لتغيير عادات الأكل السيئة للطلبة

السلامة الغذائية بالحرم الجامعي في يوم تحسيسي

السلامة الغذائية بالحرم الجامعي في يوم تحسيسي
  • 1045
شكل موضوع السلامة الغذائية في الحرم الجامعي، محور يوم تحسيسي احتضنته جامعة الجزائر «2» مؤخرا، استهدف تمكين الطلبة الجامعيين من تغيير عاداتهم الغذائية التي تعتمد أساسا على وجبات الأكل السريعة، واستبدالها بأخرى تؤمن لهم الحصول على غذاء صحي وسليم.

جاء تنظيم اليوم التحسيسي، بعد الوقوف على إهمال الطالب الجامعي لقيمة وجبته الغذائية التي أصبح ينسى فيها أبسط الأمور الصحية، وهي العناية بنظافة اليدين قبل الشروع في الأكل، حسب جميلة جماح المكلفة بالنشاطات العلمية، الثقافية والرياضية بكلية العلوم الإنسانية المشرفة على النشاط، حيث قالت «بأن الغرض من تنظيم هذا اليوم التحسيسي في الحرم الجامعي، هو تذكير الطلبة بأهمية العناية بنظامهم الغذائي من خلال تعريفهم بما ينبغي لهم أن يتناولوه، وما يجب عليهم تجنبه لما يحويه من مخاطر صحية، مشيرة إلى أنها بالمناسبة، تقترح أن يتم إدراج مادة جديدة في الجامعات الجزائرية تتناول الغذاء الصحي بالنظر إلى لامبالاة الطلبة بهذا العنصر المهم والجري وراء الوجبات السريعة لسد الجوع فقط.

وإلى جانب التحسيس الذي تم فيه الاعتماد على بث بعض الأشرطة الوثائقية حول الأغذية السليمة، وتوزيع مطويات وملصقات، باشر مخبر علم المياه والأغذية قسم الصيدلة التابع لكلية الطب، تحت إشراف البروفيسور وهيبة حجوج، ممثلا في بعض الصيادلة المقيمين، إلى تمكين الطلبة من بعض الفحوصات والتشخيصات حول ضغط الدم والسكري وأخذ الطول والوزن للكشف عن الحالة الصحية، وقد عرفت المبادرة تجاوبا كبيرا للطلبة الذين توافدوا بكثرة للاستفادة من بعض الفحوصات، معربين في حديثهم لـ»المساء» عن استحسانهم للمبادرة التي مكنتهم من الاطلاع على كيفية حساب أوزانهم، وعلى الأغذية التي تحمي صحتهم من مخاطر البدانة ومختلف الأمراض غير المتوقعة، وحسب إنصاف قرطوبي صيدلية «فإن اختيار هذا التوقيت بالذات لتنظيم اليوم التحسيسي جد مناسبة، خاصة أننا، تقول، على مشارف موسم الاصطياف، حيث تكثر التسممات الغذائية، لذا نغتنم الفرصة لتزويد الطلبة ببعض المعلومات التي تحفظ صحتهم، ولعل أهمها الإكثار من شرب الماء وعدم استبداله بالمشروبات الغازية، والابتعاد قدر الإمكان عن الوجبات السريعة، لاسيما تلك التي تحوي على «المايونيز»، أو «الهريسة» باعتبارهما مصدران هامان لنمو الجراثيم وتكاثرها».

وفي ردها عن سؤالنا حول ما إذا كان الطالب الجامعي الذي يفترض أنه متعلم يعرف كيف يختار وجبته الغذائية، جاء على لسان محدثتنا بأن الطلبة عموما يعانون من سوء الاختيار، وفي أحيان أخرى يدفعهم سد الجوع إلى الرضا بأية وجبة قد يقع عليها بصرهم، وإلى جانب سوء الاختيار تطرح إشكالية النوعية، ونقصد بذلك تشرح المتحدثة «القيمة الغذائية للوجبة التي يفترض أن يستفيد منها الجسم، والتي عادة ما تكون عبارة عن دهون إضافية وسكريات مضافة تحفز ظهور بعض الأمراض على المدى القصير ممثلة في البدانة أو وبعض أمراض العصر كالسكري وارتفاع الضغط الدموي».

