بين طب ابن سينا والحكمة الشرقية
الصيف موسم للعلاج والتجدد

- 163

الصيف فصل علاجي بامتياز، بالإضافة إلى أنه فصل من فصول السنة، فإنه يمثل فرصة لإعادة التوازن للجسد وتنشيط قواه الداخلية. وبغية التعرف على تأثيرات الصيف على الصحة الجسدية والنفسية، دعت الدكتورة المستشارة نعمة زدام، أخصائية التغذية العيادية الصحية والطب الشمول، إلى حسن استغلال موسم الضيف، مدحضة بذلك فكرة الاعتقاد بأنه مجرد عطلة، وأوضحت في حديث خصت به "المساء"، أنه موسم حقيقي للعلاج والتجدد، كما كان يُرى في الطب القديم. بين توجيهات ابن سينا وحِكم الطب الصيني.
حثت الدكتورة في مقابل ذلك، دعم التغذية العيادية الحديثة، ومن ثمة الأخذ بالنصائح لرسم خريطة صيفية للشفاء، تُناسب كل فرد، وتُعيد للجسد توازنه الطبيعي، بعيدا عن العقاقير والأدوية الكيميائية.
كيف نعالج الأمراض بحرارة الشمس؟
في مستهل حديثها، أشارت الدكتورة إلى أن الطب القديم، لا ينظر إلى الصيف على أنه مجرد فصل من فصول السنة، بل اعتبره فصلاً علاجيًا بامتياز، يمكن فيه إعادة التوازن للجسد وتنشيط قواه الداخلية. واستدلت بمؤلفات ابن سينا، و كما جاء في أُسس الطب الصيني التقليدي، حيث تكون إشارات واضحة إلى أن حرارة الصيف الطبيعية تُحفز الجسم على التخلص من السموم، وتُعد فرصة مثالية لمعالجة الأمراض المزمنة، لاسيما تلك المرتبطة بالجهاز الهضمي والدورة الدموية.
وفي ظل الاهتمام المتزايد اليوم، بالتغذية الصحية العيادية، قالت الدكتورة زدارم: "يمكن الجمع بين الحكمة القديمة والمنهج الحديث لوضع خريطة علاجية صيفية، تستفيد منها الأسر، المرضى، وحتى الأصحاء".
الطب القديم وفصل الصيف
في طب ابن سينا، حسب المتحدثة، يُقلل الصيف من لزوجة الدم، ويساعد الكبد على تصريف الفضلات، ويُخفف من آثار الرطوبة الزائدة في البدن. أما بالنسبة للطب الصيني، تقول محدثتنا، إن الصيف يُمثل طاقة "يانغ" المرتبطة بالقلب، ويُنصح فيه بالتخفيف من الأطعمة الدسمة وتنشيط الجسم بالحركة.
التعرق وسيلة طبيعية لطرد السموم
عددت الدكتورة فوائد العرق، رغم رائحته الكريهة وبقعه المزعجة على الثياب، واعتبرته مهما، واستطردت بالقول: "إن التعرق في الطب القديم يُعتبر شكلاً من أشكال التطهير الداخلي، لذا لابد من الانتباه لأهمية شرب الماء الفاتر بدل البارد، لتسهيل الهضم وتحسين امتصاص المعادن".
التغذية الصحية العيادية في الصيف
حثت الدكتورة نعمة على تناول الأطعمة الصيفية الخفيفة (الخضر الطازجة، البقوليات، التوابل المبردة، مثل النعناع والقصبر، والابتعاد عن المشروبات المثلجة جدا، للحفاظ على حرارة الجهاز الهضمي، بعد تحديد مواقيت الوجبات في الصيف، بالنظر لأهمية الإفطار المبكر والعشاء الخفيف.
وفي ختام حديثها، أشارت الدكتورة زدام، إلى توصيات علاجية موروثة قابلة للتطبيق، منها الاعتياد على الحمامات الدافئة مع الأعشاب (كالخزامى والمريمية) لتهدئة الأعصاب، والوخز بالإبر والحجامة في الصيف للتخلص من" الحرارة الداخلية"، أو احتباس السوائل، مع ممارسة رياضة المشي في الصباح الباكر، أو بعد المغيب، لتنشيط الدورة الدموية دون إجهاد الجسم بحرارة الشمس.