يرتديها الرجل في كل المناسبات

"الدراعة".. رمز لأصالة وعراقة المجتمع التندوفي

"الدراعة".. رمز لأصالة وعراقة المجتمع التندوفي
  • القراءات: 380 مرات
لفقير علي سالم لفقير علي سالم

يتمسك سكان تندوف بلباسهم التقليدي منذ القدم، وهو رمز لأناقتهم، حيث يرتدونه في كل المناسبات الوطنية والأعياد، وكان الشباب المشارك في اللقاء التاريخي للشباب بالجزائر العاصمة، المنظم من طرف المجلس الأعلى للشباب محافظا بلباسه المتمثل في الدراعة، وهي لباس عربي فضفاض مشقوقة الجانبين، يتدلى منها طروز وزخرفة يدوية تفنن فيها الخياط التقليدي بتندوف. من جهة أخرى، يكثر استعمال اللباس التقليدي بتندوف، في كل المناسبات، ما عدا في أماكن العمل، عكس المجتمع الموريتاني الذي يرتدي جله الدراعة في أماكن العمل، وحسب بعض الموظفين الموريتانيين، فإن ارتداء الدراعة في العمل، لا يعيق أداء العمل على الإطلاق.
يمتاز سكان تندوف، منذ القدم، بارتداء لباس مميز وله خصوصية، تجعل من مرتديه مغايرا للآخر، ومحافظا على لباسه المحلي الذي يشترك فيه أجناس أخرى، كشعب موريتانيا والصحراء الغربية وبعض المناطق ببلادنا الجزائر وهي قليلة، ولعل القارئ يشده فضول في معرفة خصائص هذا اللباس الفريد من نوعه.  
يتمثل اللباس التقليدي الرجالي بتندوف في؛ الدراعة، وهي لباس صحراوي فضفاض، مشقوقة من الجانبين، يتلاءم والطبيعة الصحراوية المتسمة بالحرارة، وقد توارث ارتداء الدراعة من طرف سكان تندوف أبا عن جد.
تصنع الدراعة من قماش رقيق وناعم، يسمى" بزاه،" وتتركز ألوانها بين الدراعة الخضراء التي تميل إلى اللون الأزرق، كون السكان بتندوف، اعتادوا على تسمية اللون الأزرق باللون الأخضر، كأن يقولوا هذي دراعة خضرة أي زرقاء، وهي الأكثر استعمالا.
كما تتميز الدراعة بالطروز الكثيرة المتقنة، التي تستقر على الرقبة وتتدلى حتى الجيب، وكل ما كانت الدراعة أكثر طرزا وأوسع حجما، أي بلغة السكان "دراعة ظافية"، كلما كانت الأجود والأكثر إقبالا، ورغم ما يلاحظ من عزوف عن ارتداء الدراعة من طرف الشباب، واختيارهم لأنواع أخرى من الألبسة التقليدية القادمة من تمنراست وإليزي، والمعروفة بـ: "قزنير"، فإن الدراعة تبقى بكل عنفوانها شامخة، ومتصدرة لكل الألبسة مهما كان ثمنها وشكلها، ويرتبط ارتداء الدراعة مع سروال يسمى بلهجة السكان "أستم"، وهو سروال عربي أصيل فضفاض، يوجد بأنواع شتى، منها الطويل والقصير الواصل إلى الركبتين، أو منتصف الساقين، ويصنع سروال "أستم" عادة من قماش ناعم ورقيق وبه طروز تتدلى من الأعلى إلى الأسفل، وله حزام يسمى" لكشاط" مصنوع من جلد البعير.
ارتبطت "الدراعة" ارتباطا وثيقا بسكان تندوف، وظلت تحافظ على مكانتها كثوب تقليدي للرجل التندوفي "كما تعد الثوب الخاص بالرجل الموريتاني، وتصنع عادة من القطن، صممت لتناسب المناخ الحار والجاف، حيث يغلب على موريتانيا المناخ الحار والجاف في أغلب فصول السنة، يسمح نمط تصميم "الدراعة" بامتصاص العرق ودخول الهواء إلى الجسم، وألا يتسخ هذا الثوب بشكل سريع، وهي عادة ما تكون بأحد اللونين الأبيض أو الأزرق، ويتم جلب الدراعة أحيانا خاصة، في مناسبات الأعياد من دولة موريتانيا، ويصل ثمن الدراعة العالية إلى 35 ألف دينار، وقد يفوق ذلك، رغم ارتفاع سعرها، إلا أن الإقبال عليها يبدو كبيرا من طرف سكان تندوف. ويختلف سعرها، حسب نوعية القطن المصنوعة منه ونوعية التطريز، إذ تعتبر جودة التطريز عاملا مهما في تحديد سعرها وجودتها.