نقاوس
الماء والخضرة.. وحدائق مغلقة..!
- 608
أمام استمرار إغلاق الحدائق العمومية بمدينة نقاوس في وجه المواطنين والعائلات، لا يجد الناس مقصدا للهروب من ضيق المدينة ولفح الشمس وحرارة الجو المرتفعة سوى اللجوء إلى بساتين المشمش التي توفّر لهم مساحاتُها الهائلة ظلا ظليلا، ومياهُ سواقيها الجارية في كلّ مكان تضفي برودة طبيعية وهدوءا متميّزا.
لدى تجوال "المساء" بالمدينة لتفقّد حال حدائقها واستطلاع المواطنين حول خدماتها، فاجأها عدد من المتقاعدين الذين ألفوا المكان باستنكارهم استمرار إغلاق الحديقة العمومية المتواجدة وسط المدينة في وجههم منذ إنجازها سنة 2013، وإبقاءها مجرد ديكور وواجهة تزيّن مقر البلدية رغم الملايير التي صُرفت من أجل إنجازها في أحلى وأجمل صورة من خلال اقتناء أفضل أنواع الورود والنباتات والأشجار الجميلة، وكذا الحجارة الرملية، وكشك تمّ بناؤه بروعة وإبداع. وبالمقابل، تمّ تنصيب مقاعد حديدية خارجها على طول رصيف الطريق الرئيسة أمام مقر البلدية، والتي باتت محل حرج وإزعاج للمارة وخاصة فئة النساء.
ونحن نقف على وضعية الحديقة العمومية الأخرى الجديدة التي تمّ إنجازها بحي 244 مسكنا برأس العين الذي يحتوي على عدّة أحياء سكنية جماعية والمزوّدة بأكشاك وسط مساحة خضراء من العشب الطبيعي والأشجار والأضواء، لفت انتباهنا لجوء الشباب والشيوخ والأطفال من قاطني هذا الحي، إلى الجلوس عند مداخل العمارات أو الالتفاف مع كلّ مساء، حول طاولات لعب الدومينو والورق بالمقهى المجاور؛ نظرا لكون الحديقة مغلقة، وفتحُها يبقى مؤجّلا هو الآخر، حيث أوضح السكان لـ "المساء" حاجتهم الماسة إليها في عز هذا الصيف، وحاجة أبنائهم إلى ألعاب التسلية، مما جعلهم يعربون عن أمانيهم في إسراع البلدية في فتحها وتزويدها بأعداد كافية من الكراسي والطاولات ومختلف أنواع وسائل الترفيه. بينما يفضّل عدد كبير من الإطارات والمثقفين ـ حسب عبد الكريم (طالب جامعي) الذي وجدناه بصدد اقتناء قفص ونوع خاص من الطيور رفقة طفليه الصغيرين من متجر ـ يفضّلون مقهى "عمي سليمان" الذي يقع بحي فنارو، وسط فضاء أخضر، يقتسمون فيه المكان مع العائلات في جناحين؛ كونه الوجهة الوحيدة التي يلجأون إليها للاستراحة حتى ساعات متأخّرة من اليوم رغم صغر المساحة وضيق المكان، بغرض الترفيه عن أنفسهم وأبنائهم ولو من خلال التمتّع بتناول بالمثلجات والعدد المحدود من الألعاب المخصّصة للأطفال، خاصة أولئك الذين تحول ظروفهم الاجتماعية دون التنقّل إلى شواطئ البحر.
وفي ظلّ هذا الواقع المؤسف تبقى بساتين المشمش فقط ما يوفّر للبعض أجواء منعشة للجالسين، تمنحهم فرصة الاستمتاع بنسماتها اللطيفة ونوادي الإنترنت المنتشرة عبر أحياء المدينة والمؤسسات الشبانية في غياب المسابح ومرافق الترفيه والتسلية وإغلاق الحدائق. أما العائلات فتبقى تعاني الأمرّين؛ ضيق الشقق وضغط الحرارة المرتفعة للجو في الداخل والخارج.