صنع أبهى صور التكافل منذ 30 سنة
الحاج أحمد تهامي يتطوع لختان الأطفال
- 572
يقدم شهر رمضان أجمل صور التضامن والتكافل الاجتماعي، سواء في شكل منظم تبادر به الجمعيات، أو من خلال مبادرات فردية، يختار أصحابها التطوع من أجل دعم العائلات الفقيرة والمعوزة، ومقاسمتها تكاليف الحياة. "المساء" سلّطت الضوء على واحدة من هذه المبادرات الخيرية الفردية لعمي أحمد تهامي، الذي تطوع منذ أكثر من 30 سنة، لختان الأطفال، والتكفل بكل ما تحتاجه العملية من نفقات ومستلزمات. وتولى عمي أحمد تهامي أو كما يحب أهل حيه تسميته بالحاج، من بلدية موزاية بولاية البليدة، التطوع منذ أكثر من 30 سنة لختان الأطفال من أبناء العائلات الفقيرة والمعوزة، حيث كانت البداية، حسبه، بالمشاركة في دعم أبناء حيه من العائلات غير الميسورة، بالتطوع للتكفل بكل ما تحتاجه العملية من نفقات.
وبالنظر إلى الأثر الطيب الذي تركته المبادرة في قلوب ذويهم، قرر أن يتولى هذه المهمة من باب التطوع، وفعل الخير، موضحا أن مثل هذه المبادرات على الرغم من بساطتها، غير أن وقعها على قلوب العائلات، كبير، "وهذا يكفيني"، يقول الحاج: "دعوة خير، وصدقة جارية". وحول الطريقة التي يتواصل بها مع العائلات لإعلامهم بفتح باب التسجيل من أجل عمليات الختان، أشار محدثنا إلى أن “العملية في بدايتها، كانت تتم على مستوى المساجد، حيث يتم الإعلان عن الشروع في ختان الأطفال للراغبين في تسجيل أبنائهم. وبعد تسجيل كل الأطفال يتم الاتفاق مع الطبيب، وتحضير الملابس التي تناسب هذا الحدث الاجتماعي الجميل، والتي تقدَّم لهم كهدية".
وبعدما ذاع صيته في البلدية والبلديات المجاورة له، أصبح يجري البحث عنه من طرف الأولياء من أجل تسجيل أبنائهم لعمليات الختان. يقول عنها عمي أحمد: "لقيت ترحيبا كبيرا من العائلات، خاصة أن عمليات الختان أصبحت، هي الأخرى، مكلفة، بعدما أصبح يتم إجراؤها على مستوى العيادات الخاصة"، مشيرا إلى أنه في ما مضى; كان يجري الاتفاق مع الأطباء، وتتم في صالة مغلقة. وبعد الحادثة التي وقعت بولاية قسنطينة والتي ترتب عنها إلحاق أضرار بأطفال تم ختانهم، أصبح يتم تنظيم العمليات على مستوى العيادات المتخصصة، حفاظا على صحتهم. ومن الأحداث الطريفة التي أبى الحاج أحمد إلا أن يقصها علينا بالنظر إلى الفترة الطويلة التي تطوع فيها للتكفل بختان الأطفال، أن بعض الأطفال الذين تولى الإشراف على عملية ختانهم، كبروا وتزوجوا، وجاءوا بأبنائهم إليه، من أجل أن يشرف على ختانهم، وهي الحادثة التي جعلته يشعر بالسرور والرضا والفرح بالعمل الخيري الذي يقوم به، والذي يؤكد أنه لا يرجو من ورائه إلا الدعاء له بالخير. وحسبه، فخلال السنة يصل إلى التكفل بختان أكثر من 250 طفل، حسب ما تسمح به الظروف.