتقارير المرفوعة والملفات ذات صلة، إذ تؤكد نخبة وإطارات الاكاديمية على الوقوف الدائم لمسعى رئاسة الجمهورية ونداء الوطن".
ملف الذاكرة الأساس المتين للوطن
أشار سرايش، إلى أن ملف الذاكرة الوطنية، الذي قال بأنه أساس متين للجزائر الجديدة، يحتل الأولوية في برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الحريص على صون الذاكرة وحماية الهوية وترسيخ المآثر والحفاظ على تاريخ الأمة، وجاءت القرارات المهمة للقاضي الأول في البلاد، حسبه، لتكرس الإجراءات الداعمة للذاكرة الوطنية، بهدف جعلها منارة تضيء درب أجيال تصون وديعة الشهداء. وأردف محدث "المساء": "كانت مساهمة الأكاديمية من خلال فروعها المختصة في أحياء وحماية الذاكرة الوطنية الجماعية، من خلال مختلف اللقاءات الوطنية والندوات، أبرزها الندوة الوطنية عن الزليج الجزائري تاريخ وحضارة بولاية قسنطينة، كانت رسالة واضحة في الدفاع عن تراث الجزائري".
وفي حديثة عن التجربة الديمقراطية والتنموية، قال إن الجزائر تمكنت خلال السنوات الأخيرة، من تحقيق تجربة ديمقراطية وتنموية رائدة، أساسها انتقال سياسي سلس، يراعي المبادئ الدستورية والإرادة الشعبية وطفرة اقتصادية مبنية على تثمين القدرات الوطنية وتحرير المبادرات والطاقات الشبانية". مضيفا: "حظيت هذه التجربة بإشادة دولية واسعة من طرف عديد الهيئات الأممية، ومخابر البحث المختصة التي أجمعت عبر مختلف التقارير والملاحظات الصادرة عنها، على التنويه بالنتائج الإيجابية للورشات الإصلاحية التي باشرها الرئيس تبون، عقب انتخابه في ديسمبر 2019، من خلال استراتيجية شاملة مبنية على رؤية سياسية واضحة التف حولها الشعب الجزائري ومختلف القوى الحية في البلاد". قد أعطى الرئيس، حسب المتحدث، في أول خطاب له بعد أدائه لليمين الدستورية، أهم محاور هذه الاستراتيجية التي قال، إن الهدف منها هو "استعادة الشعب لثقته في دولته والالتفاف حولها، بغية ضمان استقرارها ومستقبلها"، مع استعادة هيبة الدولة من خلال "ترتيب الأولويات والاستجابة للتطلعات العميقة والمشروعة للشعب نحو التغيير الجذري لنمط الحكم".
الشباب ... الاهتمام الخاص
ليأتي دور الشباب في بناء الجزائر الجديدة، وآليات المُرافقة وفرص التمكين محور دراسة الأكاديمية الجزائرية للشباب، وإحياء التراث وطرح البيروقراطية، ومعالجتها مع الجهات المعنية، إذ يتطلع الشباب الجزائري، حسب محدث "المساء"، إلى مستقبل أكثر ازدهارا وإشراقا، يكون عنوانه البناء على ما أنجزه الأسلاف، بسواعد شابة لا تعرف سوى حب الوطن والانتماء لترابه الطاهر، الذي ضحى من أجله مليون ونصف مليون شهيد، ضمن مسيرة بناء جزائر جديدة كبيرة بالإنجازات، يضطلع فيها الشباب بدور هام وريادي" مردفا: "إن مختلف المبادلات الوطنية التي نظمتها الاكاديمية، تصب في خانة احتواء الشباب ودراسة مختلف العوائق والمؤهلات" .
يشرح صدام حسين: "تكريسا لهذا المسعى، لم يتردد رئيس الجمهورية، في أكثر من مناسبة، في تقديم الدعم المادي والمعنوي للشباب، تأكيدا منه على الاهتمام الكبير الذي يحظون به من قبله، إذ لا تكاد تمر مناسبة تخص سواعد المستقبل، إلا ويعبر فيها القاضي الأول للبلاد عن دعمه اللامتناهي لهذه الفئة التي تحظى باهتمام رئاسي خاص".
وأضاف :«ضمن هذه الرؤية، أكد الرئيس تبون في أكثر من مناسبة على المكانة الخاصة التي يحظى بها الشباب، حيث خصهم برعاية استثنائية في شتى المجالات، كما أنه لا يتردد في كل مناسبة في التأكيد على دورهم الحيوي في تحمل مسؤولياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية بمرافقة الدولة لهم، انطلاقا من قناعته بضرورة إدماجها في الحركية الجديدة التي تعرفها البلاد، فضلا عن حرصه على توفير كافة المنشآت والمرافق الضرورية لتكون بمثابة متنفس لها، عبر المراهنة على فئة الشباب، باعتبارها حاملة المشعل."