هروبا من حرارة الجو وزحمة الشواطئ

الحدائق العمومية ملاذ كبار السن لتمضية ساعات الصيف الطويلة

الحدائق العمومية ملاذ كبار السن لتمضية ساعات الصيف الطويلة
  • 1933
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تشهد الحدائق العمومية خلال هذه الأيام، إقبالا متزايدا للعائلات الباحثة عن الجو الرطب وسط أحضان الطبيعة، هروبا من درجات الحرارة المرتفعة التي نشهدها هذه الأيام، في حين يلجأ البعض الآخر إليها هروبا من زخم المدينة وضوضائها، لاسيما أن الكثيرين ليست لهم ميولات للشواطئ وزحمتها، أو يتعذر عليهم الوصول إليها ويفضلون بذلك تمضية وقتهم بين اخضرار الحدائق المنتشرة عبر البلديات.

انتقلت ”المساء” عبر بعض الحدائق العمومية، كانت وجهتنا الأولى حديقة ”كيتاني” المتواجدة ببلدية باب الوادي، التي رغم صغر مساحتها إلا أنها اتسعت لفئة معينة من المجتمع، وهم كبار السن الذين يحبون تلك الحديقة نظرا لموقعها وسط العاصمة، هذا ما أوضحه عبد العزيز، طاعن في السن، كان جالسا بكل هدوء على مقعد، وسرب من الحمام ملتف حوله، كان يطعمه فتات الخبز ويتأمل في تصرفاته، أوضح لنا قائلا ”إن جلوسي في هذا المقعد أصبح عادة لدي، خصوصا خلال فصل الصيف، فرغم تواجد الحديقة بالقرب من محطة الحافلات، إلا أنها تتمتع بأجوائها الخاصة وانتعاش مثالي، لأنها تطل  على الشاطئ، ومنظرها الجميل يزيد من روعتها ويستميل المار وأبناء الحي لتمضية الوقت فيها وتغيير الجو للخروج من البيت رفقة العائلة.

وباعتبار الكثير من الحدائق ملاذ كبار السن، فسر بعض المتجولين في الحديقة ذلك بقولهم، إنها كانت منذ سنوات نقطة لقاء العديد من الشباب والكهول للعب ”الدومينو” وألعاب الورق، وبعد سنوات ضلت على ذلك الحال، وزاد اكتظاظها بعد أعمال التهيئة التي شهدتها هذه الأخيرة قبل سنوات، وأصبح مجسد الشجرة هناك المنحوت بطريقة رائعة متوسطا الحديقة، يزيد من جمال الساحة ويجعل الرجال والنساء وحتى الأطفال يتوجهون إليها للراحة والاستمتاع.

من جهة أخرى، انتقلنا إلى حديقة ”الساعة الزهرية”، حيث اختلفت ميزتها عن باقي الحدائق، كونها تتوسط قلب العاصمة، وهندستها المعمارية تسمح للجالس فيها بالاستمتاع بمشهد بانورمي يتبين في أفقه البحر والميناء، كان الجالسون هناك، أكثرهم من الشباب والمراهقين، قد أعطوا لبعضهم البعض موعدا في تلك الحديقة التي لا تميزه أشجار طويلة أو فسيفساء في أنواع الإظهار، وإنما اكتف المنظر بإعطاء جاذبية للمكان، خصوصا أنه يتوسط الكثير من المعالم الإستراتيجية في الساحة، على غرار البريد المركزي، ميناء العاصمة، شارع ديدوش مراد..، وتعطي تلك الحديقة للمارة بفضل بابها الواسع والمفتوح أمام الجمهور، فضولا للكثيرين من أجل المرور عليها والجلوس فيها متأملين المناظر الجميلة التي يمنحها الجلوس هناك.

لعل من الساحات والحدائق الأخرى التي تتميز بمساحة أكبر واخضرار أفضل جمعت الكثير من السكان المجاورة لها، لاسيما خلال أيام الحر التي اشتدت درجاتها خلال هذا الموسم، حيث يفضل الكثيرون البقاء هناك بدل النزول إلى الشواطئ والاستجمام، خصوصا أن هذه المرحلة تشهد اكتظاظا فيها، حيث يتوافد عليها الكثيرون من ولايات عديدة.