الأستاذ رشيد بوبكري مدرب معتمد في التنمية البشرية

الطلبة مدعوون لاستشارة ذوي الاختصاص ليحسنوا الاختيار

الطلبة مدعوون لاستشارة ذوي الاختصاص ليحسنوا الاختيار
الأستاذ رشيد بوبكري مدرب معتمد في التنمية البشرية
  • 1652
  رشيدة بلال رشيدة بلال

عاشت الأسر الجزائرية مؤخرا، على وقع الاحتفال بنجاح أبنائها في شهادة البكالوريا، وهاهي اليوم تنتقل إلى المرحلة التالية التي تعتبر في الحقيقة، من أصعب المراحل ليس فقط على الطلبة الحائزين على معدلات مشرفة، وإنما على الذين حازوا على معدلات عادية، بالنظر من جهة إلى صعوبة الاختيار الذي عادة ما يتجاوب ومؤهلات الناجح، وكذا ضغط الأولياء الذي يفرض نفسه بقوة على عملية الاختيار.

سرعان ما تنطفئ الفرحة بالنجاح بعد أن يدخل الطالب في رحلة البحث عن التخصص الذي يناسبه، وقد لا يطرح الإشكال بالنسبة لبعض الطلبة الذين عادة يعرفون مسبقا ما يرغبون فيه، حيث يسارعون إلى ترتيب التخصصات التي يفضلونها، خاصة إن كانت معدلاتهم تتجاوب وتلك التخصصات، غير أن الإشكال الكبير يطرح بالنسبة لفئتين؛ الفئة الأولى تتمثل في تلك التي تجهل ما الذي ترغب في دراسته بالجامعة، وفي غياب التوجيه  تجد نفسها في دائرة مفرغة، نظرا لصعوبة الاختيار وعدم معرفة ما يناسبها أو ما يمكن  أن تتخصص فيه، بينما تتعرض الفئة الثانية للضغط من الأولياء، خاصة إن كانت معدلاتهم مشرفة. وكما هو معروف، فإن أغلب العائلات الجزائرية تحبذ أن يتخصص أبناؤهم في دراسة الطب، الأمر الذي يدفع بالطلبة إلى دراسة تخصصات لا يرغبون فيها،  وفي النتيجة ولوج الجامعة عن غير رغبة في دراسة تخصص ما، الأمر الذي يقودهم إلى الفشل والتفكير في تغيير التخصص بعد تضييع سنة أو أكثر.

حول أهمية توجيه الطلبة الى اختيار التخصص المناسب، يرى الأستاذ عبد الرشيد بوبكري، مدرب معتمد في التنمية البشرية من عدة جهات، عضو مؤسس بمركز إشراق للتنمية البشرية، بأن أهم مرحلة يعيشها الطالب بعد ظهور النتائج والنجاح؛ مسألة التوجيه التي تنقسم إلى قسمين في مجتمعنا، حيث نجد يقول: فئة تفتقد التوجيه وفئة أخرى  يفرض عليها، في الوقت الذي يفترض أن يكون هناك تشاور ونقاش بين أفراد العائلة والمعني بالأمر، حول ما يملكه الطالب من إمكانيات وبين التخصص الذي يرغب في اختياره. مشيرا إلى أن ما لا تعرفه الأغلبية سواء من الطلبة أو حتى من بعض الأولياء الذين يعتقدون أنهم أدرى بمصلحة أبنائهم، فيما يخص التوجيه بأن هناك معايير لابد  من أخذها بعين الاعتبار عند الاختيار، تتمثل في الرغبة بالدرجة الأولى، خاصة، يقول: نحن نعلم أن التخصص الذي لا يرغب فيه الطالب لا يمكن أن يدرسه وستواجهه لا محالة مشاكل في الجامعة، ولدينا الكثير من التجارب الميدانية في هذا الخصوص، إلى جانب سوق العمل، وهذا ـ طبعا ـ يرجع إلى من يختار بعض التخصصات التي لا يحتاجها سوق العمل، وهي عادة المشكلة التي تطرح بعد إنهاء الطالب لدراسته الجامعية، حيث تقابله البطالة، دون أن ننسى كل من المهارة والتمكن من المواد الأساسية، معلقا بالقول: بالنظر إلى أهمية هذه المرحلة في تحديد مستقبل الطالب الجامعي، نعتقد أنه من الأجدر الاستعانة عند الاختيار بذوي المعرفة في المجال، على غرار الأخصائيين النفسانيين والأساتذة الجامعيين والمدربين في التنمية البشرية الكوتشينج الذين لهم إمكانية إخضاع الطالب لتحليل شخصيته ومساعدته على حسن اختيار ما هو مناسب. وردا عن سؤالنا حول الحاجة إلى إخضاع الطلبة لدورات الكوتشيج، لمساعدتهم على اختيار التخصص المناسب في الجامعة، أعرب محدثنا عن استعداده للمشاركة في توجيه الطلبة لاختيار التخصص المناسب من خلال إخضاعهم لدورات التوجيه والإرشاد التي عادة ما يشرف عليها المختصون في التمنية البشرية، هذا التخصص الذي انتشر بشكل كبير في المجتمع الجزائري وأثبت أهميته من حيث رفع القدرات، بالتالي أعتقد ـ يقول ـ لو أننا كمدربين نجد الإطار المنظم، فنحن مستعدون للتدخل في مسألة التوجيه لمساعدة الطلبة على معرفة الطريقة الصحيحة التي يجب اعتمادها، ليكون اختيارهم نابعا عن  رغبتهم ويستجيب لتطلعاتهم. مشيرا في السياق، إلى أن الأولياء مدعوون للاكتفاء بتقديم النصيحة وعدم التدخل أو فرض اختيار معين على الطالب، كي لا يتخذ من أوليائه شماعة يعلق عليهم فشله في الجامعة في حالة ما لم يوفق.

  رشيدة بلال