الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار لـ"المساء":

العائلات لا تولي أهمية لبرامج الرقابة الأبوية

العائلات لا تولي أهمية لبرامج الرقابة الأبوية
الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار
  • القراءات: 434 مرات
رشيدة بلال   رشيدة بلال

أعرب الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، يونس قرار، عن أسفه لعدم اهتمام العائلات بمختلف البرامج الخاصة بالرقابة الأبوية على ما يشاهده أبناؤهم في مختلف المواقع، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، وحسبه، فإن هذا الأمر يعد واحدا من أهم العوامل التي تجعل أبناءهم يقعون في وضعيات محرجة ويتصرفون تصرفات غير لائقة، بل ويقعون في الكثير من الأخطاء، الأمر الذي يتطلب لفت انتباه الأولياء إلى أهمية برامج الرقابة، وكيف يتم تفعيلها لتعطي النتائج المرجوة منها.

قال الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار، في حديثه لـ"المساء"، بأن الحملة التحسيسية التي أطلقتها وزارة البريد، تعد فرصة مناسبة للدفع بالمختصين والخبراء إلى إعادة طرح بعض المواضيع الهامة، التي تساهم في تثقيف العائلات، خاصة الأولياء، حول العوامل المساعدة على نشر التأثيرات السلبية للتكنولوجيا، وحسبه، فإن الأولياء، وخاصة الأمهات، يحرصون مثلا على نصح أبنائهم بعدم مصاحبة رفقاء السوء، وعدم التحدث مع الغرباء، وغيرها من التحذيرات، بمجرد خروجهم إلى الشارع، للذهاب إلى المدرسة أو اللعب.

لكن في المقابل، تسمح لهم بمجرد الدخول إلى المنزل، بتناول الهاتف أو اللوحة الرقمية للإبحار في عالم مجهول، ومصاحبة أشخاص غرباء والدردشة معهم في مواضيع مختلفة، بعيدا عن أي رقابة، أو يدخلون إلى بعض المواقع الإباحية أو يندمجون في بعض الألعاب العنيفة، ومن هنا، يظهر ـ حسب المختص ـ "دور التحسيس الذي ينبغي أن تلعبه الأسر بالدرجة الأولى، وكل الشركاء، مثل جمعيات أولياء التلاميذ، والمؤسسات التربوية والمساجد والجمعيات ودور الشباب، من خلال المساهمة في نشر ثقافة الرقابة الأبوية، بما هو متاح من برامج، نجاحها مرهون بكيفية استخدامها وتفعيلها".

بعض برامج الرقابة الأبوية غير فعالة

وردا على سؤال "المساء"، حول مدى فعالية برامج الرقابة الأبوية في تأمين الحماية اللازمة للأبناء، وحتى للبالغين أثناء ولوجهم إلى العالم الافتراضي، أشار الخبير إلى أن برامج الرقابة الأبوية متنوعة، حيث نجد منها بعض البرامج التي تسمح برقابة واسعة وفعالة وقوية، بينما بعضها الآخر لا يتيح الرقابة اللازمة ويظل برنامجها بسيطا، غير أن الإشكال، حسب المتحدث، "لا يطرح بالنسبة للبرنامج في حد ذاته، من حيث قوته وفاعليته، إنما في تعلم كيفية استخدامه".

 فوجود البرنامج وعدم معرفة الولي لكيفية تفعيله، يظل من دون فائدة، بالتالي يحتاج تفعيل البرنامج إلى مرافقة الأولياء، حتى لا تظل مجرد حلول تقنية فقط، وفق المختص الذي يؤكد أنه "عند تركيب البرنامج، لابد أن يعرف الولي أن هناك عمل مستمر، يتمثل في المرافقة لإنجاح عمل هذا البرنامج، والذي يبدأ باجتماع الولي بأبنائه والتحاور معهم، من خلال شرح كيفية عمل البرنامج وضبط وقت ولوجهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي بالوقت، وشرح أسباب حرمانهم من ولوج بعض المواقع التي تؤثر عليهم صحيا ونفسيا وحتى تربويا".

 وفق المختص، فإن أهم ما في مثل هذه البرامج من إيجابية، أنها تبعث برسائل للولي إن حاول الأبناء الولوج إلى بعض المواقع التي تم حجبها، ويكون من السهل على الولي الانتباه لما يحدث، ومنه القيام بجلسة مع أبنائهم وتوعيتهم وتثقيفهم، مشيرا إلى أن مثل هذا العمل الرقابي وحده الكفيل بإنجاح برامج الرقابة الأبوية، ولعل هذا ما لا يقوم به بعض الأولياء، ويدفعون بعدم جدوى بعض البرامج الرقابية، لأنهم لا يستغلون كل الإمكانيات المتاحة التي يقدمها، ضنا منهم أن تركيبها يكفي، لأن العبرة في المرافقة الأبوية الميدانية المبنية على التواصل المستمر وعرض البدائل.

أهم طريقة يمكن أن تحد من الأثر السلبي للتكنولوجيا على أفراد الأسرة عموما، والأطفال خصوصا، حسب الخبير؛ العودة إلى ممارسة بعض الأنشطة التي تدخل في الحياة اليومية، والتي تخلى عنها الكثيرون، بسبب الانعزال في العالم الافتراضي لساعات، ولعل أهمها: القيام ببعض الواجبات المنزلية، مثل المساهمة في أشغال البيت أو زيارة الأقارب، أو ممارسة بعض الهوايات، أو الانخراط في بعض النوادي الرياضية، كلها تبعد نوعا ما المستخدم عن العالم الافتراضي.