تندوف

"الدراعة" لباس رجالي مميز

"الدراعة" لباس رجالي مميز
  • 73
لفقير علي سالم لفقير علي سالم

ارتبطت الثقافة الحسانية ارتباطا وثيقا بلباس تقليدي مميز عن غيره من الألبسة الصحراوية، وقد انتشر هذا اللباس الخاص بالرجال، والمتمثل في "الدراعة"، انتشارا واسعا لدى المجتمعات الصحراوية عموما، ولدى المجتمع التندوفي خاصة، ومن الملاحظ أن سكان تندوف ظلوا متمسكين بلباسهم التقليدي منذ القدم، والذي يعكس أناقتهم، حيث يلبسونه في كل المناسبات الوطنية والأعياد.

"الدراعة" لباس عربي فضفاض، مشقوقة الجانبين، تتدلى منها طروز وزخرفة يدوية، تفنن فيها الخياط التقليدي بتندوف. من جهة أخرى، يكثر استعمال اللباس التقليدي بتندوف، في كل المناسبات، ما عدا في أماكن العمل، عكس المجتمع الموريتاني، الذي يرتدي جله "الدراعة" في أماكن العمل، وحسب بعض الموظفين الموريتانيين، فإن ارتداء "الدراعة" في العمل لا يعيق من أدائه على الإطلاق.

يمتاز سكان تندوف، منذ القدم، بارتداء لباس مميز، وله خصوصية تجعل من مرتديه مغايرا للآخر، ومحافظا على لباسه المحلي، الذي تشترك فيه أجناس أخرى، كشعب موريتانيا والصحراء الغربية وبعض المناطق ببلادنا الجزائر، وهي قليلة، ولعل القارئ يشده فضول في معرفة خصائص هذا اللباس الفريد من نوعه، تعال إذن معي أخي القارئ الكريم، لتقودك "المساء" إلى خصائص هذا اللباس المعروف بـ"الدراعة".

هي لباس صحراوي فضفاض، مشقوقة من الجانبين، تتلاءم والطبيعة الصحراوية المتسمة بالحرارة أحيانا، وقد توارث ارتداء "الدراعة" سكان تندوف أبا عن جد. وتصنع "الدراعة" من قماش رقيق وناعم، يسمى "بزاه"، وتتركز ألوانها بين "الدراعة" الخضراء التي تميل إلى اللون الأزرق، كون السكان بتندوف، اعتادوا على تسمية اللون الأزرق باللون الأخضر، كأن يقولوا هذي "دراعة" خضرة، أي زرقاء، وهي الأكثر استعمالا.

كما تتميز "الدراعة" بالطروز الكثيرة المتقنة، التي تستقر على الرقبة، وتتدلى حتى الجيب، وكل ما كانت "الدراعة" أكثر طرزا وأوسع حجما، أي بلغة السكان "دراعة ظافية"، كلما كانت الأجود والأكثر إقبالا، ورغم ما يلاحظ من عزوف عن ارتداء "الدراعة" من طرف الشباب، واختيارهم لأنواع أخرى من الألبسة التقليدية القادمة من تمنراست وإليزي، والمعروفة بـ"قزنير".

تبقى "الدراعة" بكل عنفوانها، شامخة ومتصدرة لكل الألبسة، مهما كان ثمنها وشكلها، ويرتبط ارتداء الدراعة، مع سروال يسمى بلهجة السكان "سروال أستم"، وهو سروال عربي أصيل، فضفاض، يوجد بأنواع شتى، منها الطويل والقصير، الواصل للركبتين أو لمنتصف الساقين، ويصنع "سروال أستم" عادة من قماش ناعم ورقيق، وبه طروز تتدلى من الأعلى إلى الأسفل، وله حزام يسمى" لكشاط"، مصنوع من جلد البعير.

ارتبطت "الدراعة" ارتباطا وثيقا بسكان تندوف، وظلت تحافظ على مكانتها كثوب تقليدي للرجل التندوفي، هي ثوب فضفاض به فتحتان واسعتان على الجانبين في الوسط، وجيب على الصدر، وهو ثوب خاص بالرجل التدوفي، يُصنع عادة من القطن. يسمح نمط تصميم "الدراعة" بامتصاص العرق ودخول الهواء إلى الجسم، وألا يتسخ هذا الثوب بشكل سريع، وهي عادة ما تكون بأحد اللونين الأبيض أو الأزرق.

ويتم جلب "الدراعة" أحيانا خاصة في مناسبات الأعياد من دولة موريتانيا، ويصل ثمن "الدراعة" الغالية إلى 35 ألف دينار، وقد يفوق ذلك، رغم ارتفاع سعرها، إلا أن الإقبال عليها يبدو كبيرا من طرف سكان تندوف. ويختلف سعرها، حسب نوعية القطن المصنوعة منه ونوعية التطريز، إذ تعتبر جودة التطريز عاملا مهما في تحديد سعرها وجودتها.