الدكتورة سامية قطوش توجه رسالة للآباء:
الجنة في بيوتنا.. حافظوا عليها فأنتم مأجورون
- 1723
نشرت الدكتورة سامية قطوش، مختصة في علم الاجتماع وعضو بالمجلس الإسلامي الأعلى، نصائح قيمة للآباء بمناسبة عيد الطفولة، اختارت لها عنوان ”في عيدكم، الجنة في بيوتنا”، إذ نبهت إلى ضرورة استغلال أيام الحجر والتقرب من الأبناء والتعرف إليهم، مشيرة إلى أنها تجارة مع الله تجنى ثمارها لا محالة في الدنيا والآخرة، وهي أعظم وأربح تجارة في الوجود، مؤكدة على ضرورة تعليمهم مهارات الحياة.
افتتحت الدكتورة قطوش حديثها بالقول، إن التربية علم ومهارات حياة ودين، لذلك يستوجب على الآباء اغتنام الفرص، لأنها لا تعود، تقول ”اغتنموا أحبتي فترة الحجر الصحي والعطلة المقبلة لتعيشوا مع أبنائكم أكثر.. لتتعرفوا عليهم أكثر. استمتعوا معهم أكثر، بعيدا عن الضغوط والواجبات والأوامر والتوجيهات... احتسبوا ذلك لله، اعتبروه تجارة مع الله”، وتوضح ”فالتربية والصبر على الأبناء فعلا عبادة خاصة في زمن الفتن والهرج”.
تعرض الدكتورة في علم الاجتماع، طريقة التفاعل والتعامل مع الأبناء خلال العطلة قائلة ”ركزوا خلال هذه الفترة على تلقينهم مهارات الحياة، لأنها الوقت المناسب لتلقي هذه المهارات التي حرموا منها، فلابد أن تكون هذه الأيام فرصة للاسترخاء والاستمتاع بأوقات الراحة، لتعلم مهارات الحياة”.
عن المنهاج الذي يمكن اتباعه للفعل تقول ”كونوا آباء رساليين...، ابعثوا فيهم الأمان واجعلوهم فرسان خير وسفراء للدين أينما حلوا، وأوصيكم ونفسي أن تجعلوا من الحلم والصبر أداتكم المثلى في مرافقتهم... أصبروا عليهم، على أخطائهم، علموهم بالحب وعلموهم الحب، صارحوهم وأحضنوهم دون مناسبة أو سبب...لا تحبوهم بشروط!! ولا تعاقبوهم لتنفسوا عن غضبكم! أخبروهم كم تشعرون بالحزن لعثراتهم، اجلسوا إليهم وحدثوهم عن تجاربكم في الحياة، أخبروهم عن تضحياتكم ومشقتكم وأنتم شباب ليتعلموا منكم.”
وتضيف الدكتورة حيال المنهج المتبع للقرب من الأبناء ”شاركوهم حكاياتكم بعض سعادتكم وأنتم في سنهم، انثروا المشاعر الطيبة في أركان البيت دون شروط، لاعبوهم... ضاحكوهم، عاتبوهم عتب المحب لا العدو المنتقم، لا تتربصوا أخطاءهم، تغافلوا حينما يصبح التغافل ضرورة تربوية!!! استمعوا إليهم.. تقبلوا أفكارهم فقد يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر... احترم خياراته، قدر تطلعاته، لا تستهتر بأحلامه، ساعده على تحقق أمنياته، احتفظ لك بذكرى طيبة عنده، لا تقس عليه، لا تعنفه، لا تختبر قوتك في جسده، بل اختبر ذكاءك في بلوغ أعماقه، كن الحليم عند الغضب، كن تلميذا من أزكى خلق الله، ألست تردد دوما أنه قدوتك؟!! أيقظ عقله عندما تريد توجيهه ولا تبالغ في التوبيخ، لا تمارس الإهانة، فإنها لا تزيده إلا انبطاحا وتعثرا وسوء تقدير للأمور، التقط عواطفه ومزاجه لينسجم معك... كن كالحبيب عليه أزكى الصلوات والتسليم في المعاملة والتوجيه، قم بإيقاظ الضمير والمقاربة الواقعية.
فلعل ما تفهمه لا يصله!بلغة المخاطبة، قالت الدكتورة سامية قطوش ”أيها الأب ضم ابنك، قل له أحبك، ربت على كتفه ليطمئن، صاحبه وهو صغير من أجل مراهقة آمنة مستقبلا، رافقه إلى الدكان والمسجد، جالسه خارجا، إذا أردت أن يكون إبنا واثقا.. صدقني مشوار البيت إلى الدكان أو إلى المسجد هو وحده مدرسة... تمرر فيها ما شئت من الرسائل وتنمو فيها أجمل المشاعر والطبائع”.