الغلاء يعيد.. "حلوة الزوالي" إلى الواجهة

"الصابلي" و"التشاراك" و"المشوّك" سادةُ موائد هذا العيد

"الصابلي" و"التشاراك" و"المشوّك" سادةُ موائد هذا العيد
  • 1526
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

زيادات في المواد الأولية بـ 20 ٪... والمكسرات لمن استطاع شراءها

اصطدم العديد من المواطنين بالتهاب أسعار مواد إعداد الحلويات قبيل عيد الفطر المبارك؛ حيث شهدت معظم مواد تحضير الحلويات زيادات قُدرت نسبتها بنحو 20 ٪ مقارنة بالأيام السابقة، حسب ما وقفت عليه "المساء" خلال جولتها ببعض أسواق العاصمة؛ على غرار باش جراح، وبلوزداد، والقبة.

لا يمكن المواطنَ التخلي عن حلويات عيد الفطر. ويعتبرها الأطفال قبل الكبار، جزءا لا يتجزأ من فرحة العيد؛ فمن دونها لا يُعتبر العيد عيدا.. غير أن غلاء لوازمها وارتفاع أسعارها وكذا عجز بعض الأمهات عن صنعها بالبيوت، دفع فئة من يتقنون صنع حلوى العيد، إلى التفكير في خدمة "الزوالية"، وسد حاجياتهم في العيد من خلال عرضها بأسعار تتناسب مع جيوبهم.

حلويات العيد لمن استطاع إليها سبيلا!

لاحظت "المساء" خلال زيارتها بعض محلات بيع الحلويات بالعاصمة، ارتفاعا ملحوظا في أغلب المواد التي تدخل في صناعتها وإعدادها؛ حيث تراوح سعر مادة السمن ما بين 270 دينار و290 دينار لوزن 500 غ، فيما تراوح سعر المارغرين ما بين 190 دينار و240 دينار. كما ارتفع سعر الشكولاطة من سعة 500 غرام بنوعيها الأسود والأبيض، فتراوح ما بين 290 دينار و450 دينار، والمايزينا ما بين 240 دينار و290 دينار للكيلوغرام الواحد. أما الكاكاو فبيع بـ 700 دينار للكيلوغرام، والعسيلة بـ 190 دينار للكيلوغرام، إلى جانب المربى الذي بلغ سعره 110 دج لعلبة من 500 غ. أما المكسرات فلمن استطاع إليها سبيلا؛ إذ وصل ثمن الكيلوغرام الواحد من الفول السوداني، إلى 650 دينار، واللوز بـ 1600 دينار حتى 2000 دينار حسب النوعية، والجوز من 1600 إلى 1800 دج، والفستق بـ 3500 حتى 4100 دج، ونواة الكاجو بـ 1900 دينار للكيلوغرام الواحد، والبندق بالقشور بـ 1700 دينار، وبدون قشور بـ 1900 دينار، وحتى مواد التغليف لم تسلم هي الأخرى من الزيادة في الأسعار مقارنة بالسنة الفارطة. كما لاحظنا أن سعر الحلويات الجاهزة ليس في متناول "الزوالية"؛ فالمصنوعة بالفول السوداني يتراوح سعرها ما بين 60 دج و70 دج للحبة الواحدة. أما المصنوعة باللوز فيتراوح سعرها ما بين 130 دج و160 دج للحبة الواحدة.

"حلوة زمان"... "الطابع" و"التشاراك" و"المشوّكتعود بقوة

يجد زائر بلدية باش جراح التي تُعد قِبلة للمواطنين من مختلف البلديات، مجموعة من الشباب يبيعون حلويات بأسعار زهيدة تتناسب مع "الزوالية"، منها "الطابع" و"التشاراك" و"المشوك"، وحلويات أخرى محشوة بالفول السوداني "كاوكاو"؛ كـ"الدزيريات"، و"العرايش"، والتي لا يتجاوز سعرها 50 دج للقطعة الواحدة. ولم يستطع بعض الزبائن تصديق ما كان يُعرض أمامهم وبأسعار بعيدة جدا عن تلك الأسعار المعتمدة في سوق الحلويات؛ حيث تبيع بعض المحلات في العاصمة، حبة الحلوى بـ 200 دج. ودخلنا أحد المحلات المعنية، فقال لنا صاحبه إن الحلويات متوفرة حتى يوم العيد، وأنه يحاول الحفاظ على ذوقها، وسعرها الذي لا يتعدى 50 دج؛ إذ بدأت الطلبات بكميات كبيرة تتهاطل عليه مع اقتراب العيد. ووجد بعض الباعة الفوضويين في أسعار حلويات "الزوالية"، فرصة لشراء كميات وعرضها على الأرصفة، بأسعار في متناول الجميع، مع هامش فائدة ضئيل يرضي الجميع. وقال أحد الباعة: "إن التهافت على الحلويات بدأ مع اقتراب العيد؛ حيث يتم شراء كميات كبيرة. وكل ما يُصنع ينفد قبل الزوال. وتستمر صناعة كميات أخرى لبيعها قبل الإفطار. واعتبر أن هذه السنة استثنائية ومختلفة عن السنوات الماضية، بالنظر إلى الإقبال منقطع النظير عليها".

طوابير على حلوة "الزوالي" ببلوزداد

وببلدية بلوزداد وبالتحديد أمام محل قريب من سوق "مارشي 12" ببلكور مقابل نافورة الماء، أصبح الموقع قِبلة لأصحاب الدخل المحدود، الذين يتوافدون عليه لشراء حلويات العيد التي أطلق عليها تسمية "حلوة الزوالي"؛ حيث تلاحظ تجمّع الزبائن المشكّلين لطابورين واحد للنساء وآخر للرجال؛ وكأن هؤلاء لم يصدّقوا أن مثل هذه الأسعار يبقى ثابتا حتى عشية عيد الفطر. وأكدت إحدى النساء أنها متعودة على شراء الحلويات من هذا المحل بالنظر إلى نوعيتها الجيدة، "وبأسعار لا تصدَّق!"؛ حيث تشتري علبا مملوءة من كل الأنواع لها ولجيرانها، مؤكدة أنها تأتي من باب الزوار إلى هذا المحل كل سنة، لتقتني حلويات العيد.

ومن أنواع الحلويات التي تُعرض بهذا المحل، تلك التي تُعرف بالحلويات الجافة كـ«الصابلي"، وحلويات "الطابع"، والأخرى المعسلة والمحشوة بالمكسرات؛ حيث تتراوح أسعارها بين 40 و50 دج للقطعة الواحدة. ويرى بعض الزبائن الذين تعوّدوا على شراء الحلويات من هذه المحلات، أنها جيدة، وذوقها مقبول. كما إنها حديثة الصنع بالنظر إلى نفادها قبل نهاية اليوم رغم أن حجم الحبة من الحلوى يقل نوعا ما عن الحجم العادي للحلويات التي تباع بأسعار مرتفعة في بعض المحلات. وتَبين من خلال جولتنا الاستطلاعية بهذه المحلات، أن هناك زبائن ميسوري الحال وجدوا في مثل هذه الأسعار فرصة لشراء كميات كبيرة من الحلويات، بالنظر إلى ذوقها، وسعرها المعقول، فيما فضّل البعض اقتناءها للتصدق بها على بعض الجمعيات والفقراء.