مهندسة الدولة في الكيمياء التطبيقية فاطمة مدني تيغيلت:
الصابون الطبيعي يحمي البشرة من حرارة الصيف
- 947
تصبح العناية بالبشرة خلال فصل الصيف من أصعب الأمور بالنظر إلى تعرضها الدائم والمستمر لتأثير درجة الحرارة المباشرة، الأمر الذي يزيد من تهيّجها واحتراقها. وأمام هذا تنطلق النساء في رحلة بحث عن مختلف المراهم والكريمات التي تعرضها محلات مواد التجميل؛ علّها تقدم نوعا من الحماية. ولأنّ بعض أنواع البشرة تتأثر سريعا باستعمال المواد الكيميائية، تقدّم مهندسة الدولة في الكيمياء التطبيقية السيدة فاطمة مدني تيغيلت، بعض الحلول الطبيعية التي من شأنها أن تساعد النساء والرجال على حدّ سواء، في تخفيف حرارة الشمس عن البشرة، ومنها عرض طريقة صناعة الصابون الطبيعي الصلب والصابون البلدي الغنيين بالزيوت العطرية.
تربط الأخصائية في صناعة الصابون الطبيعي الصلب السيدة تيغيلت، العناية بالبشرة عموما، بالصابون الطبيعي بشكل مباشر، وتعتقد أن السرّ في الحصول على بشرة مفعمة بالحيوية وقليلة التأثر بالحرارة، في مدى العناية بها، وإبقائها قدر الإمكان رطبة، وهذا، حسبها، لا يتحقق إلاّ باختيار الصابون المناسب الذي يحقّق لها معادلة الجمع بين الترطيب والتبييض والتنظيف والحماية من تأثير الشمس.
وتقول في معرض حديثها مع ”المساء”، إنّ أكثر ما يهم النساء في موسم الصيف هو تصبّغ البشرة الناجم عن التعرّض المباشر لحرارة الشمس، حيث تأخذ البشرة اللون البني. والمعروف في عالم التجميل الطبيعي انتشار ما يسمى في السنوات الأخيرة ”مذيبات الكيراتين”، وهي عبارة عن مواد طبيعية مثل قشور الليمون والبرتقال وقشور المندرين ونخالة القمح والشعير، التي يتم اعتمادها كأقنعة لتقشير البشرة؛ تشرح: ”هي عادة من الطرق التي أضحت النساء تعتمدها بعد انتشار الوعي الصحي بضرورة التقليل من الإقبال على المواد الكيماوية بالنظر إلى تأثيرها السلبي على البشرة”، مشيرة في السياق، إلى أنّ في مجال حماية البشرة تقدّم المخابر العالمية سنويا، تشكيلات مختلفة من مواد واقية لحماية البشرة معدة من مواد طبيعية، وكلّها فعالة في حماية البشرة، يكفي فقط اقتناؤها من المحلات المخصصة لها. وتشير: ”في المقابل، أعتقد أنّ أبسط وأسهل الطرق المعتمدة في مجال حماية البشرة، تقوم على حسن اختيار الصابون الطبيعي، الذي يلعب دورا كبيرا في تأمين الرطوبة وتنظيف البشرة من تأثيرات الحرارة وتراكم الأوساخ التي تلعب دورا في عملية التصبّغ”.
وقالت محدثتنا: ”الاهتمام بالبشرة والبحث عن أجود الأنواع المعدّة في مجال الاهتمام بصحة وجمال البشرة، دفع النساء إلى المشاركة بقوّة في مختلف الدورات التي نقوم ببرمجتها، والمتعلقة بكيفية صناعة الصابون الطبيعي بنوعيه ”الصابون الصلب” أو ”صابون دزاير”؛ تقول: ”أشرفت بمعية غرفة الصناعات التقليدية والحرف على تنشيط عدد من الدورات، التي علّمت من خلالها النساء كيف يصنعن الصابون الذي يرغبن في تنظيف بشرتهن أو أجسادهن به، وأهم الزيوت العطرية التي يفضّلن تعطير الصابون بها”، مشيرة إلى أنّ التجربة التي خاضتها مذ بدأت الإشراف على دورات تعليم فن صناعة الصابون الطبيعي والذي يُعتبر من الفنون التقليدية، كان من نتائجها ارتفاع الطلب على التعلّم للاستعمال الشخصي والاستثمار في المجال، خاصة أنّه يُعتبر من الاستثمارات الناجحة التي يطلبها السوق بكثرة، لافتة في السياق، إلى أن الطلب على التعلم لم يقتصر على النساء فقط وإنما الرجال كذلك؛ تقول: ”هو ما وقفت عليه خلال إشرافي على الدورات بالمدارس الخاصة أو على مستوى غرف الصناعات التقليدية بناء على طلب من الحركات الجمعوية”.
وعن أهم الفوائد التي يقدّمها الصابون المعد من المواد الطبيعية والغني بمختلف الزيوت العطرية كزيت الزيتون، حسب محدثتنا، ضمان التنظيف الدائم والمستمر للبشرة بمادة طبيعية، فضلا عن أن الصابون المعد بالطريقة الباردة ”يقدم لدينا صابونا و«غليسيرين” ناتجة عن التصبّغ، حيث يضمن بقاء الزيوت التي تم استخدامها ممثلة في زيت الزيتون أو زيت الخروع أو زبدة الشيا؛ تظل ”الغليسيرين” نباتية خفيفة على البشرة، كما أن الصابونة تظل محتفظة بالتأثير الإيجابي للزيوت، بمعنى أنّ التأثير الإيجابي لا يزول، لأنّ الصابون المعد على الطريقة الباردة لا يُطبخ بالنار، ومن ثمة لا يقضي على تأثير الزيوت، الأمر الذي يعطينا صابونا مرطبا ومعطرا ومغذيا ومفيدا للبشرة”.
ومن بين الفوائد الهامة التي تدفع النساء إلى تعلّم فن صناعة الصابون على الطريقة الباردة في موسم الصيف تحديدا، جملة الزيوت الطبيعية التي يُعد بها الصابون، حسب محدثتنا، يكفي فقط القول إنّه يحتوي على نسبة عالية من زيت الزيتون، الذي يُعتبر من أفضل الزيوت للبشرة، التي تجعل المرأة تستغني حتى عن بعض الكريمات بالنظر إلى النضارة التي تكتسبها من استخدامها صابونها الذي تصنعه بيدها، مشيرة بالمناسبة، إلى أن أهم ما تنصح به النساء للحفاظ على بشرتهن اختيار الصابون المناسب، والإكثار من شرب الماء، والمداومة على استعمال الأقنعة المناسبة المعدة دائما من مواد طبيعية.