الحلويات التقليدية استثمار مربح يستميل الحرفيين

- 3216

أبدعت الحرفية مونية باباسي، من ولاية باتنة، في تحضير الحلويات التقليدية التي أضفت عليها بعض اللمسات العصرية في طريقة تشكيلها، حيث حاولت من خلال القطع التي عرضتها، على هامش معرض الصناعة التقليدية والحرف برواق ”مصطفى كاتب”، التعريف بأكثر الحلويات التقليدية استهلاكا.
أوضحت الحرفية التي تبلغ من عمر 24 سنة، وتعمل في مؤسسة مصغرة رفقة بعض أفراد عائلتها، أن مهنة تحضير الحلويات أصبحت رائجة في مجتمعنا، وباعتبارها مربحة، بات الكثيرون يهتمون بهذا الاستثمار، خاصة أن بعض البيوت الجزائرية تشهد تراجعا في تحضير الحلويات خارج المناسبات، مما جعل هذه الأخير تعوض ذلك التراجع، فاليوم لا يمكن تشخيص الحالة، إذ كان سبب تراجع العائلات عن تحضير الحلويات، يعود إلى كثرة المحلات العارضة للحلويات واعتمادها عليها، أو العكس، فتحت محلات مصنعة للحلويات التقليدية الأصيلة، بسبب تراجع إعدادها في البيت، تقول الحرفية.
أوضحت المتحدثة أنها تعلمت تحضير الحلويات على يدي أمها، تقول ”لقد دخلت المطبخ حين كان عمري خمس سنوات، كنت أعشق الطبخ وكل الأشغال المتعلقة به، الأمر الذي جعلني ”أحشر نفسي” في ما تقوم به أمي، وعند بلوغي عشر سنوات، بدأت أجد القليل من الاستقلالية في المطبخ، بعدما ربحت جزءا من ثقة أمي، لأنني على قدر المسؤولية ويمكنني إنجاز وصفات دون أن أفتعل حريقا في المطبخ.
قالت مونية باباسي بأن تحضير الحلويات أو الطبخ عامة فن في حد ذاته، ولابد أن نحب الطبخ لإنجاح وصفاته، وهذا سر نجاح الوصفات على ما أعتقد، فكلما أحبت المرأة شيئا أبدعت فيه ووضعت كل طاقتها فيه.
تخصصت الحرفية في تحضير أنواع مختلفة من الحلويات وتقول ”من الجزائريين من يعشقون الحلويات التقليدية، ولا يمكنهم تناول الحلويات العصرية التي تحضر بمكونات تختلف عن كلاسيكيات مستلزمات الحلوى”، حيث أشارت إلى أن ”المقروط” بأنواعه، و«البقلاوة”، ”التشاراك” وغيرها حلويات أصيلة لا يمكن التنازل عنها أو استبدالها بأخرى، لكن رغم ذلك تبقى الأذواق تختلف من فرد لآخر، إذ هناك من يفضلون الحلويات الجافة وغير المعسلة وقليلة السكر، على غرار حلوى ”الطابع”، ”الصابلي”، ”الغريبية”، ”الكروكي”، وآخرون يعشقون الحلويات العصرية المحضرة أساسا من الشوكولاطة، جوز الهند، الجبن، أو الحلويات التي لا تطهى، وهي إبداعات ليست من تقاليدنا القديمة، إنما وصفات دخيلة تم ابتكارها عن طريق دمج المكونات فيما بينها، في حين نقلت بعضها من دول أجنبية ووجدت محبين لها في الجزائر، لاسيما أن الكثيرين يدرجونها ضمن لائحة الحلويات التي يحضرونها باستمرار، نظرا لسهولة تحضيرها، باعتبارها أيضا اقتصادية ولا تتطلب مستلزمات كبيرة، على عكس الحلويات التقليدية التي تتطلب الكثير من المكسرات التي تشكل كل الفرق في مذاقها ولذتها.
في الأخير، قالت المتحدثة، إن تحضير الحلويات تقليدية كانت أم عصرية، تبقى من التقاليد الراسخة لدى المجتمع الجزائري، التي لا يمكن لأية عائلة التخلي عنها سواء في تحضيرها أو تزيين القعدات العائلية للاستمتاع بلذتها.