هواية البعض الأكل والنوم

الحجر الصحي يهدد بالإصابة بالسمنة

الحجر الصحي يهدد بالإصابة بالسمنة
  • 1284
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

حذّر أخصائي التغذية كريم مسوس، من الإفراط في الأكل خلال أيام الحجر الصحي داخل البيت، مشيرا إلى أن الغالبية تقضي وقت فراغها في ظل هذه الحالة، بين الأكل والنوم؛ الأمر الذي يجعلها معرضة للإصابة بالسمنة وأمراض أخرى مصاحبة لها؛ ما يستدعي مراقبة ما نأكله. وحمل بالمناسبة شعار "غذاؤك في بيتك"، قائلا إن الغذاء في البيت خلال هذه الأزمة لا بد أن يكون متعة وحماية لتقوية مناعتنا بدون الوقوع في فخ الإصابة بالسمنة.

يمر العالم هذه الأيام بجائحة بسبب فيروس كوفيد 19، الذي خلق حالة من الطوارئ، دفعت الحكومات إلى اتخاذ إجراءات وقائية مشددة لتفادي تفشي الوباء أكثر، ولاحتوائه في ظل غياب العلاج الفعال ضده، وذلك بمنع خروج المواطنين إلى الشوارع، وتقليل الاحتكاك لتفادي انتقال العدوى من فرد لآخر، وهذا بتطبيق ما يُعرف بـ "الحجر الصحي الفردي" أو "الحجز المنزلي"، وهذا بالمكوث في البيت 24 ساعة في اليوم بدون الخروج منه إلا للضرورة القصوى، سواء للتبضع واقتناء أساسيات الحياة اليومية، أو للعمل في حال عدم إمكانية العمل من البيت، أو لاستشارة طبيب أو اقتناء دواء، أو لأي غرض استعجالي؛ الأمر الذي تسبب في خلق نوع من الملل داخل البيوت في ظل عدم إيجاد أنشطة لتمضية الوقت؛ ما صوّب اهتمام الكثيرين نحو الأكل والنوم بدون حركة أو القيام بأي نشاط رياضي، وهذا ما يؤدي عاجلا أو آجلا، إلى "السمنة".

وفي هذا الصدد، قال كريم مسوس خبير التغذية إن المكوث في البيت هذه الأيام له إيجابيات وسلبيات في ما يتعلق بالتغذية، مشيرا إلى أن عدم الخروج من البيت يعني التوجه أكثر نحو الأكل الصحي، وهنا الحديث يكون عن النوعية، فكل ما يتم تحضيره في البيت هو أكل صحي نسبيا إذا تم احترام شروط الطبخ الصحي بعيدا عن مطاعم الأكل المشبعة بالدهون والسكريات، والتي قد تكون غير مطابقة لمعايير الصحة أو محضَّرة بمقادير غير طازجة. أما سلبية ذلك المكوث، يضيف المتحدث، فهي مقدار ما يستهلكه الفرد خلال اليوم الواحد، حيث يجعل من الأكل الهواية المفضلة لتمضية الوقت، وهذا يضعنا أمام مشكل الكمية؛ فالأكل الصحي لا يعني استهلاكه عشوائيا؛ فهناك معايير لا بد من احترامها لتفادي الإصابة بالسمنة التي تصاحبها أمراض عديدة، على غرار ارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرهما.

ويقول الخبير: "لا بد من تعزيز خلال هذه الأيام الأغذية الغنية بالألياف من خضر وفواكه؛ فهي تساعد في محاربة القلق والتوتر الذي يطبع نفسية جميع مواطني العالم بسبب تفشي الوباء والخوف من الإصابة، إلى جانب تعزيز استهلاك المعادن التي تعطي الراحة النفسية، وتمنع الإصابة بالتوتر والارتباك، خصوصا المغنزيوم المعروف بخصائصه التي تساعد على الاسترخاء". وأضاف المتحدث الإكثار من استهلاك المنتجات الغنية بالفيتامين سي، التي تعمل على تقوية المناعة، على أن تكون بشكل طبيعي؛ فهي متوفرة في العديد من الخضر والفواكه، على غرار البرتقال، وتفادي استهلاكها على شكل أقراص صيدلانية إلا بعد استشارة الطبيب، على أن تكون وتيرة الاستهلاك يومية؛ لأن الجسم يمتصها يوميا، وهو في حاجة دائمة إلى هذا الفيتامين خصوصا، لتقوية المناعة ومحاربة أي جسم خارجي.

وقال مسوس إن تعزيز استهلاك منتجات تساعد على تقوية المناعة في ظل هذا الوباء، ضروري لتقوية الجسم وتفادي الإصابة بالفيروس. ومن أهم تلك المنتجات الحبة السوداء والسمسم وبعض التوابل كالكركم والزنجبيل، إلى جانب الثوم والبصل والعسل؛ فكلها مواد تقوي المناعة، والإكثار من استهلاك الماء ومختلف المشروبات؛ كمنقوع الأعشاب والشاي الأخضر؛ فهي تساعد على محاربة الفيروس. وفي الأخير، نصح المتحدث بممارسة نشاط ولو داخل البيت، مشيرا إلى أن النصيحة موجهة أكثر للرجال؛ فالنساء بطبيعتهن يقمن بأنشطة داخل البيت بين التنظيف وتربية الأطفال، لكن هذا لا يعني أن ذلك كاف، موضحا أهمية تخصيص وقت لممارسة حركات رياضية أو المشي لبضع دقائق بين الغرف؛ لمنع الجسم من الإصابة بالخمول.