تجتمع حولها العائلات العنابية

الكسكسي و"الشخشوخة" أطباق تزين موائد العيد

الكسكسي و"الشخشوخة" أطباق تزين موائد العيد
  • القراءات: 279
سميرة عوام سميرة عوام

 

تختلف عادات وتقاليد سكان عنابة في الاحتفال بعيد الأضحى، من بيت لآخر، لكن تجتمع العائلات في تحضير طبق الكسكسي المحور، خلال اليوم الثاني من العيد، والذي يعد من لحم كتف الخروف، بعد تقطيع أضحية العيد وتجزئتها، حيث تستيقظ الأمهات وربات البيوت باكرا، من أجل تحضير احتفالية ثاني يوم من أيام عيد الأضحى، إذ يتم فيها تحضير جفنة الكسكسي المحور، المصحوب بمرق أبيض دون خضر، يزين بقطع كبيرة من اللحم وحبات من الحمص، وهو أفضل طبق لدى سكان عنابة الأصليين في هذا اليوم.

يحرص أهل بونة على تقديم الكسكسي المحور لأفراد العائلة، كما يتم توزيعه على الأهل والجيران، كل حسب عاداته، وهناك من تحضر طبق "الشخشوخة" العنابية الأصيلة، التي تنتشر رائحة توابلها لآخر شارع من أي حي يعد فيه هذا الطبق التقليدي، الذي يساوي في رمزيته وحضوره طبق الكسكسي بمختلف أنواعه، كل حسب ذوقه ورغبته.

ومن تقاليد سكان بونة، خلال أيام عيد الأضحى، تحضير الشواء على الفحم، في أول يوم من هذه المناسبة الدينية، وفي فترة المساء، هناك من يحضر رأس الخروف ويطلق عليه "الباشا"، وهناك من يكتفي باللحم المقلي مع بعض المقبلات الصيفية الخفيفة.

لكن أمام الانتشار الواسع للتكنولوجيا وسرعة الوقت وتغير ذهنية الأجيال، اختفت العديد من العادات الجميلة التي كانت تجمع كل الأهل في البيت الكبير، خاصة في المناسبات الدينية، بعد أن أصبحت المعايدة لا تتعدى الرسائل النصية القصيرة أو مكالمة في الهاتف، حتى عادة تذويق الجيران خلال أيام عيد الأضحى، لم تعد حاضرة في مدينة عنابة وضواحيها فقط، إنما أضحت تشمل البيت الكبير من الجد والأعمام والأخوال.

ورغم هذا التغيير المفاجئ في العادات، التي اندثرت في أغلبها، بقيت بعض العائلات العنابية التي تقطن الأحياء الشعبية، مثل لاكلون ولوريروز، محافظة عليها، خاصة في عيد الأضحى، حيث يتم تحضير الحلويات التي تتناسب و"عيد اللحم" كما يطلقون عليه، مثل الحلويات الجافة، الكعك، "الكروكي"، كما يتم تحضير "خبز الدار"، أو كما هو معروف في مدينة عنابة بـ"خبز الكوشة"، يتم مرافقته بالشواء و"الحميس" وغيره.

يجتمع الجيران في الحوش الكبير لتبادل أطراف الحديث، وتناقل أخبار غلاء الماشية، ناهيك عن تذكر قعدات زمان مع الجدات، حين كانت الطيبة عنوان الجيرة في ذلك الزمن البعيد. وتبقى التهاني بين الأهل متواصلة خلال أسبوع كامل، فرحة بعيد الأضحى، كما يتم توزيع اللحم على العائلات التي تعذر عليها الذبح لظروف عائلية صعبة.