على علو 1600 متر فوق سطح البحر
الشريعة تستقطب الباحثين عن لطافة الجو في عز الحر
- 3718
تشهد منطقة الشريعة خلال هذه الأيام المتزامنة والعطلة الصيفية، إقبالا كبيرا للعائلات من أجل الاستمتاع بالنسمة الباردة التي يتميز بها الفضاء الشاسع للحظيرة، على ارتفاع أكثر من 1600 متر عن سطح البحر، فمع كل منعطف عند صعود تلك المرتفعات، تنخفض درجات الحرارة تدريجيا، لتستقطب الزائر في أعاليها بجو لطيف، بعيدا عن حر المدينة في أسفلها، إذ تتعدى 42 درجة مئوية، إلى جانب رطوبة جو غير محتملة، في حين لا تتعدى الحرارة في قمتها 20 درجة أحيانا في نفس اليوم.
اعتاد المواطنون على جمال حظيرة الشريعة في فصل الشتاء، حيث تكتسي قممها عقب تساقط الثلوج غطاء أبيض، للتمتع بصور الطبيعة الخلابة والتزحلق في جبالها وقضاء ساعات مريحة بعيدا عن ضوضاء المدينة، الأمر الذي يجعلها في كل مرة تشهد حركة سياحية مميزة. إلا أنه خلال فصل الصيف، يفضل الكثيرون النزول إلى شواطئ البحر التي تشكل 1400 كيلومتر من الساحل، وتبقى الأماكن المثالية للهروب من حرارة الجو ورطوبته العالية، للانتعاش والاستجمام، في حين يفضل آخرون وجهات مغايرة، على غرار الغابات وقمم الجبال، خاصة أنها تتميز ببرودة الجو، وهو السر الذي يعرفه القليلون، لاسيما أن البعض يعتقد أن حرارة المدينة هي نفس حرارة تلك المساحات الخضراء التي ترطب الجو وتخفف من شدة حرارته.
تستقطب حظيرة الشريعة منذ بداية هذا الأسبوع، حيث شهد الطقس ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة، مئات العائلات، تزامنا مع العطلة الصيفية التي انطلقت لآخر دفعة من الطلبة الجامعيين مؤخرا، حيث تكتسي جبال ومرتفعات هذه المنطقة خلال هذا الموسم، جمالا يتغير فقط ديكوره من موسم لآخر، إذ عرفت قمة أعالي منطقة الشريعة بالبليدة إقبالا كبيرا للعائلات التي دفعها حر الطقس، إلى قطع أكثر من 20كيلومترابينالقمةوالمدينة.
رغم حرارة الجو في المدن، تبقى هذه الحظيرة خيارا للراغبين في الاستمتاع بالجو رفقة الأصدقاء أو العائلة، وهو ما أجمع عليه العديد ممن تحدثت معهم ”المساء” بأعالي الشريعة، ومع زيادة التوافد على هذه الوجهة الطبيعية، سجلت معظم الشوارع الرئيسية بالبليدة ازدحاما شديدا، بسبب كثرة الزوار المتجهين إلى حظيرتها الطبيعية، حيث قدم الناس من مناطق مختلفة، على غرار العاصمة، تيبازة، عين الدفلى وغيرها من الولايات المجاورة.
عند حديثنا إلى بعض الزوار، أكد جواد من العاصمة، جاء رفقة زوجته وأولاده، أنه متعود على زيارة الشريعة في فصل البرد مع تساقط بعض الثلوج، إلا أن هذا لم يمنعه من العودة مرارا وتكرارا خلال باقي فصول السنة، لأن لهذه الحظيرة جمال مختلف عن الشتاء، مشيرا إلى أن حرارة الجو تمنح الفرد خيارات عديدة، فتبقى الشواطئ المقصد الرئيسي لغالبيتهم، وهو ما يشكل ضغطا كبيرا وازدحاما على مستواها، وينبأ بتلوث مياهها بسبب ما يُرمى فيها.
يقول عبد الجليل من مدينة بوفاريك، إنه متعود على الاتجاه كل يوم بعد انتهاء دوامه، إلى الشريعة، التي تبعد ببضع أمتار عن مقر عمله، من أجل الاسترخاء والبقاء هناك إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، واحتساء الشاي أو القهوة رفقة بعض الأصدقاء.
توفرالأمن ساهم في زيادة الإقبال
أوضح عدد ممن حدثنا إليهم، أن الحظيرة أصبحت في الآونة الأخيرة الوجهة المفضلة للعديد من الأسر والعائلات الجزائرية، التي وجدت فيها المكان الأنسب للهروب من ضوضاء ومشاكل المدينة، والتمتع بالراحة، الاستجمام والسكينة، فميزاتها السياحية، من تنوع بيئي وثراء طبيعي خلاب، زاد من توافد الزوار عليها من كل حدب وصوب، كما أن توفر الأمن في المنطقة أعاد لها الحياة بعدما هجرها الجميع في فترة مضت.
أماكن للشواء لكن الحذر مطلوب
على صعيد آخر، استغل العديد من زوار الحظيرة فساحة تلك الأماكن لتحضير الشواء وسط الأصدقاء وأفراد العائلة، في أجواء ممتعة ومرحة، ورغم تحذيرات السلطات المتكررة، بمنع الزوار من القيام بعملية الشي في الغابة، لتسببها في حرائق قد تكون وخيمة، تلتهم كل ما في طريقها، إلا أن الأمر يبقى مجرد حديث لا أحد يصغي إليه. في هذا الصدد، أشار رؤوف، أحد حراس الحظيرة، إلى أن التمتع بروح المسؤولية ضروري، ففي حقيقة الأمر، ونظرا لشساعة المساحة، لا يمكن توفير الرقابة على مدار اليوم وفي كل أماكن الحظيرة، إلا أن عليه التحلي بالمسؤولية والتصرف بكل عقلانية، من خلال عدم إضرام النار في أماكن حساسة بها أعشاب جافة، ويبتعد قدر الإمكان عن الأماكن ذات الكثافة النباتية، كما يعد من الضروري التأكد من إطفاء النار بالماء عند الانتهاء من استعمالها، ثم ردمها بالتراب إلى غاية التحقق من إطفائها، فضلا عن حمل كل مخلفات الشيّ وتنظيف المكان، بالتالي إبقاء البيئة سليمة.