بين شاطئ البحر والسفر ورتابة الحياة اليومية
القسنطينيون منقسمون حول خيارات الاستمتاع بالصيف
- 883
تختلف وجهة القسنطينيين خلال عطلتهم السنوية التي تتزامن عند أغلبيتهم مع شهر أوت، فقد تكون على ساحل إحدى المدن القريبة أو بالخارج (تونس على وجه الخصوص) أو في أسوأ الأحوال "التعايش" مع رتابة الحياة اليومية. وحتى يتمكن أي شخص من اغتنام فرصة العطلة والتمتع بها بأتم معنى الكلمة، يتعين عليه "تحمل تكاليف إضافية"، وهو أمر غير متاح للجميع بسبب تلك المصاريف التي كانت قد كلفت العائلات خلال شهر رمضان الذي تلاه عيد الفطر. ويتعين القول بأن خيارات الاستجمام في المدن الداخلية التي تعد قسنطينة واحدة منها قليلة، حتى وإن أضحت مدينة الصخر العتيق تتيح لقاطنيها بمناسبة تتويجها "عاصمة للثقافة العربية لعام 2015"، فرصة التمتع بالسهرات الثقافية إلا أن الخيار المتاح يظل محدودا بسبب قلة فضاءات الاسترخاء والترفيه والاصطياف، لكن لكونه يتعلق خصوصا بالميزانية التي يتعين تخصيصها لهذه العطلة.
ومن الجلي أن موسم الاصطياف بالنسبة لأغلبية القسنطينيين مرادف للحر الشديد، لكن أيضا لفرصة قضاء عطلة مريحة على شواطئ إحدى الولايات الساحلية المجاورة، مثل سكيكدة وعنابة والقالة (الطارف) وبجاية أو جيجل التي أضحت في السنوات الأخيرة إحدى الوجهات المفضلة للقسنطينيين بفضل استتباب الأمن بعد العشرية السوداء التي مست كثيرا هذه المنطقة من جهة، وخيارات الإيواء المتاحة من طرف هذه المدينة الساحلية من جهة أخرى. وفي هذا الشأن، يقول عمر وهو إطار شاب في مؤسسة عمومية؛ "لقد تعودت على التوجه بمعية زوجتي وأولادي إلى شاطئ المنارة الكبرى (على بعد 6 كلم غرب جيجل) ذي الرمال الذهبية، وسيكون وجهتي أيضا هذه السنة خلال عطلتي التي ستنطلق في بداية أوت الجاري"، مشيرا إلى أنه قام باستئجار منزل صغير على شاطئ البحر.
فيما لم تتح نفس الفرصة لساسي (39 سنة) وهو بناء وأب لأربعة أطفال، حيث يؤكد بأن أجرة الـ25 ألف دج التي يدفعها له المقاول الخاص الذي يعمل عنده "تجعل مجرد التفكير في استئجار شقة أو الحجز في فندق من الدرجة الدنيا أمرا صعبا للغاية"، مشيرا إلى أنه سيكون "جد سعيد" لو تمكن من أخذ عائلته الصغيرة إلى البحر لمدة يوم واحد فقط. وفي حال تعلق الأمر برحلة ذهاب وإياب في نفس اليوم، تظل سكيكدة الوجهة المفضلة دون منازع، بالرغم من حركة المرور "الجد كثيفة" التي يشهدها الطريق الوطني رقم "3" الرابط بين قسنطينة وسكيكدة، لاسيما خلال فترات نهاية الأسبوع. ويقول لطفي شاب يبلغ من العمر 17 سنة؛ "أنا لا أعقد الأمور، في ثاني أيام عيد الفطر وضعت المنشفة على كتفي وتوجهت بمعية أصدقائي إلى شاطئ ابن مهيدي (جان دارك سابقا بسكيكدة) القريب من قسنطينة، وأنا أخطط للتوجه إلى الشاطئ عند نهاية كل أسبوع، فأنا أتفرغ خلال باقي أيام الأسبوع لأتدبر أموري في شأن جمع مصاريف هذه الرحلة الأسبوعية".
وتوجد أيضا تلك الفئة من القسنطينيين الذين حالفهم الحظ للظفر بإقامة في الخارج. ويجمع العديد من مسيري وكالات السياحة والأسفار المتواجدة بقسنطينة على أن تونس وتركيا تظلان الوجهتان المطلوبتان بكثرة خلال هذه الفترة الخاصة بالعطل. وبالرغم من المشاكل الأمنية التي مست مؤخرا تونس، إلا أن الوجهة إلى هذا البلد الشقيق لم تفقد بريقها خصوصا في ظل التخفيضات المغرية التي يقترحها منظمو الرحلات السياحية. ففي هذا الشأن، يقول السيد زهير زين الدين ولباني مدير تجاري بوكالة للأسفار متواجدة في وسط قسنطينة بأن "مكوث شخصين لمدة أسبوع بفندق 3 نجوم بنظام نصف الإقامة في الحمامات لا يكلف سوى 36 ألف دج".
