ماكثات في البيوت يبدعن قبل حلول رمضان
الخبز التقليدي زينة المائدة وبنّتها

- 289

شكلت الطبعة الثالثة لمعرض الخبز التقليدي، الذي احتضنه المركز الثقافي أولاد يعيش، مؤخرا، تحت إشراف مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة، فرصة للنساء الماكثات في البيوت، من أجل إظهار ما يمكنهن القيام به في مجال التحضير لمختلف أنواع الخبز، حيث عرفت التظاهرة مشاركة أكثر من 30 امرأة، حاولت كل واحدة منهن البحث في وصفات الجدات عن أنواع مختلفة من الخبز، بعضها لا يزال يحضر بالطريقة التقليدية، ويطبخ في "كوشة" الطين، وبعضها لا يعد إلا بتوفر أنواع معينة من الأعشاب العطرية.
تباينت واختلفت أسماء أنواع الخبز التقليدي، الذي شاركت به النساء الماكثات في البيوت، ففي الوقت الذي حاولت بعضهن التركيز على أنواع الخبز الصحي، الذي كان يعد قديما، مثل "خبز الكوشة، خبز الطاجين"، خبز الشعير، سعت أخريات إلى إدخال بعض أنواع الأعشاب العطرية على المكونات، لإعطاء الخبز ذوقا مختلفا، حيث تم عرض خبز الزيتون والجبن وخبز الزيت وخبز "السانوج"، وهو ما يعكس التنوع الموجود في أنواع الخبز الذي تختلف فيه مواد التحضير بين "الفرينة" والسميد بمختلف أنواعه، غير أنها تشترك جميعا في ميزة واحدة، وهي أن العائلات البليدية خصوصا، والجزائرية عموما، لا تستغني عنه على موائدها، خاصة في شهر رمضان، حيث يكثر الطلب على مختلف أنواع الخبز، خاصة خبز "المطلوع" الذي يرافق طبق الشوربة.
وحسب رئيس جمعية "ورود المتقبل"، السيدة حفيظة قاسيمي، فإن واحدا من الأهداف الأساسية التي حاولت عند تنظيمها الطبعة الثالثة لـ"مسابقة الخبز"، تحفيز النساء الماكثات في البيوت على التحضير لمشروع إعداد مختلف أنواع الخبز، تحسبا لشهر رمضان، على اعتبار أنه من أكثر أنواع المأكولات التي تعرف طلبا كبيرا عليها، وأكثر من هذا تردف قائلة: "بما أن النساء الماكثات في البيوت يعرفن كيف يحضرن كميات كبيرة من مختلف أنواع الخبز المعد منزليا، إلا أنهن لا يعرفن كيفية التسويق، بالتالي فإن المعرض فرصة أيضا لإخراج المرأة المنتجة من بيتها وتعليمها كيفية التسويق، وتمكينها من ربط علاقات جديدة تمكنها من الترويج لما تحضره من خبز تقليدي، وهي فرصة أيضا لدراسة السوق ومعرفة الأنواع التي يكثر عليها الطلب، حتى يجري التركيز عليها".
وأكثر من هذا، حسب المتحدثة "فإن المرأة البليدية لا تزال متمسكة بمختلف الحرف التقليدية، بما فيها تحضير مختلف أنواع الخبز، مثل الخبز بالخميرة البلدية وخبز الشعير وخبز الأعشاب العطرية"، مضيفة: "معرض الخبز التقليدي فرصة من أجل الترويج للمورث البليدي، والكشف عن مدى تمسك ربت البيت بعاداتها وتقاليدها"، مشيرة إلى أن المعرض والمسابقة التي تمت بالمناسبة، ما هي إلا وسيلة للتحفيز على المشاركة، لكن الهدف الأساسي، حسبها: "إخراج المرأة المنتجة من بيتها وتمكينها من المشاركة في المعارض، والترويج لما تعده من أكلات مختلفة، بما فيها أنواع الخبز التقليدي، وحتى الصحي مثل الخبز الخالي من الغلوتين الموجه لمرضى السيلياك" .