بسبب الاستهلاك المفرط لمسكّنات الألم

العياء الخلوي أو الفشل الكبدي طريق نحو الموت

العياء الخلوي أو الفشل الكبدي طريق نحو الموت
  • 634
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

يُقبل كثير من الناس على ما يُعرف بالتداوي الذاتي، وهو أخذ الأدوية من الصيدلية دون أي استشارة طبية مسبقة؛ إذ يُبنى القرار على تجارب سابقة، أو نصائح من أشخاص عانوا من نفس المشكل الصحي، و أكثرهم يستهلكون، بشكل عشوائي، مسكّنات الألم، التي تكون، أحيانا، أكثر من اللازم؛ ما يؤدي إلى مشاكل صحية لا يُحمد عقباها.

وقد حذّر المختصون في الصحة كثيرا، من تعاطي مسكنات الألم، مؤكدين أنها السبب الرئيس وراء العياء الخلوي الكبدي المميت، أو الفشل الكبدي نتيجة الإصابة بالتهاب الكبد المناعي الذاتي. وهو مرض يؤدي بالجهاز المناعي، إلى مهاجمة خلايا الكبد؛ ما يسبب حدوث التهاب، وتعرض الكبد للإصابة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد شيدخ، رئيس اختصاص في علوم التغذية وأنماط الحياة السليمة وعضو بالمنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، إن الاستهلاك المفرط للمسكنات قد يؤدي إلى مشاكل صحية، أخطر من المشكل الذي أُخذ من أجله ذلك المسكّن؛ كصداع، أو وجع أسنان، أو آلام الحيض مثلا. والاستهلاك المفرط لها يؤدي إلى مشكلين أساسين؛ الفشل الكبدي والكلوي. ويضيف الطبيب أن مسكنات الألم مصنفة ضمن عدة عائلات من الأدوية؛ منها في المستوى الأول مسكنات الألم الجانبية، ثم مسكنات الألم المركزية في المستوى الثاني، ومسكنات الألم المركزية القوية ضمن المستوى الثالث. كما توجد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وفصيلة غير المورفينيك، ومضادات الانهيار، إلى جانب مضادات التشنجات، وأدوية الارتخاء العضلي، وكلها تُدرج ضمن مسكنات الآلام. وتلك الدرجات تحدَّد وفق تركيبتها، وحسب قوّتها في تخفيف الآلام من البسيطة إلى الحادة.

ويؤكد المختص أن الاستعمال المفرط لهذه الأدوية، قد تحدث عنه أعراض مختلفة، تظهر في مراحل مختلفة من هذا الاستعمال العشوائي المفرط، تكون من بسيطة إلى خطيرة، أو قد تبدأ بأعراض خطيرة، ثم يمكن أن تتعقد الحالة الصحية بسببها.
ومن تلك الأعراض ذكر: " الهذيان العصبي، والتوهمات مع الشعور بالدوار، والرغبة الملحّة في النوم، وتصل حتى الإغماء والرعشة، هذا إلى جانب اختلالات في الجهاز الهضمي؛ فالإفراط في تناول بعض المسكّنات يؤدي إلى حالات من الحساسية، ونقص في عدد خلايا الدم كلها، بالإضافة إلى الإخلال بوظيفة الكبد، التي قد تصل إلى حد العياء الخلوي الكبدي المميت في أغلب الأحوال، وحتى الإضرار بالجهاز التنفسي، وفشل كلوي في بعض الحالات".

وحذّر المختص من الإفراط في تناول مضادات الالتهاب كذلك، التي يلجأ إليها الكثيرون لعلاج بعض الحالات "مؤقتا"، دون استشارة طبية؛ ما يؤدي للإصابة بجلطة قلبية. كما إن الأنواع غير الستيرويدية مثل فولتارين وبروفینید هي خطيرة كذلك، على الجهاز الهضمي؛ فقد تصيب المعدة بالتهابات، قد تصل حد التقرح، والنزيف الدموي الحاد. كما تسبب هذه الأدوية ارتفاع الضغط. وأضاف أن تلك المسكنات تشكل خطورة أكبر على كبار السن؛ باعتبار كبدهم يعمل بصفة أبطأ من الشخص الأصغر سنا، وبالتالي يطرح السموم بشكل أبطأ كذلك؛ ما يجعلها حبيسة ذلك العضو، وبالتالي فنسبة الإصابة بالفشل الكبدي تكون أعلى عند هؤلاء الأشخاص.
وشدد الطبيب على ضرورة التقليل من استهلاك تلك الأدوية، وعدم أخذها إلا للضرورة القصوى، وليس استهلاكها عند أي الشعور؛ كالصداع، أو وجع الأسنان، داعيا إلى علاج المشكل عند الطبيب بدل تخفيف الآلام.