لكن هناك قسنطينيون آخرون أمثال محي الدين موظف في البلدية يبلغ من العمر 40 سنة، لا يغادرون سيرتا العتيقة خلال العطلة الصيفية، حيث يقول متأسفا ؛”لا يمكنني أن أنسى بأن هناك دخول مدرسي يلوح في الأفق ومع وجود 6 أطفال متمدرسين لا يمكنني للأسف تحمل تكاليف عطلة خارج المدينة. ويضيف محي الدين الذي يرغب في التمتع بعطلته السنوية بطريقته الخاصة "أكتفي بالتوجه بمعية العائلة إلى ساحة لابريش أو حي سيدي مبروك من أجل التلذذ بمذاق المثلجات أو التوجه في السهرة لحضور إحدى الحفلات الفنية المنظمة في قسنطينة، مع القيام في بعض الأحيان بجولات في غابة المريج الترفيهية (الخروب) بحثا عن القليل من الانتعاش".
ومن الجلي أن موسم الاصطياف بالنسبة لأغلبية القسنطينيين مرادف للحر الشديد، لكن أيضا لفرصة قضاء عطلة مريحة على شواطئ إحدى الولايات الساحلية المجاورة، مثل سكيكدة وعنابة والقالة (الطارف) وبجاية أو جيجل التي أضحت في السنوات الأخيرة إحدى الوجهات المفضلة للقسنطينيين بفضل استتباب الأمن بعد العشرية السوداء التي مست كثيرا هذه المنطقة من جهة، وخيارات الإيواء المتاحة من طرف هذه المدينة الساحلية من جهة أخرى. وفي هذا الشأن، يقول عمر وهو إطار شاب في مؤسسة عمومية؛ "لقد تعودت على التوجه بمعية زوجتي وأولادي إلى شاطئ المنارة الكبرى (على بعد 6 كلم غرب جيجل) ذي الرمال الذهبية، وسيكون وجهتي أيضا هذه السنة خلال عطلتي التي ستنطلق في بداية أوت الجاري"، مشيرا إلى أنه قام باستئجار منزل صغير على شاطئ البحر.
فيما لم تتح نفس الفرصة لساسي (39 سنة) وهو بناء وأب لأربعة أطفال، حيث يؤكد بأن أجرة الـ25 ألف دج التي يدفعها له المقاول الخاص الذي يعمل عنده "تجعل مجرد التفكير في استئجار شقة أو الحجز في فندق من الدرجة الدنيا أمرا صعبا للغاية"، مشيرا إلى أنه سيكون "جد سعيد" لو تمكن من أخذ عائلته الصغيرة إلى البحر لمدة يوم واحد فقط. وفي حال تعلق الأمر برحلة ذهاب وإياب في نفس اليوم، تظل سكيكدة الوجهة المفضلة دون منازع، بالرغم من حركة المرور "الجد كثيفة" التي يشهدها الطريق الوطني رقم "3" الرابط بين قسنطينة وسكيكدة، لاسيما خلال فترات نهاية الأسبوع. ويقول لطفي شاب يبلغ من العمر 17 سنة؛ "أنا لا أعقد الأمور، في ثاني أيام عيد الفطر وضعت المنشفة على كتفي وتوجهت بمعية أصدقائي إلى شاطئ ابن مهيدي (جان دارك سابقا بسكيكدة) القريب من قسنطينة، وأنا أخطط للتوجه إلى الشاطئ عند نهاية كل أسبوع، فأنا أتفرغ خلال باقي أيام الأسبوع لأتدبر أموري في شأن جمع مصاريف هذه الرحلة الأسبوعية".
وتوجد أيضا تلك الفئة من القسنطينيين الذين حالفهم الحظ للظفر بإقامة في الخارج. ويجمع العديد من مسيري وكالات السياحة والأسفار المتواجدة بقسنطينة على أن تونس وتركيا تظلان الوجهتان المطلوبتان بكثرة خلال هذه الفترة الخاصة بالعطل. وبالرغم من المشاكل الأمنية التي مست مؤخرا تونس، إلا أن الوجهة إلى هذا البلد الشقيق لم تفقد بريقها خصوصا في ظل التخفيضات المغرية التي يقترحها منظمو الرحلات السياحية. ففي هذا الشأن، يقول السيد زهير زين الدين ولباني مدير تجاري بوكالة للأسفار متواجدة في وسط قسنطينة بأن "مكوث شخصين لمدة أسبوع بفندق 3 نجوم بنظام نصف الإقامة في الحمامات لا يكلف سوى 36 ألف دج".
لكن هناك قسنطينيون آخرون أمثال محي الدين موظف في البلدية يبلغ من العمر 40 سنة، لا يغادرون سيرتا العتيقة خلال العطلة الصيفية، حيث يقول متأسفا ؛”لا يمكنني أن أنسى بأن هناك دخول مدرسي يلوح في الأفق ومع وجود 6 أطفال متمدرسين لا يمكنني للأسف تحمل تكاليف عطلة خارج المدينة. ويضيف محي الدين الذي يرغب في التمتع بعطلته السنوية بطريقته الخاصة "أكتفي بالتوجه بمعية العائلة إلى ساحة لابريش أو حي سيدي مبروك من أجل التلذذ بمذاق المثلجات أو التوجه في السهرة لحضور إحدى الحفلات الفنية المنظمة في قسنطينة، مع القيام في بعض الأحيان بجولات في غابة المريج الترفيهية (الخروب) بحثا عن القليل من الانتعاش".