انتقال العدوى والموت المفاجئ أهم نتائجه
الجزائريون لا يعرفون أهمية التحلي بثقافة التحاليل الطبية
- 2174
كشفت الطبيبة العامة، مريم بوعلي، في حديثها لـ"المساء"، أنّ ثقافة التحاليل الطبية الدورية منعدمة لدى غالبية الجزائريين باعتبارهم لا يقومون بها إلاّ بطلب من أطبائهم وبعد ملاحظة أعراض مرضية، الأمر الذي ساهم في انتشار العدوى والموت المفاجئ جراء أمراض خطيرة كان من الممكن التحكّم فيها بالخضوع للفحص والتحليل.
أضافت المتحدّثة أنّ غالبية الجزائريين لا يقومون بالتحاليل الطبية إلا عند الضرورة القصوى بعد إلحاح من الأطباء، وهذا ما جعل الكثير من الأمراض تشخص في وقت متأخر، لاسيما تلك التي يمكن علاجها في المرحلة الأولى من المرض مما يجعلها خطرا على صحة المريض.
وتشير محدثتنا، إلى أنّ دراسات عديدة كشفت أنّ غالبية الأمراض المميتة كان من الممكن علاجها في مراحلها الأولى، لاسيما إذا تمّ تشخيصها مبكرا ولا يتم ذلك إلا بتحاليل طبية دورية، وليس عند الشعور باللازم أو بشيء غريب على مستوى الجسم، لاسيما وأنّ بعض الأمراض الخطيرة لا تظهر أعراضها إلاّ بعد تقدّم مراحلها، على أن تتم التحاليل كلّ 6 أشهر على أقل تقدير.
حسب الطبيبة، فإنّ اكتشاف فيروسات لدى الأشخاص بفضل التحاليل الطبية في مرحلة أولى يسمح بالتحكّم في الداء على غرار السيدا والسرطانات وكذا التهاب الكبد الفيروسي، إلى جانب بعض الإعاقات عند الأطفال وأمراض أخرى، وتلك الحالات تتم غالبا عند وعي هؤلاء بأهمية التحاليل الدورية، مشيرة إلى أنّ غياب ثقافة التحاليل الطبية والتشخيص المبكر للمرض ساهم في وفاة أزيد عن 2600 امرأة بسبب سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، حيث تؤكّد الأرقام الرسمية أن 4 آلاف حالة سرطان تسجّل سنويا في الجزائر، وأبرزها سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم، لاسيما وأن هذين المرضين يسهّل التعامل معهما في المراحل الأولى.
من جهة أخرى، أرجعت محدثتنا لاوعي المواطنين بأهمية التحليل الدوري وراء الحالات الوفاة، وعلى هذا يعدّ تقول "من الضروري تكثيف حملات التحسيس في هذا المجال لترسيخ تلك الثقافة للتحكم في أخطر أنواع الأمراض، ومنع بعضها من ملازمة أصحابها"، وهذا ما يدفع، تضيف، "في كل مرة المتخصصين في الأورام ضمن إطار التثقيف المتواصل للأطباء، إلى تنظيم لقاءات علمية لمناقشة كيفية الوصول إلى تثقيف المجتمع في هذا المجال ودور الطبيب العام في كشفها والمقاربة المثلى للتخفيف من وطأة المرض على المصابين في الجزائر"، مشيرة في السياق إلى أنّ غياب ثقافة التحاليل الطبية وتشخيص الأمراض الخطيرة زاد من وتيرة عدوى الإصابة بالكثير من الأمراض على غرار "الايدز".