الأيام الأولى المتوسطية لطب الأطفال بسكيكدة

الجهل وراء عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم

الجهل وراء عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم
  • 1564

أرجع الدكتور عبد الحميد خضراوي طبيب عام ورئيس الجمعية الجزائرية للأطباء العامّين، ورئيس لجنة أخلاقيات المهنة في منظمة الأبحاث الطبية، عزوف الأولياء عن تلقيح أبنائهم لاعتقادهم  أنّ فيه مضرّة، مرجعا سبب جهل الناس بأهمية التلقيح إلى عجز المكلفين به وفشلهم  في إعلام المواطنين بكونه  إجباريا، معترفا بوجود خلل على مستوى المؤسسات الصحية، أو المؤسسات الساهرة على التلقيح بما فيها مختلف وسائل الإعلام التي لم تتمكن من تبسيط المفاهيم وإيصالها إلى المواطنين.

يرى الدكتور عبد الحميد خضراوي، أن التوعية تبقى هي الأساس لدفع الناس إلى تلقيح صغارهم، وفي معرض حديثه للمساء، على هامش الأيام الأولى المتوسطية لطب الأطفال التي احتضنت فعالياته قصر الثقافة والفنون لسكيكدة مؤخرا، أشار إلى أنّه إذا كانت عملية التلقيح  وقائية، فلا يجب أن تكون على عاتق مؤسسة واحدة، بل يجب أن تشترك في العملية العديد من مؤسسات الدولة منها خاصة المؤسسات التربوية التي من الواجب أن تكون شريكا أساسيا مع المؤسسات الصحية  لإنجاح العملية.

من جهته أكّد الأستاذ محمد بوشكراوي،  رئيس طب الأطفال بمراكش بالمملكة المغربية، الأهمية التي يشكلها تلقيح الأطفال في الحالات الخاصة، مشيرا إلى أنّ تلقيح الأطفال الذين لا يعانون من أي أعراض مرضية أمر عادي، لأنّه مدرج في البرامج الوطنية بكل  دول المغرب العربي، إلا أنّه ـ كما أضاف ـ رغم  تلك الأهمية، فإنّ العديد من الناس لا يولونه الأهمية، وفيما يخص الأطفال الذين يوجدون في وضعيات صحية خاصّة، إمّا كونهم مصابين بأمراض في الكبد أو في الكلى، أو نقص في المناعة، فإنّ تلقيحهم  يتطلّب عناية خاصة مع مراعاة بعض الشروط الطبية اللازمة.

وفيمعرضحديثهمعالمساء،اعتبرالأستاذمحمدبوشكراوي،  أنّ التلقيح يعدّ من الأدوات الوقائية التي ليس لها ثمن وهو إجباري، مشيراإلىأنه إذا نقصّنا أو خفضنا من عملية التلقيح، أو أهملناها فإنّ العديد من الأمراض التي تخلصنا منها كالجذري وشلل الأطفال، وأمراض قاتلة أخرى، قد تعود بأكثر حدة.

التشخيص المبكر ضرورة

أمّا الأستاذ بن ددوش،  رئيس مصلحة طب الأطفال ورئيس جمعية ترقية الأطباء لمدينة تلمسان ، فشدد  خلال مداخلته التي خصّصها لتأخّر النمو عند الأطفال، على ضرورة تشخيص المرض مبكرا وذلك حتّى يتسنى معالجة المصاب في وقته ومن ثمّ تركه ينمو بشكل عادي، مؤكدا  أهمية دفتر التلقيح الذي قال بشأنه بأنّه من الأجدر تسميته بالدفتر الطبي كونه يربط بين الطبيب والعائلة، و من خلاله يمكن معرفة نمو الطفل، ومن ثمّ نستطيع التدخل بسرعة.

من ناحيته،  شدّد الأستاذ محمد بجاوي، أستاذ طب الأطفال بكلية الطب ، ورئيس مصلحة طب الأطفال وزراعة النخاع الشوكي بالمركز الوطني لزراعة النخاع الشوكي بتونس، خلال مداخلته التي خصّصها لفقر الدم المنجلي الذي يعرف انتشارا كبيرا في منطقة المغرب  العربي، على ضرورة مراقبة الأطفال بالخصوص من قبل الأمهات، لأنّ التعرّف على هذا المرض كما قال سهل للغاية، وذلك من خلال إمّا ظاهرة اصفرار الوجه، أو الأوجاع الموجودة في العظام أو المفاصل، وهذا حتّى يتسنى تقديم العلاج في وقته، ومن ثم تفادي احتمال إصابة الأطفال بجلطة دماغية قد تؤدي إلى الوفاة، كما يمكن أن تؤدي إلى  تخلّف ذهني ناهيك عن الأوجاع المزمنة التي يمكن أن تصيب الدماغ والعظام.

أمّا الدكتور اسلمو ولد خليفة، أخصائي طب الأطفال، وأستاذ بجامعة نواقشط بموريتانيا ورئيس الجمعية الموريتانية لطب الأطفال، فقد أكّد من خلال العرض الذي قدّمه أمام الحضور، على أهمية الرضاعة الطبيعية سواء على الرضيع أو على الطفل، مشيرا  إلى أنّ كل الأبحاث العلمية تؤكد بما لا يدعو مجالا لأي شك بأنّ الرضاعة الطبيعية الحصرية من الولادة إلى غاية 06 أشهر، هي أحسن طريقة لوقاية الرضيع وحمايته من الأمراض الفتاكة.

وعن واقع الرضاعة الطبيعية في بلدان المغرب العربي، أشار ذات المصدر إلى أنّه ومقارنة بالدول المتقدّمة ، فإنّ معدلها ما يزال جد ضعيفا، مشدّدا في ذات الوقت على ضرورة مراجعة الإستراتيجية المعدة لهذا الشأن، من خلال العمل الدؤوب لتشجيع الرضاعة الطبيعية بمشاركة كل الجهات المختصة مع التوعية و التحسيس وفيما يخص أسباب التراجع فقد أرجعها إلى جملة من العوامل منها السياسة الترويجية المنتهجة من قبل مخابر صناعة الحليب، إضافة إلى ضعف البرامج المعدّة لذلك من قبل المؤسسات الصحية المعنية.

للإشارة فقد احتضن قصر الثقافة لسكيكدة مؤخرا، فعاليات الملتقى المتوسطي الأول لطب الأطفال  من تنظيم جمعية أطباء الأطفال لولاية سكيكدة، وبمشاركة أكثر من 250 مشارك من طبيب عام، أطباء أطفال قدموا من كل ولايات القطر، بالإضافة إلى مختصين من أساتذة وباحثين من موريتانيا، والمغرب، وتونس وفرنسا، تطرقوا وعلى مدار يومين كاملين لعدد من المحاور تخص أمراض الأطفال  كالتلقيح، والرضاعة الطبيعية، وفقر الدم المنجلي، والتكفّل بالمراهق المصاب بداء السرطان، إضافة إلى محاور أخرى كمرض السل عند الطفل، والإسهال والإمساك، وحسب الدكتور سبتي كمال كاتب عام بالجمعية، فإنّ الهدف من الملتقى، هو تبادل الخبرات في مجال طب الأطفال، وبناء جسور معرفية بين أطباء جزائريين وأطباء دول الجوار، كما تدخل في إطار التكوين الطبي المتواصل.