من جهتها، اختارت راضية صايفي أستاذة في علم الاجتماع، أن تشارك في اليوم التحسيسي بملصقة تناولت فيها بالتفصيل المخاطر التي تشكلها العلب البلاستيكية على الأغذية، حيث قالت «إنه بالنظر إلى تطور الحركة التجارية في الأسواق، أصبح الاعتماد على البلاستيك كبيرا في نقل الأغذية وتسويقها، غير أن ما يجهله عامة الناس أن بعض العلب البلاستيكية التي تحفظ فيها الأطعمة أو تلك التي يجري تسويقها في أغلبها تحوي على مواد مسرطنة نتيجة إعادة استرجاعها وتشكيلها، لهذا رغبت تضيف «أن ألفت الانتباه إلى المخاطر التي تتسبب فيها العبوات البلاستيكية من خلال تقديم بعض النصائح، أهمها تجنب تسخين وتناول الأطعمة الساخنة في العلب البلاستيكية لمنع تسرب بعض المواد السامة للأغذية، وتفادي إعادة استخدام العلب في حفظ الأطعمة كقارورات المياه وعدم اقتناء العلب «رخيصة الثمن» لحفظ الطعام كونها مصنعة من بلاستيك مسترجع.

حسان منور رئيس جمعية حماية المستهلك: نعول على المتمدرسين لتغيير الثقافة الاستهلاكية

تعلق جمعية «حماية المستهلك» لولاية الجزائر في عملها التحسيسي، على الفئة المتمدرسة لتغيير الثقافة الاستهلاكية، حسب حسان منور رئيس الجمعية الذي قال؛ «بالرجوع إلى الإحصائيات التي قمنا بها عام 2012، تبين لنا أن الفئة التي فاق سنها 40 سنة من الصعب عليها تغيير عاداتها الغذائية بالمقارنة مع الطلبة مثلا، والتلاميذ الذين يبدون دائما استعدادا لتعلم وتغيير بعض السلوكيات الغذائية الخاطئة.

إعطاء الأولوية في التحسيس للفئة المتمدرسة يدخل في صميم برامجنا، لذا نقوم في كل مرة بالإشراف، يقول رئيس الجمعية، «على بعض الأنشطة التوعوية في المؤسسات التعليمية والحرم الجامعي، ولا نكتفي بذلك بل ننسق أيضا مع الطلبة الذين يحضرون مذكرات تخرجهم حول كل ما يخص صحة المستهلك وتغذيته، حيث نتولى مهمة توجيههم لتقديم عمل يفيد المجتمع، مشيرا إلى أنه على مستوى جامعة الجزائر «2»، تشرف الجمعية على بعض الأفواج التي تعد مذكراتها حول المستهلك وحقوقه كفرد بالتنسيق مع عميد الجامعة، مما يساعد الجمعية على الحصول على نظرة علمية حول واقع المستهلك الجزائري، فمن جهة تقدم لنا المعلومة حول بعض الحقائق في المجال الاستهلاكي، ومن ناحية أخرى نساهم بطريقة غير مباشرة في تثقيف الطلبة بالرد على بعض أسئلتهم وانشغالاتهم.

وحول ثقافة الطلبة الاستهلاكية، جاء على لسان محدثنا بأن الطلبة عموما رغم الرصيد المعرفي الذي يمتلكونه فيما يخص الغذاء الصحي، غير أنهم يعيشون حالة من الإهمال واللامبالاة اتجاه ما يختارون تناوله، وهو ما يعكسه واقع المستشفيات التي تستقبل عددا كبيرا من المرضى أغلبهم من الفئة الشابة، يعانون من تسممات غذائية نتيجة الإقبال بشكل كبير على استهلاك الوجبات السريعة التي تعتبر عنوانا للجراثيم، ناهيك عن عدم ممارسة أي نشاط رياضي، مضيفا «أن المنظمة العالمية للصحة أحصت 200 مرض مصدرها عدم السلامة الغذائية، لذا لابد من دق ناقوس الخطر ولفت انتباه الطلبة إلى ضرورة البحث في الوجبة التي يجري تناولها، وإن رأى الطالب بأنها لا تفيده عليه فورا استبدالها بالفاكهة بمعنى أنه ما دام الواقع يفرض نمطا معينا من الغذاء، فلابد للمستهلك أن يتعلم كيف يحمي نفسه.

اكتساب ثقافة استهلاكية صحية تتطلب من المستهلك أن يتسلح بجملة من المفاهيم البسيطة، يقول رئيس الجمعية، وتتمثل في الاعتماد على ملاحظة المكان الذي يختار الأكل فيه، وإن كان يحترم مقاييس النظافة التي تظهر على مآزر العمال وأيديهم، وعلى طاولات الأكل، ومنه يجري البحث في الوجبة التي يتم تقديمها وإن اطمأن لها، لا ينسى أبدا غسل يديه لأن النظافة دائما تبدأ بغسل اليدين.