فكرة مشروع مبتكر من طالبة بجامعة الشلف
الزراعة المائية بالطاقة الشمسية كفيلة بتحقيق الأمن الغذائي
- 733
عرضت الطالبة ابتسام معروفة تخصص "فلاحة بيئية" من جامعة الشلف، مشروعا إبداعيا هاما، يستجيب لسياسة الدولة، الرامية إلى النهوض بقطاع الفلاحة؛ حيث تمثلت فكرة مشروعها الإبداعي في الزراعة المائية بالاعتماد على الطاقة الشمسية، والذي تتطلع لدعمه وتمويله لبلوغ أهداف التنمية المستدامة، والرفع من معدل الإنتاجية واقتصاد الماء في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.
قالت الطالبة ابتسام معروفة قسم ثالثة ليسانس في تصرح خصت به "المساء" على هامش مشاركتها مؤخرا في معرض المهرجان الجهوي للمشاريع الإبداعية المبتكرة والمؤسسات الناشئة والصغيرة بجامعة البليدة "2"، بأن تخصصها الجامعي في مجال الفلاحة البيئية جعلها تطّلع على ما يعاني منه قطاع الفلاحة من مشاكل. ولعل أهمها ندرة المياه بالنظر إلى التغيرات المناخية، والتي تُعد انشغالا عالميا لا يخص الجزائر وحدها، إلى جانب تقلص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، كل هذا جعلها تفكر في طرح فكرة مشروع مبتكر، من شأنه أن يساهم في معالجة بعض المشاكل في الجانب الفلاحي بالاعتماد على ما توفره التكنولوجيا، خاصة ما تعلق منه بإدراج الذكاء الاصطناعي، ناهيك عن حبها لتخصص الفلاحة، الذي ترغب من ورائه، في ولوج ريادة الأعمال، وعالم المقاولة الذاتية في قطاع تراهن عليه الدولة لتحقيق أمنها الغذائي.
وحسب المتحدثة، فإن المشروع الذي تم تسجيله في حاضنة الأعمال ضمن قرار 1275 على مستوى جامعة الشلف، لايزال فتيا، يخضع في كل مرة، لبعض التعديلات والتحسينات؛ حتى يستجيب لكل التطلعات التي تطمح إليها من وراء هذا المشروع، ممثلة في المقام الأول، في "عرض بديل للزراعة التقليدية، والمساهمة في رفع الإنتاجية"، ومنه الحصول على وسم "لابال" ، ليتسنى للمشروع الحصول على التمويل الكافي، ويتحول إلى مشروع استثماري، يقدم إضافة لقطاع الفلاحة. ولفتت الطالبة إلى أن ما يتم المراهنة عليه من وراء فكرة المشروع، هو "تقديم منتج بيولوجي، وزراعة صديقة للبيئة، تحافظ على الاستدامة، ولا تتسبب في التلوث" .
وأكثر من هذا، تضيف الطالبة ابتسام أن "هذا النوع من الزراعة يخدم الموارد المائية؛ لأنه يوفر الماء بنسبة 90 ٪ في ظل الشح المسجل في الموارد المائية، ومنه بلوغ القدرة على الزراعة في مساحات صغيرة توفر إنتاجية كبيرة"، وهي الاستراتيجية التي اعتمدتها بعض الدول المتطورة، ونجحت فيها، خاصة في مجال الرفع من معدل الإنتاج، وفق ما أوضحت المتحدثة، التي أشارت إلى أن هذا النوع من الزراعات المائية كان معروفا قبل الحرب العالمية الثانية، ولكن في الجزائر لا يجري العمل به بالنظر إلى ارتفاع تكلفة المعدات والوسائل؛ الأمر الذي جعل الفلاحين منحصرين في الزراعة التقليدية، التي تعطي مردودا يساوي أو يقل عن المساحة المزروعة.
وعما إذا كانت هذه التقنية الحديثة تصلح لكل أنواع الزراعات أشارت المتحدثة إلى أنها "تقنية تستجيب لكل أنواع الخضر والفواكه التي تنتَج فوق الأرض" . وقالت بالمناسبة: "أتمنى أن يلقى مشروعي استجابة من طرف بعض المستثمرين الراغبين في تبنّي الفكرة، ومنه السعي للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في القطاع الفلاحي"، مؤكدة أن هذا المسعى يُعد "واحدا من التحديات التي تعمل الدولة الجزائرية على تجاوزها" .